|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أكره الزواج لأنه سيدمر حياتي ! أ. رفيقة فيصل دخان السؤال ♦ الملخص: فتاة لا تريد الزواج لأنها تكرهه؛ لأنه - في رأيها - يُدمِّر الحياة، ويقتل الطموح، وتريد طريقة تقنع بها أهلها بذلك. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في العشرين من عمري، أعاني مِن إحباطٍ شديد بسبب المحيطين بي، هذا الإحباط يتمثَّل في كرهي لأكثر شيء في هذه الدنيا وهو: الزواج! وصَل كرهي للزواج إلى أني أحس بإهانة شديدةٍ إذا دعا لي شخص بالزواج، وربما أتجرأ وأرد بعنفٍ عليه. أنا إنسانه لدي طموح كبير، ولديَّ آمال كثيرة أريد تحقيقها، والمجتمع والزواج يدمِّران لي حياتي، فكلُّ هَمِّ المحيطين بي التخرج من الكلية ثم الزواج، وهذه هي الحياة عندهم، لكن بهذه الصورة ربما أموت! أنا في السنة النهائية من الجامعة، ولا أريد الخروج من الجامعة حتى لا يضغط عليَّ أهلي بالزواج، أريد وسيلة أحاول بها إقناع الأهل بأن الحياة ليستْ هكذا، وأن هناك أمورًا أخرى غير الزواج ينبغي الوصول إليها وتحقيقها. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عزيزتي، حَجْمُ الإحباط والغضب الذي بداخلك واضحٌ في كتابتك، وأُقدِّر شعورك، وواضح أيضًا أنَّ المحيطين بك لم يُمثلوا لك الزواج والتفوق والأهداف بشكله الصحيح؛ كالعديد مِن مجتمعاتنا وقنوات إعلامنا التي شَوَّهَتْ هذه الأمور والمعاني الرقيقة الرائعة. أوَدُّ أن أقول لك شيئًا مهمًّا جدًّا: رفضُ الزواج دائمًا يكون فِكرًا عابرًا، لا يُمكن أن يكونَ فكرًا ثابتًا، إلا إذا كانتْ هنالك أسبابٌ أو صدمات نفسية حدَثتْ للإنسان، لكن أن ترفضَ الفتاةُ فكرة الزواج، فهذه غالبًا فكرةٌ عابرة في مرحلةٍ حياتيةٍ معينةٍ، ثم بعد ذلك تختفي. لا تجعلي الزوجات المُضْرِبات عن الزواج، اللائي مرَرْنَ بك أو سمعتِ بهنَّ أو أثَّرنْ على عقلك الباطن بمفاهيم مغلوطة يُؤثرن عليك لدرجة العزوف النهائي عن الزواج! اجلسي مع نفسك وناقشي الموضوع؛ لأنَّ نفسك هي التي تفهمك أكثر من الآخرين، واكتبي جدولًا بمُميزات وعيوب الزواج، ما الذي يمكنك تحقيقه؟ وما الذي لا يمكنك في حال تزوَّجتِ؟! ولماذا؟ انظري للزواج بكلِّ إيجابياته وجمالياته، ولا تجعلي الزيجات السيئة أو الإعلام المشوه قدوةً لك أبدًا! في بعض الأحيان يكون رفضُ الزواج ناشئًا مِن فكرٍ وسواسيٍّ يعطيك مفاهيم ورسائل خاطئة، وعليك هنا قهرُ هذا الفكر، فالوسواسُ في النهايةِ فكرٌ سخيفٌ يتسلَّط على الإنسان دون منطق! لكن إدراك الإنسان له وفهمه يجعله يُواجهه ويَدْحَرُه ولا يتابعه، بل يتبع الفكرة المضادة له تمامًا، فيتخلص منه بلا رجعة؛ وإن كان لك موقفٌ ما من المعاشَرة، فهذا أيضًا مما يجب أن تُصحِّحي مفاهيمك نحوه. لا شك أن الزواج سنة الأنبياء والمرسلين، وهو مِن المعاني التي فطر الناس عليها لاستمرار البشرية إلى أن يشاء الله، وهو مِن آيات الله؛ فقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]. الزواجُ مِن سنن المرسلين، وهدي الصالحين، وقد أمر به ربُّنا جل وعلا في كتابه بقوله: ﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ [النساء: 3]، كما رغب فيه سيدُ المرسلين بفعله، وحثَّ عليه بقوله: ((وأتزوَّج النساء، فمَن رغِب عن سنتي فليس مني))؛ أخرجه البخاري، ووجَّه شباب الأمة إلى المبادَرة بالزواج حيثما يجد أحدهم القدرة على تحمُّل المسؤولية، والقيام بشؤون الحياة الزوجية؛ حيث قال: ((يا معشرَ الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فلْيَتَزَوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرَج، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء))؛ رواه البخاري ومسلم. فبالزواج يزرع الحب الحقيقي وينمو ويثمر؛ قال تعالى: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، ولا ينبغي لك أن تقبلي أي خاطب، بل يجب أن تدرسي أخلاقه وصفاته وأخلاق وصفات أسرته الكبيرة، وأن تعرفي وعائلتك عنه ما يلزم؛ كي تشعري بالأمان والاطمئنان وتتقبلي الحياة معه في ظل القناعة والرضا والقبول والحب. عندما تفهم الفتاة معنى الزواج، وتتعلَّم كيف تتعايش معه، ستصير الأمور أسهل، واعلمي أن الزواج إضافة رائعة لحياتك، وليستْ نقلةً مِن حياةٍ لحياةٍ. احتفظي بأحلامك، بهواياتك، بصداقاتك، بحياتك، وأضيفي لها زوجًا تُحبينه وتغدقين عليه الحب والحنان، تعيشين معه وليس له، حينها لن تجدي الزواج قيدًا، فحِفاظك على الاستقلال العاطفي ببقاء حبك لنفسك وأهلك وصديقاتك وهواياتك وحبك لزوجك وبيتك وأطفالك بنفس القدر وبحدود المسؤولية - سيجعلك تعيشين روعة الحياة. وفقك الله، ويَسَّر لك الخير والسعد
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |