دراجة يتيم (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 842 - عددالزوار : 118405 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40083 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366678 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2021, 04:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,218
الدولة : Egypt
افتراضي دراجة يتيم (قصة)

دراجة يتيم (قصة)
أم وفاء خناثة قوادري



حلَّ الربيع؛ فانبجست أساريرُه عن ابتسامة وارفة الظِّلال، رسَمها بريقُ أمل مشع، يلمع من بعيد، يُرفرِفُ على جناحي طائر النورس الوردي، يُحلِّق في أجواء البراءة والطهر.



اختلست النظر في وجهه وقد تعلَّقت عيناه بدرَّاجة ابنتها الصُّغرى، تملكتْها رغبة جامحة في احتضانه، اصطفقت الضلوع شوقًا للارتواء من براءته، وعلى شفتَيْها سرى همسُ تقبيله.



مدَّت يديها، فمسحت بهما على رأسه الملائكي الصغير، حسنات بعدد الشعرات! ما أجلَّ، وما أبرَّ!



سألته بحنان وارفٍ: ألديك درَّاجة؟

خرج من صمته وسكونه، أورقت أغصانُه الذابلة، رفرف الحلم من جديد:

أَجَلْ، عندي واحدة، هي في بيت جارِنا، خبَّأتْها أمي عنده، لكنه هجَر البيت منذ مدة، وما عاد إليه، ما عاد!



أرسل قلبُه الصغير زفراتِ الألم والتنهُّد، وأردف قائلًا:

لقد ترك الباب الحديدي[1] مغلقًا، أما الباب الخشبي فمفتوح.

هي درَّاجة صغيرة، خصَّته بها إحدى الجمعيَّات الخيرية لكفالة اليتيم، رأى فيها كلَّ أحلامه.



ظل يتدرب على سياقتها جذلانَ فَرِحًا، لكن سرعان ما سافر الحلم عبر أجواء الخيبة والكآبة، التي طالما لفَّت حياته منذ وفاة أبيه!



ففي بيتٍ لا يتَّسِعُ لأكثرَ من ضروريات الحياة، لا حيز لركن الدراجة، سارعت الأم إذًا إلى وضعها في بيت الجار، مع وعدٍ لابنها بإحضارها متى أراد.



بقيت كلماته ترن في أذنيها، ورجع صداها يتردد في الأعماق: أما الباب الخشبي فمفتوح!



يا لمرارةِ ما تجرَّعه هذا اليتيم الصغير، وهو يرى الفرحةَ التي طالما انتظرها تختلس منه وبلا مبالاة ممن لم يُقدِّر لمشاعر الصغار قدرها!



وبلهفة ينتظر إشراقةَ الصباح، يقف خلفَ الباب الحديدي، يرمق من شبَّاكه درَّاجته المحتجزة!



آهٍ لو أنه يقدر على اختراق الباب، أو حتى اقتلاعه، أو ربما النفوذ مع القطط عبر فتحاته؛ ليلثم حلمَه، ويعانق درَّاجته!



يظل طَوال النهار يتردَّد على الباب، ولا تبعدُه عنه إلا ساعات الليل التي باتت طِوالًا تملؤها أحلام استرداد الفرحة المستلبة!



يغبط القططَ، يلومها، يعاتبها، وها هو ذا يسامحُها، وهو يرى إحداها تقفز إلى أعلى؛ فتتعلَّق بالباب محاولةً فتحه!



يا ألله! لقد تمكَّنت من فتحه بالفعل! دخل البيت مسرعًا لا يلوي على شيء، امتطَى درَّاجته، وخرج بها إلى الفناء، يَلفُّ حوله ويدور، وقهقهاته البريئة تملأ المكان...



أحسَّ بيد حانية تربت على كتفه:

مصطفى، استيقِظْ يا بني، حان وقت ذَهابك إلى المقرأة.



خرج يُغالِبُ النُّعاس، ويفرك عينيه، اصطدم بسيارة متوقفة جنب الباب، شَخَص ببصره، مَن عساه يكون يا تُرى ذاك الذي يطل من النافذة مبتسمًا؟



تهلل وجهه، قفز قلبُه فرحًا، صرخ بأعلى صوته:

وأخيرًا عدتَ جاري العزيزَ!





[1] تعود الناس عندنا استعمال باب خارجي من حديد، هو في الغالب عبارة عن شباك؛ وذلك زيادة في الأمان.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.98 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]