الماضي دمرني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ميزة جديدة من واتساب ستمنعك من مشاركة رقم هاتفك المحمول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيف يجنب الآباء أطفالهم من اضطراب fomo ويقللون الاعتماد على وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          لاحظها على طفلك.. علامات خطيرة لاضطراب متعلق باستخدام السوشيال ميديا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          خطوات بسيطة يجب اتباعها لضمان تجربة إنترنت آمنة وتعليمية لطفلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن تطبيق Essentials الجديد من جوجل.. وأبرز مميزاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          واتساب يتيح ميزة نسخ الملاحظات الصوتية.. اعرف كيفية استخدامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تطبيق Google Keep يحصل على مميزات الذكاء الاصطناعى.. كيف تستفيد منها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          احم طفلك من الإنترنت.. توصيات رسمية خلى بالك منها وابنك ماسك الموبايل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          لو خايف على أطفالك من فيس بوك.. 5 مميزات لتطبيق ماسنجر كيدز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيف تحدد وقت استخدام طفلك للإنترنت على فيس بوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-06-2021, 03:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,410
الدولة : Egypt
افتراضي الماضي دمرني

الماضي دمرني


أ. أريج الطباع



السؤال
أنا فتاة كباقي الفتيات، عندما كنت في سن المراهقة اقترفت العديد من الأغلاط، التي دمرت حياتي الآن، والحمد لله من بعد ما تزوجت يشهد الله على أني تبت توبة نصوحًا، وابتعدت عن كل المعاصي، لكن حين خطبني زوجي فوجئت بأن إحدى أعز صديقاتي تقول له ما ارتكبت من ذنوب وأخطاء، قالت له كل شيء، وبعدها جاء زوجي وقلتُ له: نعم، وأرجوك لا ترتبط بي إذا كنت لا تثق بي، برغم كل الذي سمعه عني تزوجني، وبعد الزواج أذاقني العذاب، ورأيت جميع ألوان العذاب: ضرب، خيانة، وكل شيء يخطر ببالكم، وأنا عندي منه بنت، والآن أنا حامل، ولكن المشكلة كل ما أقول له: لماذا المعاكسات؟ هل أنا مقصرة؟ يقوم يضرب ويهيج، ويعايرني بما مضي.

الله - عز وجل - يغفر، لماذا العبد لا يغفر؟ حسبي الله ونعم الوكيل، وأنا كلما سمعت ما يعيِّرني به، أتمنى أنْ لو كنتُ متُّ ولا تزوجته، والحمد لله، على فكرة أنا لي 5 سنوات متزوجة.


الجواب
حاولت كثيرًا أن أخترق سطور استشارتك؛ لأستشف منها سبب المشكلة الحقيقي، مشكلتنا أننا نتعامل مع سطور مكتوبة، وبها فراغات كثيرة، لربما لم يتسع المقام لذكرها، ولربما لا يجدها صاحبُ المشكلة مهمةً، وربما لا يدركها أصلاً!

عزيزتي، أشعر بمدى ألمك من بين سطورك، وأشعر بتوبة صادقة، وألمٍ قاسٍ من الماضي، ترغبين في مسحه من حياتك؛ لكنه يلوح لك كل مرة مسببًا لك الإزعاجَ، والقهر، والآلام، ولا يكتفي الماضي بإثارة جروح قديمة لديك؛ بل يرفقها بجروح جديدة، تشعرك أنك مهما حاولت فلن تستطيعي التنصل منه، أليس كذلك؟


عزيزتي، الماضي ليس بهذه القوة، صدِّقيني، لا يمكنه تدميرك أبدًا ما دمت مع الله، سأخبرك فقط كيف تتعاملين معه؛ لتتغلبي عليه - بإذن الله - وعلى كل ما يصاحبه من آلام وجروح، سواء كانت قديمة أو جديدة.


لنعد معًا بعض السنين للخلف إذًا؛ لنعيد رؤية الماضي بمنظار آخر:

كنتِ مراهقة، وارتكبتِ عددًا من الأخطاء كما ذكرتِ، لربما كانت لحظات غفلة، أو بُعدٍ عن الله، ولربما كانت نابعة عن جهل، وعدم إدراك للعواقب، وربما كان فراغًا تعانينه، سواء عاطفيًّا أو روحيًّا، أو حتى بالأوقات.

هل يمكنك أن تحددي ما الذي كنت تحتاجينه؛ لتتجاوزي أخطاءك في ذلك الحين؟

الماضي جزء منا، مهما حاولنا التنصل منه، إلا أنه يترك أثره على نفوسنا شِئنا أم أبَيْنا، ولنجعل الأثر إيجابيًّا؛ علينا أن نستفيد من الماضي، وأن ندرك ملابساته، والظروف التي أوصلتنا له؛ لنكون أقدرَ على الاستفادة منها، أتعرفين أن تركك للمعاصي بإرادتك، وتوبتَك منها توبة نصوحًا، وعدمَ عودتك لها مهما لمست من إعراض زوجك أو خياناته - وسامُ شرفٍ يستحق أن تفخري به؟ فالأجر على قدر المشقة، ولا شك أنك تعانين المشاق إلى الآن، لكنك تعوضينها بقربك من الله.

حسنًا، الخطوة الأولى أن نفهم الماضي، وأن نعترف به، وأن نستفيد منه بشكل إيجابي في حياتنا، فكِّري لو كان بيدك إعادة كتابة حياتك، فكيف كنت ستتصرفين وقتها؟


والآن وأنت تربِّين ابنتك - التي لا أشك في حبك لها - كيف ستحمينها مما وقعتِ به في مراهقتك؟ مع ثقتنا بأن الله هو الحافظ، لكن لا شك أن للتربية، وللعاطفة، ولتنمية الشعور بالمسؤولية، ومراقبة الله - دورًا، ما مررتِ به سيجعلك أقدر - بإذن الله - على تجنبه مع ابنتك، أليس كذلك؟!


عزيزتي، ليتك تغيِّرين اسمَك من جروح إلى كفاح، فمهما كانت جراحنا، علينا أن نكافح لنتخطاها، أتعرفين كيف الحال مع الجروح الجسدية؟ قد تنزف، وربما تكون عميقة تترك آثارًا واضحة، لكن صدقيني ستلتئم، ولو اضطررنا لخياطتها أحيانًا، لكن الجسم خلقه الله قادرًا على أن يلتئم بعد فترة، كذلك جراح النفوس تلتئم أيضًا إن أحسنَّا رعايتها وتطهيرها، أما العبث بها، فلا يزيدها إلا نزيفًا.


نعم، أقدِّر أن زوجك يجرحك، وأقدر أيضًا مدى الألم الذي يعتمل بداخلك من جراحه، ولا شيء يكوي المرأةَ قدر الخيانة، وجرح أنوثتها بأي شكل من الأشكال، لكني أريدك أقوى من ذلك، فمَن استطاعت أن تتوب وتعود لله، يمكنها فعل الكثير، فهل يضلُّ مَن يختار معيَّة الله؟! والله وعَدَنا أنه مع المتقين؛ {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128]، ووعد المتقين من عباده بأن ييسر أمورهم؛ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]، ويجعل لهم المخرج والرزق؛ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3]، وينجيهم ويعطيهم المفازة؛ {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} [الزمر: 61]؛ بل أكثر مِن ذلك مَن يتَّقِ الله فهو وليُّه: {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 19]، فماذا يريد مَن كسَب ولاية الله؟

حبيبتي، ما يحاول زوجكِ إقناعك به أساسُه باطل؛ فأنتِ قد تُبتِ إلى الله وتتَّقينه الآن، فليس الأمر إذًا أنه بسبب ماضيك؛ بل هو امتحان لك وله؛ ليمحص الله القلوب.

وحينما ننظر إلى حياتنا على أنها امتحان، تختلف الأمور، فكيف تتصرفين بحال كان لديك امتحان لنيل درجة تحلمين بها؟ ألن تتحملي التعب والمشقة في سبيل البحث عن أفضل الطرق للفوز بهذا الامتحان؟ وهذا ما تحتاجينه الآن.


بعد أن استطعت فَهْم ماضيك، دَعِيه وراء ظهرك، وركِّزي على يومك، كيف تقضينه الآن؟ لا تشغلي نفسك بما يفعله زوجك، ولا تحاسبيه، ابحثي أنت عن الطرق التي تجعلك تستعيدين نفسك أولاً، ثم زوجك، وضعي لك أهدافًا لمستقبلك.


حينما ينحرف الزوج، قد يبحث عن أسباب كثيرة يُلقي عليها تبعة أفعاله، ولا يعني ذلك صحتها، فهل تتوقعين أن زوجك لا يفعل ما يفعل إلا بسبب ماضيك، أو ليعاقبك؟


لا أظن، لكن ربما هو يفتقد شيئًا من الثقة بنفسه، وربما ليس راضيًا عما يفعله، أو لا يشعر بتقديرك، فيرد عليك الأمر؛ لتنشغلي بنفسك وماضيك عنه.


من استشارتك فَهمتُ أنك حريصة على زواجك، وترغبين في استعادة زوجك، بهذه الحالة أبدًا لن يجديك اللوم المباشر له، ولا حتى أن تسأليه بماذا أنا قصرت؟ بل تحتاجين أن تفهميه وتدركي السبب الذي يدفعه لذلك، دون أن تضطري لسؤاله.


أحبِّي نفسك أكثر؛ فهي تستحق منك ذلك، ثقتك ورضاك سيشعره بقيمتك أكثر من إحباطك، ثم تَفَنَّني في الطرق التي تجعلك تستعيدينه، فهو زوجك، ومن حقك أن تجذبيه إليكِ بكل الطرق، وحينما يعيِّرك بماضيك لا تجعلي ذلك يستفزُّك، على العكس، ذلك وسام شرف؛ أنك تركت ذلك العالم في الوقت الذي ولج هو إليه، لو عيَّرك فأشعريه بحبك، وبأنك تخافين عليه؛ لأنك تحبينه وتكرهين هذا الطريق، وإلا لبقيتِ به.


لكن انتبهي، الرجال عادة لا يحبون أن تكتشف زوجاتهم كل عيوبهم ونقاط ضعفهم؛ فهذا يكسر رجولتهم أمامهن، حاولي أن تقربيه من الله بشكل غير مباشر، وفي الوقت نفسه ساعديه على العفَّة، بأن تكوني له الزوجة المسترخية، الحانية، المُحبة.


لا أعرف شكل الخيانات التي يقوم بها زوجك، ولا طبيعة المشكلات بينكما، لكن لا يبدو أن هناك واحدة بعينها، هذا يدل على طبيعة تائهة غير ناضجة، لا زالت تتخبط بحثًا عن مأمن، كوني له الحضن، ليكون لك السكن، حينما تحبِّينه ستكونين قادرة على أن تربطيه بالله، وتعيديه إليه - بإذن الله - ولن تخلو جعبة امرأة من حكمة تساعدها.


وتذكَّري أن الله سيحاسبه هو في النهاية، وسيحاسبك أنت على مسؤولياتك، ونفسك، وأماناتك، فركِّزي على الطريقة التي تساعدك أنت أولاً، ثم خططي لمستقبلك كيف تحبين أن يكون؟


لديك بنت، وقادم جديد - بإذن الله - ماذا تريدين لحياتهما غدًا؟ كوني حاسمة فيما يتعلق ببيتك وأولادك، وحاولي من الآن كسب زوجك، فلا زالت ابنتك صغيرة، والأمر أسهل عليك، بالغد لو كبِرتْ ستزيد الأمور صعوبة.


ثقي بالله، واحرصي على تقواه، ثم طوري نفسك، وأحبيها أكثر، واطوي صفحة الماضي، لا تسمحي له أن يعيرك بها كل مرة، ولا تحاولي أن تستفزيه ليصل معك لهذه المرحلة، أحبِّي زوجك؛ لتكوني قادرة على مساعدته وفهمه، لا تكشفي له كل أغطيته، وحاولي أن تشعريه بالثقة؛ ليغلق هو أيضًا صفحة الأغلاط، وتصبح مجرد ماضٍ.


أشك أن زوجك بحاجة لأنْ يثق بنفسه، وبأن يكون له هدف في الحياة، وقبل كل شيء أن يرتبط بالله ويتَّقيه أيضًا، لو أردتِ وصفًا أدقَّ للتعامل مع زوجك، فنحتاج أن تصفيه لنا أكثر، وأن تكوني أكثر ثقة بنفسك، بعد أن تغلقي صفحة الماضي وتنتهي منها، لنبحث معًا بالغد - بإذن الله.


وفقك الله، ويسر لك كل خير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.47 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]