الدكتور وائل (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 125881 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          طريقة عمل العاشوراء بخطوات بسيطة.. زى المحلات بالظبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طريقة عمل لفائف البطاطس المحشوة بالدجاج والجبنة.. أكلة سهلة وسريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-06-2021, 02:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي الدكتور وائل (قصة)

الدكتور وائل (قصة)
عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه


"مناحة": قرية من قرى مدينة الحديدة إحدى المدن اليمنية.
إنها في أعلى قمة الجبل، طريقها وعرة، لا يأخذ الناس حاجتهم إلا على ظهور الحمير والبغال.
حتى الحياة في تلك القرية تبدو بدائية، وكأنهم في عهد الإمام.

إنها قرية لقلما يقعد فيها المعلمون لتعليم الأبناء، يدرس طلابها في فصول ثلاثة، أبوابها مكسرة، وشبابيكها محطمة، أما بقية التلاميذ فيتعلمون تحت ظلال الأشجار، أجسام طلابها معرَّضة للبرد والحرارة، سكانها يشتغلون برعي الأغنام والمواشي، وزراعة المدرجات.

الحاج علي من أبناء هذه القرية، إنه فقير، ولديه زوجة مصابة بمرض مزمن، ما إن يرسلها إلى مستشفى من مستشفيات المدينة ليعالجها، حتى يقول له الأطباء: إن زوجتك بحاجة إلى عناية في مستشفى العاصمة.

كان يذهب بعض الأحيان مع ولده الذي يبلغ من العمر الثانية عشرة، يتذكر كل ما يقوله الأطباء، فيدونه على دفتر خاص به - إنه... (دفتر الذكريات).

يذهب والده بعض الأحيان إلى بعض الناس ليطلب منهم مالًا؛ حتى يعالج زوجته، فمنهم من يعطيه، ومنهم من يرده بخفَّيْ حُنين، فتنهمر دموع عينيه باكية.

كل هذا ووائلٌ ينظر إلى مُقْلتَيْ والده، فلن تتأخر عيناه أن تجودا هما كذلك؛ لِما تريانِ من حرمان والده، لكنه لا ينسى دفتر الذكريات، وأنه يدون كل ما يرى.

يرى كثيرًا من المرضى ينتظرون الأطباء؛ فقد يتأخر البعض منهم كثيرًا، لا يحضر إلا بعد ذهاب بعض المرضى.

سأل وائل مَن كانوا بقُربه: لمَ يتأخر هكذا بعض الأطباء؟ فقيل له: إن البعض لهم عيادات خاصة، يتأخرون من أجل أن يعود الناس إليهم.
انظر يا بني كم حول هذا المستشفى من عيادات، إن أكثر هذه العيادات يملكها أطباء المستشفى.

سأل مرةً أخرى: لمَ كل هذا؟
قيل له: إن الدولة تعطي كل واحد من الأطباء راتبًا لا يكفيه، مما يضطره إلى مثل هذا الأمر.
كان وائل إذا عاد إلى البيت يدون كل موقف يؤلِمه في دفتره الخاص.
قرر وائل الصغير أن يكون طبيبًا ناجحًا، فقال في ذات نفسه: لا بد من الاجتهاد والمثابرة لأحقق منايَ.
إنه فعلًا طالب ناجح ذكي، يحترمه المعلمون، يشجعونه في تعليمه.

ها هو معلم مادة العلوم كلما دخل الفصل يسأل عما سبق دراسته، فلا يرى يدًا ترتفع غيرَ يد وائل، عرَف أن هذا الطالب سيكون له شأن إن واصل تعليمه.

أراد المعلم أن يعرف ماذا يدور في فكر وائل؟
ما يتمنى أن يكون في المستقبل؟
دخل في يوم الفصل موزعًا بطاقة تعريف، ومن ضمن الأسئلة الموجودة في البطاقة سؤال: ما أمنيتك؟
أخذ المعلم الأوراق، وكان الهدف هو معرفة أمنية وائل، قرأ جميع الأوراق، حينها عرَف أن وائلًا يتمنى أن يكون طبيبًا.
انفرد المعلم بوائل قائلًا: وهل يُخفي الطالب عن معلمه إجابةً إن سأله يومًا؟!
أجاب وائل: لا، مستحيل!
المعلم: لِمَ كانت أمنيتك أن تكون طبيبًا؟!

وائل: السبب ما أنا فيه.
المعلم: وما بك؟

وائل: إنه ما فتَك بأمي أستاذي العزيز.
حكى كل قصته وما لاقاه والده من إهانات.
المعلم: اللهُ بالوجود يا بني، لا عليك، انظر إلى من فوقك، إنه لن يدَعَك، تذكر ذلك، واجعَلْه نُصْب عينيك.

شجع المعلم وائلًا على الجد والاجتهاد والمثابرة، ومن يومه لا يناديه إلا يا دكتور.

واصل وائل تعليمه في القرية حتى الصف السادس، ثم انطلق إلى قرية أسفل الوادي، واصل تعليمه حتى الصف التاسع، ومنها انطلق إلى المدينة ليواصل الثانوية.

هذا ووالدته تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
ما إن ينتهي الأسبوع حتى يعود إلى العمل لمساعدة والده في المزرعة، وفي العطلة يشتغل مع الآخرين؛ ليعطي والده كل ما حصل عليه من نقود.

يعود وائل إلى البيت، فينظر إلى أمه، فيدخل إلى غرفته فيبكي بكاء الطفل المفارق أمه، فلا ينساها وقت كل صلاة، يدعو لها بالشفاء العاجل.

وفي السنة الأخيرة من الثانوية اجتهد وائل أكثر مما كان عليه، فصار ذِكرُه على كل لسان في المدرسة؛ من معلمين وطلاب، إنه نجم المدرسة في أخلاقه وذكائه، اجتهد حتى يحصل على معدل يبلغه أمنيته المنشودة.

دخل وائل الامتحان دخول المعتز بنفسه، لا يتعثر أمام ما يطلب منه.
ظل وائل ينتظر النتيجة على أحر من الجمر، وما هي إلا أيام معدودة حتى ظهرت النتيجة على التلفاز، وكان وائل الأول على مستوى الجمهورية.

وبعد قراءة النتيجة، قال المذيع: على جميع الأوائل التوجُّه السبت القادم إلى العاصمة لمقابلة الوزير لمكافأته؛ فإن هناك حفلًا لتكريم الأوائل.

كل هذا ووائل لا يعلم عن النتيجة شيئًا، حتى هُرع إليه بعض زملائه ليبشره بما حصل عليه.

لم يتمالك نفسه، انطلَق إلى أمه ليبشرها بما حصل عليه، لكن يا خسارة وجد وائلٌ أمَّه متعبة، هُرع إلى والده ليخبره الخبر، أخذ والده والدته إلى المستشفى لتلقِّي العلاج.

انطلق وائل إلى العاصمة ليشارك في حفل التخرج، آخذًا معه والدته للعلاج في المستشفى.

أقيم الحفل؛ فحصل وائل على هدايا ثمينة ونقود، إلا أن وائلًا لم يترك الفرصة، تقدَّم بعد أن ألقى كلمة نحو الوزير.

تقدم فسلَّم على الوزير قائلًا: أريد أن أقدم لسيدي الوزير سؤالًا، فهل يستمع إلي َّ قليلًا؟!
الوزير: بعد الحفل يا بني إني منتظرك في مكتبي.
تقدم وائل بعد الحفل، طرَق الباب.
الوزير: تفضل يا بني، تبسم وعرَف أن لوائل حاجة.

الوزير: حاجتك يا بني؟
وائل: وهل يلبي لي سيدي ما أطلب؟!

الوزير: وأي مطلب يريده طالبنا الفذُّ؟
وائل: أن أكون طبيبًا.

الوزير: لك ما تحب، ولكن بشرط.
وائل: إن كان بمقدوري يا سيدي.

الوزير: أن تخبرني سببَ اختيارك لهذه المهنة.
وائل: إنها أمي يا سيدي.

الوزير: وما بها أمك؟!
وائل: إنها بين الحياة والموت منذ أكثر من خمس عشرة سنة... أكمل وائل قصة والدته، وما السبب الأكبر الذي جعله يصر على التوجه نحو هذه المهنة.

ذرفت عينا الوزير بالدمع، توجه نحو الصندوق، وأخرج له خمسمائة دولار مكافأة له قائلًا: هذا ما أستطيع أن أعطيك إياه، وسأجعل بعثتك إلى ألمانيا بحيث تنال ما تتمناه.

توجه وائل صوب المستشفى وكله أمل في التوجه نحو ألمانيا لنيل تعليمه؛ حتى يعود دكتورًا كما تمنى.

أعطى والده كل ما لديه، وحتى تنال أمه الشفاء، تقدم نحوها قائلًا: حصلتُ على ما أطلبه يا أمي، إن شاء الله سأعود قريبًا!

أمسكت أمه على يديه قائلة: ولدي العزيز، إن عدتَ ولم ترني، فاعلم أني راضية عنك، وإن حصلت على ما تتمنى، فاعلم أن كل نساء اليمن هن أمك، وحذارِ أن تترك الفقراء والمساكين أمام عملك ينتظرونك، تذكَّر ما كنا فيه.

وما هي إلا أيام حتى توجه إلى ألمانيا ليكمل تعليمه، كان لا يمر شهر حتى يسأل عن أمه وأبيه.
انطلق وائل إلى ألمانيا لتلقي العلم، وما هي إلا أشهر معدودة حتى توفِّيت والدته.

جعل الحاج عليٌّ الأمر سرًّا، كتَم الأمر عن ولده، فكان يرسل إليه برسائل ويخبره أن والدته بدأت تتحسن، وأنها بانتظاره، فما عليه إلا الجِدُّ والاجتهاد.

كان وائلٌ يبادل والده الرسائل، ويخبره عن البلاد وما يدور فيها، وأكثر ما يطمئنه عن والدته أنها أحسن مما كانت عليه.

كان وائل في كل رسالة لا ينسى والدته قائلًا: (أبي، أبلغ أمي السلام، وأخبرها أني في أحسن حال، وأني مشتاق إليها كثيرًا).

مرت الأيام والحاج علي يرسل لولده على هذا المنوال، وفي يوم من الأيام أرسل وائل برسالة قائلًا: والدي، أرجوك اجعل ما ترسل إلي كلامًا تكتبه أمي، أو على الأقل هي تملي عليك وأنت تكتب.

وصلت الرسالة إلى يد والده، فتساقطت دموع عينيه، بكى حتى بلل ثيابه دمعًا، ظل حيران، ماذا يصنع؟ دخل إلى البيت، توضأ، ثم صلى لله ركعتين، فرسالة ولده حبست فكره، وقيدت مشاعره.
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 91.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.12 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.87%)]