|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بيننا فارق السن أ. أريج الطباع السؤال السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزاكمُ اللهُ كلَّ الخَيْر لِمَا تُقدِّمُونه لأُمَّة الإسلام مِن نصائحَ واستِشَارَاتٍ. أمَّا بعدُ، فإنَّنِي شابٌّ - ولله الحمد – مُلْتَزِمٌ، وقد عَزَمْتُ على الزَّواج منذُ فترةٍ، وها أنا قد وجدتُ الفتاةَ التي قد تُشرِّفنِي في مُشاركَتِي لتربية أولادٍ صالِحينَ. المُشْكِلة الأساسيَّة في هذا الموضوع أنَّ هذه الفتاة تصغرنِي بحوالي 12 عامًا، مما قد يخلُق فُرُوقًا بيننا أهمها: 1- النُّضوج العَقْلِيّ. 2- الفارق الثَّقافِي والعِلْمي. هذه الفتاة هي أحد الأقرباء المُباشِرينَ، وتتميَّز بِحَيوِيَّتِها، وشبابها النابِض؛ ولكنَّها تعيشُ في إحدى القُرَى، وأنا أعزمُ على نقلها إلى دُبَيّ عندما يَتِمّ الزَّواج إن شاء الله. أسئلتي تتلخَّصُ فيما يلي: 1- كيف أستطيعُ هَدْم حاجِز فارق العُمر بيني وبينها؟ 2- كيف أستطيع تخفيفَ فارِق الحياة بين القرية التي تَمْتَلِئ بحنانِ العائلة، والمدينة التي لا يوجد فيها أَيُّ قريبٍ؟ 3- ما الصُّعوبات الَّتِي قد تواجِهُهَا إنْ أرادتْ إكمالَ تحصيلها العِلْمي بعدَ الدُّخول في جَوِّ الزَّواج؟ وجزاكمُ اللهُ خيرًا الجواب وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته، برغم وضُوح استشارتكَ، وتَحْديدكَ لها بنقاطٍ مُفَصّلَة، إلاَّ أنَّها لا تزال غَيْر واضحةٍ تمامًا بالنِّسْبةِ لي: - هل خطبْتَ الفتاة، أم فقط تُفَكِّر بخِطْبتها؟ وعلى أيِّ أساسٍ اخْتَرْتَها؟ - هل شاهدتَ الفتاة وجالسْتَها، وشعرتَ بفارقِ العُمر بينكما، أم فقط شُعُوركَ أنَّه سيكون لِفَرْق السَّنوات؟ وهل هذا الأمر مُسْتهْجَن بثقافتكم: أن يكونَ فارق العُمر كبيرًا، حيث يختلفُ الأمر بين ثقافة وأخرى؟ - ما هي طبيعة عملكَ بدبي، وهل أهلكَ أيضًا يعيشون بقَرْيتِها؟ وهل سيكون هناك فَرْق بالمُسْتوى الثقافي بينكما؟ - هل أنتَ مَن يرغب في أن تُتابِعَ دِراسَتَها بعدَ الزَّواج؟ أم هي التي ترغَبُ؟ وهل بَحَثْتَ معها الأمر أو مع أهلِها؟ - ما هي طبيعةُ الفتاة؟ وهل هي مِنَ النَّوع الَّذِي يستطيع التَّكيُّف بسهولة، أم لا؟ فارِق العُمر بالزَّواج لا يكون مشكلة إلاَّ إذا ترافَق شعور أحد الزَّوجَينِ بذلكَ، وصُعُوبة تَأَقْلُمه معه، أو حينما تكون الثَّقافة السَّائدة تُقاوِم هذا، وتُؤثِّر عليهما بشكل أو بآخر. فالرَّسول - صلى الله عليه وسلم - تَزَوَّج عائشة وهي تصغره بسنواتٍ كثيرةٍ، ولاعبها، وراعى عمرها، وساعَدَها لتَسْتَمْتِعَ به، وتسعده بنفس الوقت برُوحِها النَّابضة المتوثّبة، فكان زواجًا ناجحًا مُمَيَّزًا، ونقلَتْ لنا السَّيدةُ عائشة أثره وأحاديثه وساهَمَتْ بحِفْظ سُنَّتِه. وتَزَوَّج خديجة وهي تكْبره مِن قبلها، واستمدَّ منها الدِّفء والحنان، وأعانَتْه بِحِكْمَتِها، ورَجَاحَة عقلها بمرحلة كان يحتاجُ فيها إليها، فكان أيضًا زواجًا ناجحًا مُمَيَّزًا. فمسألة الفارِق في العُمر تختلفُ حسب الثَّقافة، وحسب الأشخاص، ولا تُعَدُّ مشكلةً على الإطلاق. ولستَ بحاجةٍ لِهَدْم فارِق العُمر بينكما؛ على العكس ففارِق العُمر يكون مُمْتِعًا أحيانًا كثيرة، وَحَيَوِيًّا بالزَّواج. راجِع ثانيةً قرارَكَ بالزَّواج، وادْرس الإيجابيات والسَّلْبيَّات بشكلٍ جيدٍ، واكْتُبِ الهدف الذي تسعى للوُصُول إليه بأُسْرتكَ؛ وانْظُر هل سيتحقَّقُ مع هذه الفتاة أم لا؟ عليكَ بالاستِخارَة بالتَّأكيد، والثِّقة بأنَّ الله أعلم بما يخفيه الغَد. لو وجدتَ نفسَكَ مُتمسِّكًا بالفتاة، وراغبًا بها، وتستطيع ألاَّ تنظرَ للعُمر على أنَّه مشكلة؛ بل تستطيع أن تَرَى الإيجابيات فيه، فلا تترَدَّد بخِطْبَتِها بعدَ الاستخارة، ولا تَقْلق بشأن العُمر، ولو وجدتَ في نفسِكَ التَّردُّد ففكِّرْ ثانيةً، ووازِن أُمُوركَ، لكن لا تَدْخُلِ الحياةَ الزَّوْجِيَّة بهذا القلق الذي سيَنْتَقِلُ إليها، ويُحبطها بعد الزَّوَاج، ويُشْعِرها بأنَّها ليستْ كُفئًا لكَ، مما يجعل الحياة أصْعَب. أمَّا عنِ التَّخْفيف مِن حِدَّة الغُرْبَة بِالمدينة، فهذا يختلف حسب طبيعتها؛ لكنَّها في كُلِّ الأحوال لن تستغنيَ عنِ احتوائِكَ، وانخراطها بالمجتمع سيساعدها، إمَّا عبر أُسَر أصدقائِكَ وجيرانك هناك، أو مِن خلال مجتمعها الدِّراسي إنْ تابَعَتِ الدِّراسة. ومُتابعة الدِّراسة تختلفُ صعوبتها حسب الفتاةِ نفسِها، وحسب قُوَّة دافِعِها للمُتابعة، فإن كانتْ رَغْبَتُها قويَّةً في المُتابعة، لن يكونَ الأمرُ صعبًا؛ فهي فقط تحتاجُ لِمُوازَنَة الأَوْلَوِيَّات بشكلٍ جيدٍ، ولتقدير الزَّوْج ودَعْمِه المعنوي والمادّيّ بالتَّأْكِيد، خاصَّة إن كانَ أهْلُها بَعيدِينَ عنها، وافْتَقَدَتْ دعمهم ومُساعدتهم. ختـامًا: نسألُ اللهَ أنْ يُوفِّقكَ في حياتِكَ الزَّوْجيَّة، ويُيَسِّرَ لكَ الخيْرَ حيثُ كانَ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |