|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الخلافات الزوجية (حرب أهلية) صفية محمود استعصتِ الحُلول، فلا حلَّ ولا عقد، وأُغلق الباب فلا طلاق ولا وفاق، حار المصلحون وداروا في فلك تلك القضية، والنهاية بقايا أسرة تسكن في بناية، قالوا عنها: عش زوجية!! لكنَّها آيلة للسقوط، أو كأنَّها عش الدبابير. زوج مُتهالك يتمنَّى المهالك، لكنه مأسور في فلك يدورُ، والزوجة بعضها تهاوى والبقية سيأتيها الدور، وأطفال حيارى كأنهم بقايا، بل يتامى، أجساد بلا روح، غصونٌ بلا جذع يضمُّهم، ولا ورق يُغطِّيهم، تيتَّموا معنويًّا؛ فلا الأب عن دنياهم رحل فيرحمهم الناس، ولا الأم فارقت الحياة فترقَّ عليهم قلوب الأقربين والأبعدين، فتكون لهم كأمٍّ تحنُّ وتلم. احتراب داخلي، وحرب أهلية، والضحايا كل يوم جميع الأطراف؛ الزوج والزوجة والأبناء، ولم يسلَم الأثاث والجدران، وكذا لم يسلم الجيران، وقد يَنالُ عائلة الزوج وعائلة الزوجة شظايا المعارك، وتشوُّهات الوداد، وإعاقات التواصل، بعد تحزُّب الطرفين، فهؤلاء أنصار الزوج، وأولئك أنصار الزوجة! تنوَّعت سبل الصراع بين الزوجين؛ فتارة معارك كلاميَّة، وقذائف لسانيَّة كأنها طلقات مُدوية، الآذان منها تستجير، والأطفال تنتقي منها وتستبيح، فالمعركة علنية - على الهواء - والغضب قد استبدَّ، فلا كظم غيظ يُلجأ إليه، أما الاستعاذة فإنها منسية! وتطول المعاركُ، ويشتدُّ الصراع والعنف، وتَنطلِق صفارة الخطر، وتدق طبول الحرب، ولما يحار الزوج تأتى الحلول العنترية؛ زوج ملاكم، وامرأة ضحيَّة، والمصارعة حرة، والمتفرجون الصغار حائرون؛ فالبعض يصرخ: أمي، وآخر ينادي: رحماك أبتاه! يا ويحكم، إنها مجرد دنيا، لم تَزِنْ حتى جناح البعوضة، فعلام الاحتراب؟! والقضية يسيرة ببعض التديُّن والتعقل والتفهم! أقول للزوج: قال ربك: ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 228]؛ قال المفسرون: يزيد درجةً في العلم والحلم، قال شيخ المفسرين (الطبري): وأولى الأقوال بتأويل الآية ما قاله ابن عباس، وهو أن (الدرجة) هي الصفح من الرجل لامرأته عن بعض الواجب عليها، وإغضاؤه لها عنه، وأداء كل الواجب لها عليه؛ وذلك أن الله تعالى قال: ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 228]، عقب قوله:﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228]، ثم ندب الرجال إلى الأخذ عليهنَّ بالفضل، إذا تركْن بعض ما أوجب الله لهم عليهن. فيا أخي الزوج، تفهَّم طبيعة المرأة، وقبل أن تَجني وتحصد ازرع خيرًا؛ فإن تعذَّر الحصاد - وما أظنُّ - فقد أسأت الاختيار، ولكل داء دواء، فابحث عن الدواء، واصبر حتى الشفاء، فإن تعذَّرَ العلاج فقد يجعل الله في المكروه خيرًا، فإن تعسَّر المعروف في العشرة فاطلبه في الفُرقة. وأقول للزوجة: ادرسي الخلل، وأصلحي، واطلبي العون من الله، واعلمي أختاه أنه ليس ثمَّة كمال، ولكن اسعوا إليه، وإياكِ إياكِ أن تطالبي بما لك وتَغفلي عما عليكِ؛ ((فأدُّوا الحق الذي عليكم، وسلوا الله الذي لكم))، فالواجب إن ضيِّع فإنه أسُّ البلاء وأصل الشجار. وأقول لهما (للزوجين): إذا عزَّ أخوك فَهُنْ. وأقول: ♦ لينوا في أيدي إخوانكم. ♦ اللهَ اللهَ في أغلظ المواثيق، وتذكَّرا يوم العرض على الإله، يومها الحقوق لا تضيع، والسؤال يكون عن الحقير قبل الكبير! ♦ وأقول: اتقيا الله في الأمانة؛ وإن أولادكما أمانة، فلا تضيعوا الأمانة وأعلنوها هدنةً إلى أن يتمَّ وقف الحرب الأهلية!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |