|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() نسيان المعلومات النظرية في تخصص الطب أ. شروق الجبوري السؤال ♦ ملخص السؤال: طالب في كلية الطب يرى أنه لم يستفد شيئًا في العام الأول من دراسته ويقرر النزول إلى ميدان العمل للتدريب؛ لأنه يخاف أن يخطئ في تشخيص مريض فيموت. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بداية أشكركم على هذه الشبكة الرائعة، وجزاكم الله خيرًا. بدأتُ دراسةَ الطب، وأنا في سنتي الأولى، وبالتأكيد سأواجه صعوباتٍ في هذه الدراسة، ولكني أستطيع مُواجهتها إن شاء الله. لاحظتُ بعد فصلٍ دراسيٍّ أنه لم يتغير الوضع عما كان عليه في المدرسة؛ أي: إننا ندرس مِن أجْلِ الامتحان، وليس مِن أجْلِ الفائدة أو طلَب العلم، والسببُ في هذا هو طريقة التدريس الخاطئة في جامعاتنا، فبسبب ضيق الوقت، وكثرة المواد الدراسية، أصبحنا نحْفَظ المعلومة، ولا نهتم بفَهْمِها؛ وبمعنى آخر: بعد انتهاء الدراسة سننسى أغلب المعلومات التي درسناها، وإذا استَمَرَّ هذا الوضعُ في السنوات التي تليها، فسنتخَرَّج بدون أن نستفيدَ شيئًا مِن كل ما درسناه. يرى البعض أن هذا شيء طبيعيٌّ، فالموادُّ النظريَّةُ التي يدرسها طلابُ الطب لن تنفعهم عند ممارسة العمل، بل التطبيق العملي الذي يُمارسونه في أواخر السنوات الدراسية، وفي سنة الامتياز، هو الأساس الذي سيُعَلِّمُهم مُمارَسة الطب، ولا أعلم هل هذا الكلام صحيح أو لا؟ لكن بالنسبة إلي فأنا أُفَكِّر في ممارسة العمل حتى أكونَ مُتْقِنًا له؛ حتى لا أحاسب مِن الله علة تقصيري، خاصة في علاج الناس. أرجو أن تكون وصلتْ فكرتي، وجزاكم الله خيرًا. الجواب بسم الله الرحمن الرحيم ابني الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نُرَحِّب بانضمامك إلى شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين. نعم يا بُني قد وصلتْ فكرتُك، وأوَدُّ أن أشيدَ بما استخلصته مِن رسالتك، مِن حُسْنِ تفكيرٍ وتدبُّرٍ، ونقْدٍ بنَّاء للمواقف والأمور، وهي مزايا فكرية إيجابية، أتمنى منك الحفاظ عليها، وتعزيزها في نفسك، ثم استثمارها في جميع مناحي الحياة. أما بخصوص استفسارك، فأرى أن الوقتَ ما زال مبكرًا جدًّا حول تقييم مدى استفادتك مما تُقَدِّمُه المقَرَّراتُ الدراسية في الميدان العملي لاحقًا؛ إذ إنك ما زلت في المرحلة الأولى مِن الدراسة، ومن المعلوم أن الهدفَ مِن المقررات الدراسية في الفصول الجامعية الأولى بجميع التخصصات يكون مُنصَبًّا على مراجعة وبناء أساسٍ علميٍّ لدراسة المقررات الأكثر عمقًا وتخصصًا. أما عن أسلوب الحِفْظِ المعتمد، فبالفعل يتم اعتماده بشكل سلبيٍّ أحيانًا في بعض المؤسسات التعليمية في الدول العربية، وما أقصده بالاعتماد السلبي، هو: الاعتماد على مهارة الحفظ وحْدَها، دون اعتماد مهارات أخرى؛ كالاستدلال والتحليل وغيرهما، وإن الأنسبَ هو مُراعاة تلك المهارات الفكرية، وتحفيز الطالب على تنميتها وتطبيقها بجانب مهارة الحفظ والاسترجاع المهمة قطعًا، ولا سيما في بعض الموضوعات الطبية، فيكون الطالبُ حينها قادرًا على استثمار حفظه للمعلومات في ربطها وترتيبها بشكل صحيحٍ، بالإضافة إلى قدرته على الاستدلال على معلومات أو حقائق أخرى توصل إليها مِن خلال استدعائه للمعلومات ذات العلاقة والتي حَفِظَها سابقًا، كما تتكوَّن لديه قدرةٌ على استقراء وتوقع نتائج معينة؛ بناءً على هذا الكمِّ مِن المعلومات والمهارات، وهي عواملُ مهمةٌ جدًّا في النجاح المهني في جميع التخصصات، ومن بينها مهنةُ الطب. وإني - يا بُني - إذ أتفَهَّم القلق الذي يُراودك الآن مِن تخيل نفسك في وضع اتخاذ قرار بشأن حياة إنسان، لكنه قلق، ليس مبنيًّا على وقائعَ حقيقيةٍ؛ لأنك تُقارن فيه وضعًا مُستقبليًّا ستصله باجتيازك لكثيرٍ مِن المراحل، واكتسابك الكثير من المعلومات والخبرات، مع واقع حاليٍّ لم تدرسْ فيه سوى أبجديات الموضوعات. كما أن بإمكانك تبديد هذه المخاوف بالاجتهاد في تنمية المهارات الفكرية التي ذكرتَها أثناء قيامك بدراسة المقررات والتحضير لها، وبالاطلاع على مُستجدات ما تصل إليه نتائجُ الأبحاث والدراسات المعنيَّة بتخصصك، إضافةً إلى تمسُّكك بالقِيَم والمبادئ السامية التي استشففتُ اتسامك بها. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُوَفِّقك، ويفتح لك أبواب العلم والخير، وينفع بك وسنكون سعداء بسماع أخبارك الطيبة لاحقًا
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |