نظرات الناس أفقدتني الثقة بنفسي

[ابوالوليد المسلم]

نظرات الناس أفقدتني الثقة بنفسي
أ. عزيزة الدويرج





السؤال



♦ ملخص السؤال:

شابٌّ عمره 17 عامًا، يشعُر أنَّ الناسَ ينظرون إليه إذا دَخَلَ مكانًا فيه تجمُّعٌ كبيرٌ، مما أفقده الثقة بنفسه.



♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ عمري 17 عامًا، أعاني مِن مشكلةٍ نفسيةٍ وهي: الشُّعور بأنَّ الناسَ تتحدث عني وتنظُر إليَّ! أعاني مِن السمنة، والحمدُ لله أنا جميل الخلقة والمظهر.



عندما أدخل مكانًا فيه جمع من الناس أجدهم ينظرون إليَّ، ولا أعلم لماذا؟



كثيرًا ما أتحدَّث مع نفسي، وتطوَّرَتْ معي الحالة لتصبحَ أفعالًا وأعمالًا، فأقف أمام المرآةِ وأتحدَّث وأتفاعَل مع نفسي.



فأرجو أن تُرشدوني بنصائحكم لهذه الحالة، بارك الله فيكم


الجواب



مرحبًا بك أخي الكريم في شبكة الألوكة، ونتمنَّى أن نكونَ عند حُسْنِ ظنك بنا، وأن نكون خيرَ معينٍ لك بعد الله في تجاوز ما تمرُّ به.



في البداية أخي الكريم اللهُ سبحانه وتعالى وزَّع الجمال كما وزَّع الأرزاق على البشر؛ فجعَلَنا على اختلاف في أشكالنا وألواننا وهيئاتنا، ولكن جعل التشابهَ في أصل الخِلقة واحداً؛ لحكمةٍ هو سبحانه قضاها لنا وهو يعلمُها؛ لذلك نحن لا نملكُ خيارَ أن نكون بهذا الشكل أو لا نكون، كلُّ ما علينا أن نرضى بالشكلِ الذي اختاره اللهُ سبحانه وتعالى لنا، والتسليم بأنه أجملُ اختيار، وأنت تملك الكثيرَ من المقوِّمات التي تجعلك أكثر ثقة بنفسك، وأعلى تقديرًا لذاتك؛ لذلك كلُّ ما عليك فعلُه هو شكرُ الله على شكلِك كما هو، ومحاولة تحسينِ الباطن؛ ليُوافقَ الظاهر، ومن الطبيعي جدًّا أن تنظر الناس إليك فطبيعةُ البشر فضوليُّون عند دخول شخص ما لمكانٍ عام، وعند تحدُّثه وعند مشيِه... إلخ.



أيضًا من المهم جدًّا التجاهُل لكل من هم حولَك عند دخولك مكانًا عامًّا، والمشي بكل ثقة، وعدم الالتفات لنظراتِهم، والاعتقاد أنك لستَ الوحيد الذي تنظر إليه الناسُ، بل كلٌّ ينظر للآخر، وكلٌّ منا يتميَّز بشيء لافت للنظر، يدعو الجميع للنظر إليه.



عليك حضور العديد من الدورات التي تهتمُّ بتطوير الذات والثقة بالنفس؛ فهي مهمة جدًّا لك، كذلك عليك أن تُعدِّد مِن المسؤوليات التي تقوم بها واختلافها، ومحاولة التقليل من وقت الفراغ قدرَ الإمكان، وكذلك عليك بممارسة الهوايات والأنشطة التي تفضِّلها؛ فهي عاملٌ مهمٌّ ومساعدٌ للاتِّزان النفسي.




وأشيرُ إلى نقطةٍ مهمة وهي: التغيُّرات الفسيولوجيَّة التي تمر بها في هذا العمر لها دور كبير في هذا الشعور، وبما أن لديك قدرةً كبيرة على إخفاء التوتُّر فإنك قادر - وبجدارة - على تجاوُز هذا الشعور، ولكن المسألةَ تحتاجُ إلى قليل مِن الوقت، ثم تختفي بإذن الله.



وختامًا تمنياتي لك بمستقبلٍ مشرقٍ، وحياةٍ جميلةٍ