التوحيد في سورة المزمل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127193 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-05-2021, 08:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي التوحيد في سورة المزمل






التوحيد في سورة المزمل












د. أمين الدميري




قال الإمام الطبري: قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ [المزمل: 1]: وصفه بأنه متزمل النبوة والرسالة؛ أي: زُمِّلْت هذا الأمر فقم به.. ويقول الإمام القرطبي: (وفي أصل المزمل قولان: أحداهما: المتحمل؛ يقال زمل الشيء: إذا حمله ومنه الزاملة، "بعير يستظهر به الرجل: يحمل متاعه وطعامه عليه؛ مختار الصحاح"، الثاني: أن المزمل هو المتلفف؛ يقال: تزمل وتدثر بثوبه: إذا تغطَّى، وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ثلاثة أقوال:




أولها: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ بالنبوة والملتزم للرسالة، زمل هذا الأمر؛ أي حمله، ثم فتر.








ثانيها: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ بالقرآن.







ثالثها: المزمل بثيابه.







قلت: ومعنى التحمل أقرب للسياق؛ لأنه سبحانه أمره بقيام الليل: ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 2] لماذا؟ ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴾ [المزمل: 5]؛ فقيام الليل هو الذي سيعينك على تحمل هذا القول الثقيل، لذا فإن من ثمرات قيام الليل: القيام والاهتمام بمعالي الأمور، وتحمل أمانة قيام الدين ودولة الإسلام وحكم القرآن، ولقيام الليل فوائد كثيرة؛ منها:



1-إشراق الوجه: لقوله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ﴾ [عبس: 38]، قال ابن عباس: من قيام الليل: لما روي في الحديث: " مَن كثُرت صلاته بالليل حسُن وجهه بالنهار"؛ (ذكره القرطبي، تفسير سورة التكوير).







2-النشاط في أداء الفرائض؛ لأن قيام الليل - وهو سنة مستحبة - يعين على أداء الفرائض بلا تثاقل، بخلاف من يؤدي الفرائض فقط، كما قال علماء الأصول: إن أداء المندوبات يسهل أداء المفروضات، فضلًا عن أنها تجبرها!







3-تسهيل القيام بأعباء الدعوة، وهو المستفاد من مطلع السورة، وتحمل المشاق: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6]، فقيام الليل تدريب على تحمل المشاق والتكاليف الصعبة؛ فيجعلها سهلة.







﴿ قُمِ اللَّيْلَ ﴾، فقام عليه الصلاة والسلام والصحابة عامًا كاملًا؛ كما ورد في صحيح مسلم عن زرارة بن أبي أوفى أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله - الحديث - وفيه: فقلت لعائشة: أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: ألست تقرأ: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّل ﴾، قلت: بلى، قالت فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولًا، وأمسك الله عز وجل خاتمتها اثني عشر شهرًا في السماء، حتى أنزل الله عز وجل في آخر السورة التخفيف، فصار قيام الليل تطوعًا بعد فريضة)، والتخفيف هو قوله تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾ [المزمل: 20].







وقوله: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]؛ يقول القرطبي: (لا تعجل بقراءة القرآن، بل اقرأه على مهل، وبيان مع تدبر المعاني.. والترتيل: التنضيد والتنسيق وحسن النظام، وقيل: تدبر في لطائف خطابه، وطالب نفسك بالقيام بأحكامه، وقلبك بفهم معانيه، وسرك بالإقبال عليه).







وذكر ابن كثير في تفسير الآية ما أخرجه البخاري عن أنس: أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كانت مدًّا، ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم)، وذكر عن ابن مسعود أنه قال: لا تنثروه نثر الدقل (التمر الرديء)، ولا تهذوه هذَّ الشعر، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكن همُّ أحدكم بآخر السورة.







وقوله: ﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴾ [المزمل: 8]؛ قال الإمام الطبري: أخلص إليه إخلاصًا، وأخلص إليه المسألة والدعاء، وأخلص له العبادة والدعوة، والتبتل: الانقطاع للعبادة لا بمعنى - الرهبنة النصرانية - ولكن أن تكون حياتك كلها عبادة، والجهاد أفضل عبادة فلا يعدله كثير صيام ولا صلاة، وهو رهبانية هذه الأمة، فالتبتل إلى الله يكون بالجهاد في سبيله!













__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.94 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]