|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صراع داخلي بسبب السمنة المفرطة أ. عائشة الحكمي السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة في العشرين من عمرها، محبطة ويائسة من حياتها بسبب السمنة المُفْرِطة، وتُفَكِّر في الانتحار، لكنها تخاف مِن الموت، وتسأل: ماذا أفعل لأصلح حياتي؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ في منتصف العشرين مِن عمري، أستيقظ يوميًّا على عدة حقائق في رأسي منها: • أعاني مِن تشوُّه فظيع بسبب السمنة المُفْرِطة. • أنا فتاة متفوقةٌ دراسيًّا، ومحبوبة، واجتماعية، وذات شعبية كبيرة، بعد دخولي الجامعة أصبحتُ فتاةً غبيَّةً، أرسُب في المواد، غير محبوبة وانطوائية، حتى تخرجتُ بتقدير منخفض! • أنا قبيحةٌ للغاية، ولا يمكن لأحدٍ أن يُفَكِّرَ في خطبتي، ولا أمتلك مقومات بناء أسرة! • محيطي الأُسَري متشدِّدٌ جدًّا، لا يسمح لي بمُمارَسة حياةٍ طبيعيةٍ كباقي الفتيات؛ وأجد معاناةً كبيرةً في حياتي، حتى في الحصول على وظيفة. • وُلِدْتُ في عائلةٍ ذات دخلٍ محدودٍ، ونشأتُ في كنَف أبٍ مريض وإخوة كثُر، ثم تُوُفِّي والدي فازداد بؤسي! • صحتي بسبب السمنة في تدهْوُر، فانقطع الطمْثُ، وتساقط شعري، وأصبح الصداع مزمنًا! • لا أمتلك مواهبَ ولا أهدافًا ولا هوايةً، وأشعُر باليأس والفشَل والقُبْح، والضياع والضعف! كثيرًا ما أسأل نفسي: إلى متى يستمر هذا العذاب؟ وإلى متى سأصبر عليه؟ أخاف من إحساس الوحدة المستمر. حاولتُ إنقاص وزني أكثر مِن مرة، لكني فشلتُ بسبب ضَعْف الإرادة! تعبتُ مِن اصطلاحات: تقوية الإرادة والعزيمة، والتفكير الإيجابي، وعدم جلد الذات، والنظرة التفاؤلية، والغد الأجمل؛ فكلُّ هذه كلمات سهل النطق بها، لكنها صعبة التنفيذ، فلا أحتاج أن أسمع هذه الكلمات مرة أخرى! لا يوجد معنى لحياتي، وأفَكِّر كثيرًا في الانتحار، لكني جبانة، وأخشى الموت، اعتزلتُ أهلي وأصدقائي، وحاولتُ التقرب مِن الله تعالى والحمد لله وفقني الله، وساعدني كثيرًا، لكن وضعي العام ما زال كما هو! الجواب بسم الله الموفِّق للصواب وهو المستعان سلامٌ عليك، أما بعدُ: فلقد قرَّر الطبُّ الألمانيُّ الحديثُ المستند إلى الأبحاث المستفيضة للدكتور هامر Dr. Ryke GeerdHamer أنَّ المرَض العضويَّ هو طريقة الجسم لحماية الشخص الذي يُعاني مِن صدمةٍ نفسيةٍ شديدةٍ؛ حيث يربط الدكتور هامر بين الصراع النفسي والأمراض. معنى ذلك أنَّ ثمَّة عواطفَ وصدماتٍ نفسيةً غير معلنة تكمُن في جذور الأمراض العُضوية، ومتى استطاع الفردُ فكَّ رُموزِها وتحريرها، استطاع حلَّ مشكلته العضوية بحلِّ مشكلته النفسية. مِن الكُتُب العربية القليلة التي أُفْرِدَتْ في هذا الباب: كتاب الدكتور صلاح الراشد (فك شفرة الأعراض والأمراض). ولفكّ شفْرة السمنة يُمكن القول بأن الجذورَ النفسية للسمنة تكْمُن في رفْضِ الذات الأنثوية نتيجةَ الصِّراع النفسي بين صورة الجسد والشعور بالتخلي عنك مِن قِبَل الجنس الآخر - شُعورك الداخلي بالقُبح، وأنه لن يتقدَّمَ لخطبتك أحدٌ - ونتيجةً لهذه المشكلة العاطفية غير المحلولة يزيد الجسم مِن مخزون الدهن كنوعٍ من الحماية! أنت الآن تقاومين الشفاء والحلول، وحتى تتمكني مِن حل المشكلة، عليك بدايةً أنْ تُغَيِّري مِن قناعاتك ومعتقداتك الخاطئة بشأن الإرادة، ومفهوم الجمال، والزواج، وأنْ تُؤمني بقدرتك على اكتساب الوزن المثالي، وطرْح الفائض من الدهن. لا يهمُّ مَن ومتى ستتزوجين؟ ما يهم حقيقةً أن تحبِّي ذاتك وصورةَ جسمك، وأن تعتني بنفسك مِن أجْلِ نفسك، وليس لغاية الزواج، ثم سيأتي الزواج لاحقًا إن شاء الله. ليستْ مهمتي هنا أن أعطيك إرشادات صحية أو غذائية أو رياضية، وإنما تنبيهك وإرشادك إلى مكْمَن الصراع الداخلي، وجذر المشكلة النفسية، ثم متى وقفتِ على مكْمَن الصراع، وأحببتِ ذاتك فستقوى إراداتك، وستسعين لمُقاوَمة الرغبة في الأكل، واستدخال نمط حياة صحية إلى حياتك؛ مِن حيثُ الغذاءُ، والرياضةُ، وتنظيم الوقت. كوني جميلةً مِن داخلك، واعتني بنفسك من الخارج، وثقي بنفسك، واستفيدي من اليوتيوب والإنترنت بشكل عام، ووقتئذٍ لن تكوني بحاجةٍ إلى زيارة طبيب، ولا إلى دفْع الكثير من المال. ولا يوجد شخصٌ إلا ولديه أهدافٌ وهوايات، ولكنك تُقاومين الروح الجميلة المتوثبة بداخلك، جرِّبي نفسك في أمورٍ لم تعهديها من نفسك، وستكتشفين أنك موهوبةٌ في نواحٍ شتى، وكل ما تحتاجينه هو السعي المستمر للتطوير والتشذيب والتوكل على الله، وعدم الاستِسلام. وفقك الله والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |