|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ماذا أفعل أ. أريج الطباع السؤال أنا سيدة أبلغ من العمر 31 سنة، متزوِّجة منذ 10سنوات، لدي ثلاث أولاد، الابن الأول في الصَّفِّ الثاني الابتدائي، والابن الثاني في الصف الأول الابتدائي، والثَّالث يبلغ من العمر ثلاث سنوات. مشكِلَتِي بدأتْ منذ أن تزوجت من شخص أكبر مني بعشر سنوات زواجًا تقليديًّا، ومشكلتي أنه لا يسمح لي منذ زواجنا بالخروج بمفردي، ولا يسمح أن نخرج معه في الشهر - وربما أكثر من ذلك - إلا مرة واحدة أنا والأولاد، وعلى الرغم من اشتراكنا في أحد النوادي، إلا أنَّنا لا نذهب إليه إلا مرة أو مرتين في الشهر الواحد وهو معنا بالعافية! وهو غيورٌ لِدَرجَةِ الشَّكِّ، حتَّى بدأْتُ أعيش في جحيم. ومنذ ثلاث أيام ضربني وشتمني أنا وأهلي، وبصق علي، ولجأتُ لأهلي، وحكَيْتُ لَهم كل ما حدث، فقال لي والدي: تحملي من أجل الأولاد، مع العلم أنه ألحق أولادنا بمدارس لغات خاصَّة. فأنا حائرة: أأتركه هو الأولاد، أم آخُذُ أولادي معي؟ مع العلم أنَّنِي لا أستطيع العيش بدون أولادي، ولأني خائفة عليهم. أريد أن تنصحوني: ماذا أفعل؟ أريد حلاًّ لمشكلتي بسرعة، أريد ردكم لأني منهارة وخائفة على أولادي، وأنا يئست منه أن يتغيَّر، منذ زواجنا وأنا أحاول أن أغيره ولكن بدون فائدة. أريد الحل.. ساعدوني. الجواب لا شكَّ أنَّ هناك أمورًا تصبح خياراتنا بها محدودة لنخرج من المشكلة! لتصبح خياراتنا أحلاها مر! أنت الآن قد بدأت حياتك الزوجية، وصار لديك أولاد تعلقتِ بهم ككل أم، وما عاد همك ومشكلتك تخصُّك وحدك؛ بل صار يشاركك بها أولادك أيضًا. وسأعود معك - أخيتي – للبداية؛ لنصل معًا لطرف المشكلة.. نحاول فك خيوطها؛ لكي تستعيدي استقرارك النفسي أولاً، وتمدين أسرتك بالدفء والاستقرار - بإذن الله. قلت بدايةً: "مشكلتي بدأت منذ أن تزوجت من شخص أكبر مني بعشر سنوات زواجًا تقليديًّا"، ولم أفهم ما تعنيه بالزواج التقليدي؟ وما الذي يجب أن يكون الزواج عليه ليكون ناجحًا بنظرك؟ فرق العمر ليس عائقًا؛ فكثيراتٌ تزوَّجْنَ بأزواج أكبر منهن، وتمتعن بالسعادة والدفء بالحياة، والعكس أيضًا. أمَّا عن الزواج التقليدي؛ فلو قصدت به أن يكون دون علاقة تسبق الزواج؛ فذلك أدعى لنجاح الزَّواج واستقراره، إن سبقته استشارة واستخارة وسؤال الناس عن طبيعة الخاطب، وسؤال عن أولوياته ونظرته للزوجة، وتوقعاته من الزواج، وهل توافق توقعات المخطوبة أم لا. وقد جاوزت هذه المرحلة بسنوات.. كيف مضت هذه السنوات العشر معك؟ هل نعمت بها بلحظات أنس وتوافق معه؟ وهل تكمن المشكلة فقط بقولك: "ومشكلتي أنه لا يسمح لي منذ زواجنا بالخروج بمفردي، ولا يسمح أن نخرج معه في الشهر - وربما أكثر من ذلك - إلا مرة واحدة أنا والأولاد"؛ هل هذه فقط هي المشكلة؟ أم أن العلاقة بينكما أيضًا بها ثغرات أخرى، كالحوار والمشاركة والفهم؟! تقولين عن تأثير غيرته عليك: "حتى بدأت أعيش في جحيم"؛ فكيف كانت ردَّة فعلك لغيرته تلك، وتفهُّمك لها؟ يبدو أنَّها كانتْ - ولا زالت - تُسَبِّبُ لكِ ضغْطًا شديدًا، لكنِّي أَحْتاجُ أن أعرِفَ كيف عالجتِ الأمر مُنْذُ السنوات الأولى، فتراكُمُ الأُمُور يَجعل عمليَّة علاجها أصعب، وتحتاج وقتًا أطول! تقولين أيضًا: "ومنذ ثلاث أيام ضربني وشتمني أنا وأهلي، وبصق علي، ولجأت لأهلي، وحكيت لهم كل ما حدث"؛ فهل كانت هذه المرة الأولى التي يضربك بها؟ ولماذا يشتم أهلك؟ يبدو أن مشاحنة كانت بينكما، وأعتقد أن سببها يتعلق بالخروج من البيت، ولربما أشعرته بأن أهلك أفضل؛ فزادت دافعيته ليتعرض لأهلك أيضًا! فهل هذا ما كان بينكما؟ أم أن للحوار مساقًا آخر؟ هل زوجك من النوع المتعصِّب، أم فقط معك يتصرف بهذه الطريقة؟ وهل تستطيعين معرفة ما يثير غضبه ويخرجه عن طوره؟ هل تتفاهمين معه ببقية الأمور، أم أن التفاهم بينكما عمومًا صعب؟ موقف أهلك بعدما أخبرتِهم يُوحي بِحِكْمتهم وبِمُساعدَتِهم لك على الاستقرار، فاحْمَدي الله على ذلك؛ فكثير من الأهل يكونون ضغطًا على الزَّوجة فوق ضغط زوجها! ليس بيدي أن أعطيك حلاًّ جاهزًا، أو أرجح لك الاستمرار معه أو تركه، فقط أملك أن أساعدك لتفكري بطريقة تساعدك للوصول للحل، عودتي معك للبدايات وتساؤلاتي تساعدك فقط لتفككي الخيوط المتشابكة، وتحددي المشكلة بصورة أوضح! أعيدي النظر للمشكلة مجدَّدًا، هناك أمور تهون أمام أمور أكبر.. بقاؤك بالبيت مقابل الاستقرار وتربية الأبناء وعدم خسارتهم يعد مكسبًا لكِ. أولادك الآن هم الأمانة الحقيقية التي يجب أن تعملي عليها، ساعديهم لينشؤوا بجو مريح وصحي. ربما يخفف عنك أنك لست الوحيدة التي تعانين هذا الأمر، وكثيرات استطعن السعادة على الرغم من ظروف أقسى من تلك. وحدك فقط مَنْ تعيش هذه الأوضاع، وأنت القريبة من زوجك، فعشرة أعوام كافية لتفهميه وتعرفي مداخله.. فقط ركزي على: كيف تصلين إلى ما تريدين، وهل هذا ما تريدينه حقًّا؟ اجعلي دومًا هدفك الأول هو السعي لرضا الله والأنس بذلك، واسلكي الطرق التي توصلك له. وتذكري أن الإنسان خلق في كبد؛ فلا بد من صعوبات بالحياة، لكن بالإيمان والحب والثقة والتفاهم نستطيع تجاوزها. إذن: • أعيدي حساباتك مجددًا، وحددي مشكلتك بوضوح وإدراك أكثر.. ما هي المشكلة؟ وهل تكمن فقط بالخروج؟ وهل زوجك وحده السبب بها؟ • ضعي أمامك أهدافًا تسعين للوصول لها، واجعلي في مقدمتها رضا الله وما يوصل إليه، ثم بعد ذلك ابحثي عن الطريقة المناسبة التي تساعدك على الوصول، فلو كان هدفك الاستمرار مع زوجك؛ ارسمي صورة نهائية لما ترغبين في الوصول إليه، وفكري بما تملكينه أنت لتصلي! • تذكري أننا لا نملك تغيير الآخرين، لكننا نملك تغيير أنفسنا لنصل للتفاهم والراحة، على الرغم من اختلاف الطرف الآخر عما نرغب أن يكون عليه. • أولادك هم جزء منك، وفقدهم بأي صورة - ولو جزئيًّا - لن يكون سهلاً.. فكري بمصلحتهم، وبما يساعدهم على الاستقرار النفسي والصحي، ساعديهم على أن يكونوا أكثر تفهمًا وايجابية من والدهم، وتعهَّدي بذرتهم لتثمر لك بالغد ما تفخرين به - بإذن الله. • لو وجدت استحالة الاستمرار وعدم تحملك لطباع زوجك؛ فليكن عقلك هو الحكم وليس الانفعال المؤقت الذي قد تندمين عليه، واكتبي: ما الذي ستكسبينه لو تركته؟ وما الذي ستخسرينه؟ والعكس.. • استعيني بالدعاء، وألحِّي على الله به، وتذكري أن الله قريب مجيب. ختامًا: ندعو الله أن يرزقك الحكمة، ويهبك وأسرتك الاستقرار والهناء، ويجعلكم ممن يرضون الله ويرضى عنهم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |