الأحضان المتربصة! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4978 - عددالزوار : 2097907 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4557 - عددالزوار : 1373819 )           »          استحباب الإتيان بأذكار النوم على طهارة ولكن هل من توضأ للنوم ثم انتقض وضوؤه هل تلزمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          : Writing “Bismillaah ir-Rahmaaan il-raheem” on wedding invitations is permissible (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          هل تقال أذكار النوم والاستيقاظ عند كل نوم واستيقاظ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          فوائد عظيمة في قراءة آية الكرسي والمعوذات قبل النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حكم كتابة البسملة فى بطاقات الدعوة، وكيفية كيفية إتلاف ما كتب عليه اسم الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          شرح دعاء "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تعلم أمور الدنيا لا يتنافى مع تعلم الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          شراء واستخدام صندوق مطليّ بماء الذهب فيه عطور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-06-2021, 02:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,240
الدولة : Egypt
افتراضي الأحضان المتربصة!

الأحضان المتربصة!
أ. منى مصطفى






أتت إليَّ تركضُ من بعيد، وكأنها تبحث عن مأوى تدسُّ فيه خَيْبتها، احتضنتُها وهدَّأتُ من رَوْعها، وأخدتُ أُلاطِفها ببعض الكلمات التي تحبها، فهي إحدى طالباتي عامينِ متتاليين، وبيننا كثيرٌ من الذكريات والمواقف، ولَمَّا هدأَتْ أخذتُ أستنطقها: ماذا بك يا إقبال؟ هل اليوم أعلنوه يومًا للتبرعات؛ لذلك جُدتِ بهذه اللآلئ غير عابئة بقيمتها؟




تبتسم في أسى وخجل قائلة: كنتُ في حفل تكريم الفائقات، كانت أُمنيتي أن تحضر أمي وتُلبِسني طوقَ الورد بنفسها مثل باقي زميلاتي.

تأثَّرتُ وقُبِض قلبي، تصوَّرت أن أمها متوفاةٌ أو مريضة! فأخذتُ ألاطفها وأنسِّق خصلات شعرها، وأمتدح جمالها، وتلح على لساني عبارة: (أين أمك؟)، ولكنني أتردد!

رفعَتْ رأسها، وقالت: ليت أمي مثلك!



حمدتُ الله؛ لأنني فهمتُ أن أمها على قيد الحياة، وسألت مستنكرة: أهي مشغولة، فلم تحضر لك؟ وهو سؤال غير بريء؛ لأفهمَ منها سرَّ بكائها!

قالت: لم أعطِها دعوة المدرسة!

أمي لا تحسن شراء الورود! تُحسِن فقط أن ترميني بالإهمال، وأنني لن أوفَّق لخير، بل وتدعو عليَّ لأتفهِ الأسباب، على أقلِّ هفوة أدخل معها في حرب وضرب طَوالَ اليوم!



بادرتها مندهشةً: عمَّن تتكلمين يا إقبال؟ أهكذا تتكلمين عن أمِّك؟!

ابتلعَتْ خجلَها، وقالت: لا تعتقدي أن كلَّ أم لديها مرونة تكتسب بها بناتها، أمي تحبُّني، وأنا على يقين من هذا، إن لم يكن بدافع من عواطفها، فبدافع مما وضعه الله في قلبها من فطرة، ولكنها جعلت هذا الحب طوقًا تلوي به أعناقنا، تريد أن تَصُبَّنا في قوالبَ جامدةٍ، لنكون كما تريد هي، لا كما نشتهي نحن، وليس لديها طاقةٌ للحوار وتقريب وجهات النظر، وإن حدث حوارٌ غالبًا ينتهي بمعركة يتدخَّل فيها الجميع، وتصدر ضدَّ رغباتنا جميعُ الفرمانات من كل جهة سيادية (أبي، إخواني الذكور)، وربما جاء خالي أو جدِّي لدعم مَن يروق له.



وقبل أن أبدأ في مهاجمتِها، قالت: نُقدِّر حرصها على مستقبلنا، لكن لا بد لها من أن تُقدِّر أنني لست حجرًا، أنا إنسان؛ أحزن وأفرح، أهدأ وأغضب، أتحمس وأفتر!



أمي تتبع معي نظامًا عسكريًّا، جعلني أتمرَّد لا إراديًّا على هذه الأوامر، بل يخيل إليَّ أن العاملة هنا في المدرسة أكثر حنانًا عليَّ منها!



إن طلبتُ منها أن تأخذَني في حِضنها، سَخِرَت من مشاعري، وإن تبسَّطت وصدر مني مزاحٌ معها، اعتبرَتْه تقليلًا من هيبتها، أصبح العناد أو التجاهل هو ردَّ فِعْلي الغالب عليها!



أحتاج أمًّا تُغْنيني عن الناس، أحتاج أمًّا هادئة تتلطف معي، تُثنِي عليَّ، ألوذُ بها من الأحضان المتربِّصة والكاذبة التي تعترضني كل يوم!



كثير من الليالي أذهب لبيت جدَّتي، فمعها أشعر أن لي أمًّا ما زالت تفضِّل الحديث معي على مهاتفة صديقاتها، والتخطيط لإغاظة كَنَّتِها، وتقصي أخبار حماتها، وصَل بي الحال يا أستاذة أنني أشعرُ أن أمي تهتم بدراستِنا فقط لتغيظ كَنَّاتها، أو تتباهى أمام صديقاتها!



أَلْجَمتني إقبال!

لا أجد إلا عبارتي الأثيرة: (أطعموا بناتكم الحنان، اجعَلوه قوتًا لهن، خاصة في سنِّ ثورة المشاعر لديهن)، صَدقَتْ إقبال، هناك أحضان متربصة، إن بالغت الأمُّ في الإهمال، فلن تجد الفتاة مفرًّا من الركون لهؤلاء، حفظ الله بنات المسلمين.



حبيبتي الأم، مَهَمَّتُك شاقَّة جدًّا، أسهل شيءٍ مصادرة الآخر، خاصة مع سلطتك عليه، ولكن الأصعب هو الصبر والحوار، ولكنه الأنفع كذلك، احتَسِبي الأجر، واملئي قلوبهن، أكثِري من الثناء عليهن، ودعم ثقتهن في أنفسهن، تغزَّلي في محاسنهن، تأكَّدي أن كلمةً حلوة منك فيها السعادةُ والنجاة لهن، هي رسالتك ورعيَّتك التي وكلك الله عليها، فأحسِني الرعاية، وسيوفَّى إليك الأجر يقينًا!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.51 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]