|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المستوى الثَّقافي والقَبول الشَّكلي فى الزَّواج أ. أريج الطباع السؤال أرسلتُ لكم من قبلُ عن عريس تَقَدَّمَ لي، أقل منِّي في المستوى العلمي ونصحتموني - جزاكم الله خيرًا - أنَّ المستوى العلمي فقط ليس وحده الذي يتم عليه القَبول أو الرَّفض، فهناك صفات أخرى يُبنى عليها الرأي. ونصحتموني أنَّه إذا كان مناسبًا فلا أُضيعه، وبالفعل اقْتَنَعتُ بأنَّ الفرقَ بيننا لا يُعتبر مشكلة، فهو - كما كتبتُ لكم من قبلُ - حاصلٌ على معهد سنتين، وأنا حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعيَّة؛ ولكن المُشكلة التي ظَهَرَت هي عدم القَبول الشَّكلي له، فأحيانًا أقبل شكله، وأحيانًا لا أقبل شكله. فكلَّما يأتي ليُحَدد موعد الخِطبة والشَّبكة أضطرب وأحس بخوفٍ شديدٍ منَ الاقتراب من موعد الخطبة؛ وذلك بسبب عدم الارتياح في مُعظَم الأحيان إلى شكله؛ ولكن للأسف ظَهَرَت مشكلة أخرى هي: أنه ذات مَرَّة جاء الحديث عن المُختَرعينَ فقال لي: "إنَّ نيوتن هو مخترع المصباح الكهربائي"، وهذا بالطبع كلام خاطئ، فأديسون هو مخترع المصباح الكهربائي. فهذا جَعَلَني أشعر بأنَّه غير مُثَقَّف، ممَّا أَخَافَني كثيرًا، وشعرتُ أنَّ الزَّواجَ منه قرارٌ خاطئ. أنا محتارة، فهو شخصٌ طَيِّب جدًّا جدًّا، ومُتَدَيِّن وخَلُوق جدًّا جدًّا، ويُحبُّني جدًّا جدًّا. فأنا محتارة؛ هل أقبله على هذه الصِّفات الجميلة فقط، وأحاول أن أرفعَ من مستواهُ الثَّقافي؟ وهل هذا مُمكن أم ماذا أفعل؟ وماذا أفعل في مشكلة القَبول الشَّكلي، فتارة أقبل شكله، وتارة لا أقبل، وكثيرًا ما أحسُّ أنَّني أعلى منه في أشياء كثيرة في المُستوى العلمي والثقافي، وبالتالي أخاف منَ الزَّواج منه؛ لإحساسي أنَّ عدم التَّكَافُؤ هذا سيَتَسَبَّب في فشل الزَّواج. وفي نفس الوقت لا أريد أن أرفضَه لأنَّه كما بَيَّنتُ: طَيِّب ومُتَدَيّن وخلوق ويُحبّني، ومتعلم بقدر ليس سيئًا للغاية، ماذا أفعل؟ الجواب تبقى مسألة الزَّواج ليست سهلة، قرار مصيري ترتبط به حياتنا بعد ذلك، وتَتَرَتَّب عليه أمور كثيرة! لا تبدينَ شخصيَّة قلقة أو مُتَرددة لا تعرف ما تُريده، وبهذه الحالة يكون تَرَدُّدك دلالة على إشارات تهمُّك تَتَكَرَّر بالنِّسبة لك. نعم، سَبَقَ لنا نُصحكِ أنَّ المُستوى الثَّقافي ليس عائقًا بحال توفرت أمور أخرى جعلتكِ تشعرينَ منه بمعنى القِوامة، وتنظُرين له بتقدير؛ لكنِّي الآن في رسالتكِ لا أجدها. تقولينَ: إنَّه طَيِّب وخَلُوق ومُتَدين، وتُكَرِّرينها بـ(جدًّا جدًّا)، كأن هذا يدفعك لتأنيب الضَّمير في حال رفضه، وحقيقتك لا تستطيعينَ تقبُّل الأمر بداخلك! دعاء: أنتِ مَن سيَتَحَمَّل نتيجة هذا القَرار سواء كان بقبول أو رفض؛ لذلك من حقِّكِ أن تعيدي التَّفكير في هذا الأمر مَرَّات ومَرَّات، ولا تَدخُليه إلاَّ وأنتِ مُقتَنَعة به، واثِقة من قدرتك على الحياة مع هذا الإنسان ومتابعة مسيرة حياتك معه. عدم معرفته بمُختَرع المصباح لا تعني بالضَّرورة أنَّه غير مُثَقف، قد تكون زلَّة! وقد يكون مثقفًا بأمور أخرى! لكن مهما كانت ثقافته، فإنَّك يجب أن تَتَقَبَّليه لتعيشي معه، منَ الصَّعب أن نرتبطَ بشخص ننوي منَ البداية تغييره! فهذا سيتعبكِ ويتعبه مستقبلاً إذا تمَّ الارتباط. لذلكَ تَأَكَّدي من مستواه الثَّقافي بحوار أكثر عُمقًا، وفَكِّري هل يمكنك تقبُّل ثقافته وتقديره أم لا؟ لا تدخُلي حياة وأنت تَتَوَقَّعين فشلها، فهذا التَّوَقُّع سيجرُّك للفشل! لذلك احذري. القَبول أو الرَّفض الشَّكلي قد يكون له أسبابٌ كثيرة، كأن يكون لك توقُّع مُعين عن الشَّكل فتجدين نقيضه، كأن تَتَمَنَّي مثلاً رجلاً نحيلاً فيكونُ خطيبك بدينًا، وهنا يَتَعَلَّق الأمر بكِ بشكل رئيس، هل يمكنكِ التَّغاضي عن هذه الصِّفة الشَّكليَّة مقابل أمور أخرى؟ ولأيِّ درجة منَ الأهميَّة كانت تُشَكِّل بالنِّسبة لكِ، وأحيانًا يكون سَبَب الرَّفض الشَّكلي صورة مثاليَّة قد لا توجد بشكل غالب، ووقتها يجب عليكِ مغالبتها والنَّظَر بواقعيَّة. هل يُمكنك تَقَبُّل شَكله دون مقارنته بتلك الصُّورة؟ أحيانًا كثيرة يكون الرَّفض ليس للشَّكل بقدر ما هو تعبير مبطن لرفض الشَّخصيَّة بشكل عام وعدم تَقَبُّلها! بكل الأحوال يجب عليك مُرَاجعة أسباب رفضك له أحيانًا ومُحَاوَلَة التَّغَلُّب عليها قبل الارتباط به، بحال قَرَّرتِ ذلكَ. استخيري مَرَّة ثانية، وفَكِّري بأولويَّاتك مُجَددًا قبلَ أن تري هذا الشَّخص، ما هيَ أهم الأمور التي كنت تَحلُمينَ بها؟ ما الذي يَتَوافَر فيه؟ ما الَّذي يفتقِده (ولو كان سخيفًا؛ لكن المُهم مدى أولويَّته بالنِّسبة لك)؟ والآن هذا الشَّخص الذي تَقَدَّمَ لك: ما الذي سيسعدك منه؟ وما الذي سيتعبك؟ وكيف يمكنك تجاوزه؟ نُقَدِّر أنَّ الأمر ليس سهلاً؛ لكن أن تكوني على بَيِّنة منَ البداية خير ألف مَرَّة من أن تجني الثمار بالنهاية. دعاء وَفَّقك الله ويَسَّرَ لك كل خير. : لا تنسَيْ أن تُكثري الدُّعاء بأن يُوَفِّقك الله للخير، نشكر لكِ ثقتكِ، وننتظر أن تُطَمئنينا عمَّا سَتَصلينَ إليه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |