|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أقابله قبل أن يتقدم للزواج؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تعرفتُ على شاب من الإنترنت، هو شاب ملتزم، وقد عرَفتُ عنه كلَّ شيء، حتى جيرانه، وبالصدفة عرفت أن جيرانه من أقربائي، وقد عرض عليَّ الزواج. أنا تكلمتُ مع أمي، وقلت لها عنه؛ ولكنها لم تهتمَّ بالأمر، ولم تطرح الأمر على أبي. وقد وصلنا إلى قرار أنه يمكن أن يتقدَّم لأهلي ويطلبني، ولكنه الآن يريد أن يقابلني، وأنا خائفة جدًّا من تأنيب الضمير، وخيانة ثقة أهلي. لا أعرف كيف أتصرف: هل أقابله، أو أتركه، أو ماذا أفعل؟ لا أعرف. أريدكم أن تنصحوني وتفيدوني، جزاكم الله خيرًا. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لا تقابليه، لا تقابليه، لا تقابليه، مهما كلَّفك الأمر. أختي الفاضلة: قد أخبركِ هذا الشابُّ بنيَّته في التقدُّم، أليس كذلك؟ فالآن ما سببُ طلبه مقابلتَكِ؟! إما أن يكون مجردَ تلاعُبٍ منه، وأنه لا ينوي الزواج منك، أو أنه يختبرك بمثل هذا الطلبِ، وفي الحالتين يجب ألاَّ تذهبي. وهناك احتمال ثالث، فلعله عزَمَ على خطبتك بالفعل؛ ولكن زيَّن له الشيطانُ أن في اللقاء فائدةً، وبه سيتعرف على أخلاقِكِ، أو شكلِك، أو أيٍّ من الصفات قبل التقدُّم، وفي جميع الحالات لن يفيدك أو يفيده أن تتقابلا، فحتى لو فرضنا أن هذه نيتُه، فالأمرُ غير محمود العواقب؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 21]. وقد أحسنتِ بطلب الاستشارة قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة، التي كانت بدايةَ تورُّطٍ كبير، ومشاكلَ لا حصر لها، وقعتْ ضحيتَها الكثيرُ من الفتيات الصالحات، ولم ينفعْهن الندمُ بعد ذلك، لكن أرجو أن يكتمل الإحسان بتلبية نداء الحق، والاستجابة لأوامر الله - عز وجل. أختي العزيزة: فكِّري معي، ماذا تتوقعين أن يحدث في هذه المقابلة؟ يؤسفني أن أخبركِ بتسلسل الأحداث المؤلم، والذي أسمعه من آهات وأنَّات الفتيات، مما يصل إلينا كل يوم، من خلال رسائلَ يتألمُ لها القلبُ واللهِ؛ حزنًا على حالهن، بعد أن يفقدْنَ أغلى ما عندهنَّ من أخلاقٍ وعفافٍ ودين! ونصيحتي لك أن تخبريه بكل ثقةٍ وثبات أن هذا لا يجوز، وأنك تخافين الله، وإن كان يريد التعرُّفَ عليك، فمن حقِّه النظرُ إليك ومحادثتك أمام الأهل والمحارم، فما حاجتُنا إلى ما حرَّم الله وقد أباح الله لنا ما يعيننا على قضاء حوائجنا؟! فإن كان به خير، فسيسعد بذلك، وإلا فأسألُ الله - تعالى - أن يبدلك خيرًا منه، وأن يحفظ دينك وعرضك، ويصونك من الوقوع في الزلل. قد يأتيك الشيطان موسوسًا: لعله ينصرف عن الزواج إن لم تستجيبي. لعله يريد فقط التحدث إليك. لعلك تستطيعين الحفاظ على نفسك؛ لستِ صغيرة. ﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ﴾ [الأعراف: 17]. فتذكَّري كلما هممتِ بقَبول هذا اللقاء، بأن الذي خَلَق قدميك التي ستسير إليه، هو الله الذي أمَرَك بالبُعد عن مواطن الفتن. تذكَّري أن عينيك التي ستنظر إليه في خلوة هي هبةٌ من الله، يتمنَّاها الكثير من الناس. تذكَّري أن لسانك الذي سينطلق بالحديث معه بعيدًا عن أعين الناس هو نعمة من الله، أفتستعملين نِعَمَ الله في معصيته؟! وذكِّري نفسك بقول الله - تعالى -: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [الحجر: 49، 50]، ﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴾ [البروج: 12]. واحمدي الله أنْ سَتَرَ عليكِ فيما مضى، واستغفريه وتوبي إليه، إنه غفور رحيم. وبعد ذلك أيضًا: لا أنصحك بالاستمرار معه في العلاقة، سواء عن طريق الهاتف أو الإنترنت، أو غيرها من الوسائل؛ فتلك العلاقاتُ بين الشباب والفتيات كلُّها لا تجوز، واعلمي - أخيتي - أن الذي حرَّمها علينا يعلم السرَّ وأخفى. اعلمي أنه أعلم بما يَصلُح لنا، وبما يصلح به دينُنا ودنيانا، فلا تستجيبي لأي وسيلة يحاول الضغطَ بها عليك، فقد وصلتْني اليومَ رسالةٌ لحالة مشابهة، ولكنها للأسف وصلتْ متأخرة، فالفتاة قد خرجتْ مع الشاب عدة مرات، بعد وعودٍ منه بالحضور إلى أهلها للزواج، وقد وقعَتِ الآن تحت ظل التهديدات لها بصور ومكالمات، لم تكن تعلم عنها شيئًا، وتطلب الخلاص، وتخشى الفضيحة! فاحمدي الله أنك لم تَصِلي لهذه المرحلة المخزية. وأقْبلي على ربِّك بالدعاء أن يثبِّت قلبك، ويحفظك من الذئاب البشرية، التي لا تخشى عقابَ الله، واعتصمي بالله وهو ناصرُك، وأي استفسار أو طلب فلا تتردَّدي في مراسلتنا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |