|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تبلد عاطفي بسبب مراهقة شاذة أ. سحر عبدالقادر اللبان السؤال بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكركم شكرًا جزيلًا على شبكة الألوكة الرائعة، وجزاكم الله خيرًا. أنا طالبةٌ جامعية، أقرأ كثيرًا في علم النفس والعلوم الاجتماعية، وحياتي في تحسُّنٍ مستمرٍّ ونجاحٍ - بفضل الله تعالى. عشتُ طفولتي هادئةً، وكانتْ حياتي في الدراسة، وكنتُ الأُولَى دومًا، أما فترة المراهقة فقد كنتُ أحب لفت الأنظار لي، وتعرَّضتُ في هذه المرحلة للحبِّ الشاذِّ مع صديقتي، ثم تطورتْ علاقتنا مِن الصداقة إلى الكلام الغرامي، ثم اللمسات، ثم القبلات، ثم الشهوة القوية جدًّا.. لم أكن أعلم أن هذا حرام، ولم أكن أشعر بالحرمة! عندما قربتُ مِن العشرين حاولتُ الاهتمام بالدراسة، وكنتُ خائفةً جدًّا مِن أن أفشلَ، أُصِبْتُ بالوساوس والخوف وكانتْ مُسَيْطِرةً عليَّ، لكن الحمدُ لله حاولتُ قطعَها وسَحْقَها مِن خلال القراءة. كذلك كنتُ أُشاهد الأفلامَ الإباحيَّة، لكن - الحمد لله - تخلَّصتُ منها تمامًا، والْتجأت إلى الله، واستعنتُ بالعلاج النفسيِّ والقراءة، وشفيتُ منها. تعرَّفتُ إلى شابٍّ أُعْجِب بي، وأعجبتُ به، وأحببتُ أن يتقدَّمَ لي، تعرَّفتُ عليه لمدة شهرين بالحدود التي أراها مناسبةً، لكن لم يتمَّ الأمر لأنَّ أهلَه لم يُوافِقوا! فتركتُ الأمر ولم أهتم به. كنتُ في هذه الأثناء أُصاحب مجموعةً من الفتيات، لكن سُمعتهنَّ كانتْ سيئةً، ثم وجدتُ نفسي أخسر سُمعتي وعقلي بسماع تفاهاتهنَّ، فتركتُ صحبتهنَّ، ثم صاحبتُ فتاة ذات أخلاقٍ وأدبٍ، وتحسَّن حالي معها ودراستي، وأصبح لديَّ طُمُوحٌ كبيرٌ أن أكونَ مُبرمجة كمبيوتر في المستقبل. تقدَّم لي شابُّ ذو خُلُقٍ ودين، وهو يحبني جدًّا، لكني أعيش مُتبلِّدة مِن غير مشاعر مع هذا الشابِّ، ولا أعلم السبب! أعيشُ حاليًّا في حالة وساوس مِن الشذوذ، وأحاول أنْ أتخلَّصَ منها! كذلك تأتيني خواطرُ أني مُنافِقة، فأنا أحبُّه، وأتكلَّم معه، وعندما أُصلي أشعر بالنفاق، أريد أن أكون راضيةً عن نفسي! أخبروني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب أختي الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعدُ: فأهلًا ومرحبًا بك في قسم الاستشارات. أختي، اسمحي لي أن أُهنئك أولًا على شجاعتك في طرْح مشكلتك، هذه المشكلة التي تُعاني منها البعض مِن فتياتنا نتيجة الانفتاح والإنترنت والفضائيات، ويخجلْنَ مِن طَرْحها على المختصين لحلِّها. ثانيًا: على تصميمك على العمل الجادِّ للتخلُّص مما تعانين منه. وقبل أن أبدأَ في مُعالَجة هذه المشكلة، أتوجَّه إلى مَن بِيَدِهم مُعالجة هذه المشاكل قبل حدوثها "الأهل - والمدرسة" باللوم الشديد لتقصيرهم في تقويم هذا الأمر، ووجوب أَخْذ الحذَر والحيطة الكافية منه، والعمل الجاد على عدم حدوثه وتفشِّي هذه الظاهرة بين المراهقات، وذلك بالتوعية الكاملة مِن الأهل والمربيات الفاضلات في المدارس المخصصة للإناث، وتبدأ هذه التوعيةُ من سِنِّ البلوغ للأنثى، وتوعيتها بعدم اختلاطها المنفرد مع زميلاتها، وخصوصًا مع مَن هُنَّ أكبر منها سنًّا مِن الإناث. أختي الحبيبة، آسَفُ كثيرًا لما عانيتِه، وما أنت عليه الآن مِن تبلُّدٍ عاطفيٍّ وخوفٍ مِن الآخرين إنما هو نتيجةٌ حتميَّة لكلِّ ما مرَّ بك في مراهقتك. لن أبدأَ بإلقاء اللوم عليك، ولكن نصيحة لمن تُعاني مما عانيتِه أن تُعْلِمَ الأم أو قريبةً تثق فيها؛ لتساعدَها على التخلُّص مما هي فيه، فاللهُ - سبحانه وتعالى - خَلَقَنا على الفطرة، وما يُخالف الفطرةَ حرامٌ؛ كالشذوذ الجنسي إن كان بين الإناث، أو بين الذكور، وقوم لوط كلُّنا نعلم ماذا حلَّ بهم مِن العذاب؛ لابتعادهم عن فطرة الله تعالى، وإتيانهم كبيرة تَفُوقُ كبيرة الزنا - والله أعلم. ويُعَدُّ السُّحاقُ في الإسلام كبيرةً من الكبائر. أختي الكريمة، احمدي الله تعالى أن نجَّاك مما كنتِ مُنغمسة فيه، واعملي على التخلُّص نهائيًّا مِن تبعاتِه، وذلك بالالتجاء إلى الله تعالى، وبملْءِ وقتك بكلِّ ما يفيد؛ حتى لا يعودَ هناك وقتٌ لمجرد التفكير في هذا الأمر. كما أنصحكِ حبيبتي بالإسراع في الزواج مِن خطيبك، فزواجُك منه حِصْنٌ لك مِن الماضي، فأقبلي عليه وكُلُّك أملٌ بمستقبل جديد نظيف، أساسُه الخوفُ مِن الله تعالى، والرغبة في بناء بيت إسلاميٍّ على أسسٍ صحيحةٍ. وأخيرًا حبيبتي، أنصحكِ بقيام الليل، وسؤال الله تعالى فيه أن يحفَظك ويحميك، ويُكَلِّل حياتك بالتوفيق، وإن شعرتِ بأنك ما زلتِ بحاجة إلى مساعدةٍ فعليك فورًا بطرق باب الطبيب النفسي. والله الموفِّق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |