مشكلة عدم المبالاة

[ابوالوليد المسلم]

مشكلة عدم المبالاة
أ. عزيزة الدويرج


السؤال

♦ ملخص السؤال:
فتاة لديها لامبالاة شديدة، وتفضِّل الصمت عن الكلام، حتى وصفها بعض المقربين لها بـ: البليدة، وتريد بعض النصائح التي تتغير بها.

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة جامعية عمري ٢٢ عامًا، الحمدُ لله مستواي جيد دراسيًّا واجتماعيًّا.
أعيش في الغربة، ومشكلتي عدم المبالاة؛ فلا أفرح ولا أحزن، ولا أكره ولا أحب، ولا أشتاق لا أحقد ولا أتأثَّر بشيء، وإذا حدث شيء للمقربين لي لا أجد ردَّ فعل مناسبًا للموقف.


تغيرتْ نظرتي للحياة فأصبحتْ: كل شيء زائل، وليس هناك ما يستحق الحقد والحزن والكره.
وصلتُ الآن لمرحلة استثقال الكلام وعدم محبة الكلام وأفضِّل الصمت، حتى إن بعضهم نعتني بـ: البليدة!
لا يهمني وجود أشخاص في حياتي من عدمه، ولا مانع لديَّ إن بقيتُ أيامًا بدون تواصُل، أريد منكم بعض النصائح التي أغير بها من نفسي.

الجواب

مرحبًا بك أختي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن ظنك بنا، وأن نكونَ خيرَ معين لك بعد الله في تجاوز أزمتك.


ما تَمُرين به لديك المعرفة الكاملة بأسبابه وهي التي ذكرتِها، ومعرفةُ السبب هو نصفُ العلاج، فإذا استطعتِ التغيير مِن نفسك بالجَزْم فإنك قادرةٌ على التغيير، مع عدم ترديد قول: أنا لستُ قادرةً على التغيير، بل قولي: أنا سأتغيَّر خلال عام، وسأصبح شخصًا آخر.


أختي الكريمة، نحن نتغيَّر كل فترة إذا كانتْ لدينا الرغبةُ في التغيير مِن أنفسنا، أو تدخَّل الزمن في تغييرنا؛ لذلك نحن قادرون إذا أردنا، وهذه القناعةُ يجب أن تزرعيها في ذهنك وتسقيها بالعوامل التي تريدين تغييرها في نفسك.


نبدأ الآن بكيفية العلاج، ومِن أهم النقاط التي يجب أن تُركِّزي عليها:
• توزيع المهام والمسؤوليات، فيجب عليك أن تُوزِّعي المهام على مَن حولك قدرَ المستطاع، وألا تُحمِّلي نفسك فوق طاقتها، ومن هو مثلك سيسعى دائمًا إلى الكمال.
• لا تتحملي الكثير من المسؤوليات دفعةً واحدة، وإذا كانتْ لديك مهام كبيرة، فقسِّميها إلى مهام أصغر، مع تحديد أهداف بسيطة يمكنك إنجازها.
• ركِّزي على نفسك وماذا تريدين منها، مع الحرص على تلبية رغبة والديك بالتغيير فقط ومن غيرهم لا يلزمك تلبية رغباتهم.
• ضعي في ذهنك أن الحياة مشاركة، والإنسان بطبعه كائنٌ اجتماعي، ولا يستطيع العيش وحده.
• احرصي على مشاركة مشاعرك مع الأشخاص الذين تثقين بهم وتحبينهم.
• حاولي قضاء وقتك مع الآخرين، وتفاعلي معهم بالحوارات والنقاشات التي تعجبك وتأخذ حيزًا كبيرًا من اهتماماتك، واحرصي على الأشخاص الإيجابيين بالتحديد، فلهم التأثير الأكبر في التغيير.
• مارسي هواياتك المحببة، وانخرطي في الأنشطة التي كانتْ تُهمك في الماضي، مع الحرص على تجربة هوايات وأنشطة جديدة.
• من المهم جدًّا ممارسة الرياضة التي تحبينها، وأفضلها المشي، مع الحرص على ممارسة تمارين الاسترخاء.

• وفي النهاية يجب أن تبحثي عن كل فرصة جديدة ومفيدة تشعرين فيها أنك قدمتِ شيئًا للآخرين، أو قمتِ بمساعدتهم، فردودُ أفعالهم تجعلك تشعرين بقيمة أفعالك، ومن ثَم تتغير مشاعرك وإحساسك تجاه الآخرين.


ختامًا؛ تمنياتي لك بمستقبل مشرق، وحياة ناجحة وسعيدة