العبثية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1124 - عددالزوار : 129753 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 369962 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-05-2021, 03:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,797
الدولة : Egypt
افتراضي العبثية

العبثية


قحطان بيرقدار








العبثية: مدرسة أدبية فكرية، ترى أن الإنسان ضائع ولم يعد لسلوكه معنى في الحياة المعاصرة، ولم يعد لأفكاره مضمون، وإنما هو يجتر أفكاره لأنه فقد القدرة على رؤية الأشياء بحجمها الطبيعي نتيجة للرغبة في سيطرة الآلة على الحياة لتكون في خدمة الإنسان، حيث انقلب الأمر فأصبح الإنسان في خدمة الآلة، وتحول الناس إلى تروس في هذه الآلة الاجتماعية الكبيرة.

















جاءت المدرسة العبثية كمرآة تعكس ما يعاني منه إنسان النصف الثاني من القرن العشرين عن طريق تجسيده في أعمال مسرحيةٍ وروائية وشعرية، لعله ينجح في التخلص من هذا الانفلات في حياته ويفتح الطريق أمام ثورة هائلة في الإمكانات، وفي تجديد وسائل التعبير فيتولد لديه الانسجام.. فيفهم ما يحدث.











نشأ مذهب العبث في الأدب الأوروبي وانتقل إلى الآداب العالمية المعاصرة بصفة عامة، والدول التي عانت من الحرب العالمية الأولى والثانية بصفة خاصة، وهي الدول التي فقدت ثقتها في مجرد المسلك العقلي المنطقي الذي يمكن أن يدمر في لحظات كل ما يبنيه الإنسان من مَدَنِيَّة عندما تَحْكُمُه شهوة السيطرة والتدمير؛ كما فعل هتلر في الحرب العالمية الثانية.











فمن العبث البحث عن معنى للسلوك الإنساني في رأي أصحاب مذهب العبث؛ لأن الآلة التي اخترعها الإنسان قد سيطرت عليه، وأصبح هو نفسه ترساً فيها، مما أدى إلى إحساسه بالعبث والضياع في المضحك المؤلم.







من أبرز شخصيات مذهب العبث:







(صَمُويل بيكيت: 1906 - 1989م) وقد ألف في جميع الأشكال الأدبية، ومنح جائزة نوبل عام 1969م.كان روائياً وكاتباً مسرحياًوشاعراً أيرلندياً. استقرفي فرنسا عام 1937م، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأبكتابة أعمال مهمةباللغة الفرنسية منها ثلاثيته (ملوي 1951م، وفاة مالون 1951م، غيرالقابل للتسمية 1953م) ثم استمر في الكتابة باللغتين الإنكليزية والفرنسيةمترجماً أعماله من إحدى اللغتين إلى الأخرى. وقد كان لمسرحيته في(انتظارجودو)التي كتبها عام 1953م أكبرُ الأثر في اعتباره الشخصية الرئيسة في دائرةرواد الأدب والمسرح العالمي. وتلت ذلك العديد من المسرحيات الشهيرة، منها: (نهاية اللعبة 1957م، الأيام السعيدة 1961م، لست أنا 1973م). وقد كانت مؤلفاتهدائماً تجريبية متطرفة، ثم أصبحت رواياته ومسرحياتهأكثر بساطة بصورة متزايدة، وذلك بحذف الكثير من التفاصيل والإبقاء على القليل منهافقط. والصورة الرئيسة التي تتضح في كتاباته هي لشخص (امرأة أو رجل) كبير السنيعاني صراعاً داخلياً مع مفهومه للبيئة المحيطة به. وبينما تدور ذكريات الماضي فيمخيلة تلك الشخصيات، تبدأ في التساؤل عن ذاتها وعن حقيقة وجودها.







ومن رواد المدرسة العبثية أيضاً:







(أوجين يونسكو: 1912 - 1994م) وهو كاتب مسرحي فرنسي، وُلد في رومانيا. ثم هاجر إلى فرنسا واستقر فيها منذ عام 1938م، وانتُخب عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 1970م. ومسرحياته الخارجة عن المألوف والتقاليد غالباً ما تكون مفعمة بأشياء تتسم بالخواء،ولا حياة فيها، تتكاثر حتى تخنق الشخصيات البشرية. وتبدو كثير من شخصياته وكأنها فقدتالقدرة على التفكير، وصارت تتصرف مثل الروبوت. ولما كانت هذه الشخصيات تتحدث بعباراتلا معنى لها أحياناً وعبثية؛ فقد افتقدت أسباب التواصل فيما بينها. ففي مسرحيتيه(المغنية الصلعاء 1950م) و(الكراسي 1952م) يرمزالزوجان إلى الصفات العبثية للحياة كما يراها يونسكو. وتصور مسرحية (الدرس 1951م) استخدام اللغة كأداة للتسلط والتعذيب. وتتمحور (القاتل 1958م)، و(الخرتيت 1959م)، و(نزهة في الجو 1963م) حول شخصية (بيرنجر) الذيينعزل عن سائر الناس ويواجه قسوة الحياة بأقصى صمود.







يرى أصحاب المدرسة العبثية انعدام المعنى والمضمون وراء السلوك الإنساني في العالم المعاصر وذلك نتيجة ما قيل إنه الفراغ الروحي والابتعاد عن الإيمان الذي لا يكون للحياة معنى وغاية من دونه. كما يرون أن الآلة التي سيطرت على الإنسان في المدنية الغربية أدت إلى تحلل المجتمع وتفككه ولم يعد هناك روابط أسرية أو اجتماعية، إضافةً إلى أن تصوير الحياة المعاصرة وما فيها من تشتت وفقدان للرؤية الواضحة يُحوِّل الحياةَ إلى وجودٍ لا طعم فيه ولا معنى. وقد تأثروا بآراء (فرويد) في علم النفس التحليلي وما فيه من إيحاءات وأحلام وأوهام.











وهم يستشعرون الخوف والرهبة من الكون، وهذا الخوف يقضي على كل تفكير عقلاني متماسك. وقد اتبعوا أسلوب الألغاز والغموض في التعبير، حيث لا يفهم النقاد ما ينتجون من أدب.











تعد المدرسة السُّريالية الفرنسية (التي تناولناها سابقاً) الأساسَ لمذهب العبث؛ لما تحويه من شطحات العقل الباطن، وهلوسة عالم الأحلام الزاخر بالهواجس والآلام والآمال، كما تعد المدرسة الرمزية من جذور مذهب العبث بما تحويه من صور مضطربة تجمع بين الجمال والقبح والأسطورة والواقع، إضافةً إلى أن آراء (فرويد) النفسية وما تحويه من إيحاءات وأحلام نتيجة تحليله النفسي للمرضى تُعَدُّ من الجذور الفكرية لمذهب العبث.











إن العبثية مدرسة أدبية فكرية لا تقيد نفسها بكثير من القيم الإنسانية، ولا ترى أن هناك أي مضمون حقيقي وراء السلوك الإنساني الذي تحلل في المجتمع الغربي بسبب سيطرة الآلة على مسارات الحياة، حتى أنها جعلت الإنسان ترساً في هذه الآلة الضخمة.







وترى وجوب اتباع أسلوب الغموض والألغاز في التعبير، بحيث لا يفهم النقاد نتاج هذه المدرسة التي يقوم فكرها على أساس الخوف من الكون والرهبة منه وهو خوف يقضي على كل تفكير عقلاني. ومع كل ما تقدم فإنها تُرجع ضياع الإنسان في الغرب إلى الفراغ الروحي، ولكنها لا تلزم نفسها بأي قيم دينية سلفاً، ولذا وجب النظر إلى نتاجها الفكري بحذر واهتمام.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.66 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.25%)]