|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بحثا عن رفيق (قصة) فاطمة عبدالمقصود كانت قد تلقَّت لتوِّها رسالةً من صديقتها الجديدة التي عرَفَتها بعد إسلامها. كانت الرِّسالة ردًّا على سؤالها بخصوص متقدِّمٍ جديد يَطلب التعارف للزواج، تَنصحها أن تكفَّ عن البحث عن زوج من خلال مَواقع الزَّواج الإلكترونيَّة، تركت الهاتف يَنزلِق من يديها، وتوجَّهَت إلى المائدة حيث تركَت طبقَ الفول الذي أعدَّتْه جيدًا دون أن تمسَّه، وراحت تلقي بلقيماتٍ قليلة إلى معدتها التي اشتكَت الجوعَ، ولم تكد ماري تفرغُ حتى شعرَت بآلام الضرس الملتهِب تعاودها، أسرعَت إلى مُسكِّن الآلام لتبتلع حبَّتين، فغاظها أنْ تجد العلبة فارِغة، نظرَت إلى دولاب المطبخ المفتوح أمامها تَبحث عمَّا يسكِّن آلامَها، فإذا بيديها تمتدُّ سريعًا إلى بعض حبَّات القرنفل التي وضعَتها تحت الضرس المزعج. جلست على فِراشها مغمضة العينين تتذكَّر مهامَّ الغد، فبدا مزعجًا لها أنَّ يومها سيبدأ بمقابلة الوَظيفة الجديدة، إنَّ عليها أن تستعدَّ وأن تريح أعصابَها مع الرَّجاء لله ألَّا تزورها آلامُ الأسنان في تلك اللَّحظة! والثياب أيضًا، الملابس المناسِبة! جذبَت نفسَها بصعوبةٍ لتترك المكانَ وتذهب لمعاينة ملابس الغد، ترى أيها أفضل، قامَت باستِعراض الخيارات المتاحَة، لم تقتنع تمامًا بأيها، شعرَت بالإرهاق؛ فقرَّرَت أن تترك ذلك للصَّباح. على الفِراش من جديد أمسكَت بالهاتف لتضع تَذكيرًا بموعد طبيب الأسنان، ثمَّ بدا لها أنَّها قد تحتاج مرافقًا لرحلة العودة؛ فقد لمسَت بنفسها ذلك في المرَّة السَّابقة حين أصابها الدوار، راحَت تتذكَّر الأسماءَ؛ "ربيعة" غير متوفرة فهي تعمل طولَ الأسبوع، "منى" مَشغولة بأطفالها ولن تَتركهم من أجلي، "نهى" قطعَت علاقتها بي حين رفضتُ آخرَ الرجال الذين رشَّحَتهم لي وأخبرتُها بحدَّة أن بلوغ الخمسين لا يَعني أن أتزوَّج مدمنًا، أو ذلك الذي هجرَتْه زوجتُه لأنَّه سليط اللِّسان طويل اليد، ولا ذلك العاطِل الذي يريد زوجةً تنفِق مالَها عليه، ربما "نادية"؟ ولكن لا أدري قد أَزعجتُها كثيرًا، وقد شعرتُ أنَّ زوجها يتذمَّر من طلبي لها... تكف عن التفكير في الأسماء وتمسِك بالهاتف من جديد، تدلف إلى الموقِع المعتاد، تَكتب كلمةَ المرور وتدخل لتجد رسالةً منه تقول: ماذا قرَّرتِ بشأن علاقتِنا؟ تَعتدل في جلستها وتبدأ في الردِّ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |