|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اقطعي الصلة به أ. أروى الغلاييني السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولاً: أود أن أشكركم على خلْق هذا الفضاء؛ للتنفيس عن المسلمين، وإسْداء النُّصْح لهم. لا أدري مِن أين أبدأ مُشكلتي، ولو أن الحل أمامي؟ أنا فتاة في أوائل الثلاثينيات، منذ سنتين تعرَّفْتُ عن طريق الماسنجر على شابٍّ يصغرني سنًّا، وتعلَّقْتُ به جدًّا، خصوصًا عندما التقيتُ به مرَّة واحدة فقط، أحبَبْتُه كثيرًا، ونسيتُ كل شيء، كل القيم المغروسة في نفسي وديني، وأني من أسرة محافِظة. بقيتِ العَلاقة بيننا سنتين، نتكَلَّم طوال الليل، وطبعًا ليستْ علاقتنا بريئة أبدًا، كنتُ أحاول أن أقتلَ صوت الضمير داخلي، وأحيانًا يطلب مني هو أن نفترقَ، وأحيانًا أنا، لكننا نعود بسرعة، المهم علاقتنا أخذتْ منحدرًا خطيرًا. رغم أنها بالماسنجر فقط، ومرة سألته: هل تحبني؟ فأجاب: إنني عزيزة عليه فقط؛ لكنَّه لم يعرفْ معي الحب، فهمتُ منه أنني مجرد نزوة، وقررتُ أن أقطعَ علاقتي به للأبد. في هذه الأثناء، تعرَّفْتُ على شخصٍ آخر على الماسنجر أيضًا، وكان مختلفًا جدًّا، وبعد معرفة قصيرة طَلَبَنِي للزواج، وتَقَدَّم لأهلي، وتَمَّتِ الخطبة، وفي الأسبوع القادم سيتم عقد قراني، وخطيبي شخص طَيِّبٌ، يُحِبني جدًّا، ويعمل على إرضائي. في هذه الأثناء ظَهَر الآخر مِن جديد، أحسستُ أنَّ قلبي وفِكْري معه، وأحسَسْتُ بالذَّنْب والخيانة لإنسانٍ احْتَرَمَنِي، حَذَفْتُه مِن إيميلي مرارًا، ولكن في لحظةٍ شيطانية أعيده إلى اللائحة، أخبرتُه أنِّي خطبْتُ، وسأتزوَّج، تَمَنَّيْتُ أن يخطوَ هو هذه الخطوة ويحذفني، لكنَّه لم يفعلْ، كان ينصحني فقط. أنا أحبُّ زوجي، ولكنِّي أعيش في دَوَّامة، فبعد أن حذفتُ الآخر، وتركتُ الإنترنت لفترة، لكني لم أنس أبدًا؛ فصورة الآخر وكلامه أمامي، حتى عندما يزورني خطيبي أعلم أنه قد لا تكون هناك مشكلة عندما أتخلَّص منَ العلاقة القديمة؛ لكن نفسيًّا لم أَتَخَلَّص منها. عقد قراني اقترب، وأنا أشعر أني لا أحب خطيي أبدًا، أرجوكم ساعدوني، فأنا لا أستطيع كيف أرتِّب أفكاري، وأرجو أن يكونَ الردُّ قريبًا؛ لأنني في حاجة إليه. وأودُّ أن أخبركم أنِّي أعلم أنَّ كلَّ هذا سببه اتِّباع الحرام، والخلوة في الماسنجر. أسال الله أن يعفوَ عنِّي، وجزاكم الله خيرًا، ورزقكم الجنة. الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكر لكِ الثناء على موقع الألوكة، جَعَلَنَا الله عند حُسن ظنك. قرأتُ رسالتك أكثر مِن مَرَّة، ورغم أنكِ طلبْتِ الاستعجال بالمشورة؛ إلاَّ أنني تمهَّلْتُ لأعطيك الإجابة، ووجدتُ أنَّ الذي سأقوله لكِ هو: "اقطعي الصلة به"، هذا الذي سأقوله لكِ؛ سواء كتبتُ لكِ عدة سطور، أم صفحات، أم اختصرْتُ العبارة بثلاث كلمات. في رسالتك حقائق مؤلِمة جدًّا عنْ شخصيتك، وإذا أردْنا تفسيرها لقُلنا: إنها كقصة الدجاجة والبيضة، مَنْ قبل مَنْ؟! هل قلة العلم الشرعي عندك دفعك لهذه الممارَسات الخاطئة، وبالتالي صرتِ متردِّدة ومحتارة، أو هذه الممارسات الخاطئة جعلتْ قلبك قاسيًا وبعيدًا عنِ الخوف وخشية الله تعالى، وبالتالي صرتِ خائفة ومحتارة. الأمران متعلِّقان ببعضهما، وشديدَا الصِّلة، ولا ينبغي لنا أن نمضيَ كثير وقت في عرض المشكلة؛ لأن هذا لن يخدمنا كثيرًا. أشير عليكِ، وأنت المسؤولة الأولى والأخيرة عن قراراتك واختياراتك؛ كما قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 7 - 10]. أنت تفلحين لو أحسنتِ وارتقيتِ بنفسك بعيدًا عنِ المعاصي والآثام، وتخسرين وتشعرين بالخيبة إن دسستِ نفسك وسط المعاصي والآثام، وأنتِ في أكثر سطورك تشعرين بذلك، وهذا مؤشِّر صحي - ولله الحمد - فالشُّعور بالنَّدَم يسبق التوبة الصادقة والنَّصُوح - بعون الله وفضله - أشير وأؤكِّد عليك أن تقطعي صلتك بالرجل الأول تمامًا، وهذا أمر تعرفينه، وتدركينه بقوة. خُذي قرارًا بذلك، واستعيني على ذلك بالدُّعاء الصادق والإلحاح، فاللهُ قريب يُجِيب دعوة الدَّاعِ إذا دعاه، واستعيني بالصُّحْبة الصالحة، فهي صمام الأمان، وابتعدي تمامًا عن الإنترنت. خذي قرارًا بذلك، والتزمي به، وكوني حازِمة مع نفسك، واطْلُبي منَ الآخرين أن يتابعوك، وافرضي على نفسك عقوبة إن أخْلَلتِ بهذا الأمر، وصَمِّمي أن توقعيها على نفسك. أعرف معلِّمة عاقبتْ نفسها أن تغيبَ عن مَدْرَستِها، ويخصم من مُرَتَّبِها، إن لم تصلِّ الفجر قبل الإشراق، وبقيتْ كذلك حتى واظبتْ على صلاة الفجر. واتقِ الله في نفسك، وفي الرجل الذي خطبك ويريدك أن تكوني زوجته، فكوني نعم الزوجةُ الوفية الصالحة له، وسيكون بينكما حبٌّ ودِفْء وعواطف قويَّة وجَيَّاشة - بإذن الله. وراجعي في موقعنا فتوى: "الحديث على الإنترنت مع الجنس الآخر"، وفتوى: "حُكْم الدِّين في علاقات الشباب بالفتيات". والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |