|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مناجاة النبي المهاجر والأمة الهاجرة (شعر) د. عبدالحكيم الأنيس يحاول القلب المسلم أن يطوي الزمان ليكون حاضراً عند اللحظة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله معنا). هذه الكلمة التي اهتز لها الوجود، وتنزلت رحمات ربانية، وحدثت تحولات كونية عبّر عنها الحق سبحانه وتعالى بقوله: ï´؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى ï´¾، هذه التَّنزلات الربانية، والتحولات الكونية كانت كلُّها إثر تلك الكلمة الخالدة : ï´؟ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ï´¾. يحاول القلب المسلم وأحاول أن أستشرف تلك اللحظة الخاشعة، وأن أعيش دقائق مع النبي المهاجر صلى الله عليه وسلم، وأن أعيش بعد ذلك دقائق أخرى مع الأمة الهاجرة[1]. يا ساريَ الصحراءِ يلهجُ بالهُدى ![]() عذْباً نميراً يَغسِلُ الصحراءَ ![]() يمضي يشقُّ الليلَ في وثباتِهِ ![]() ويغالِبُ الأهوالَ والأهواءَ ![]() أنَّى مشى فالخيرُ طوعُ يمينهِ ![]() بذْراً وزرْعاً يملأُ الأنحاءَ ![]() وغداً – وإنْ كَرِهَ الجُناةُ – ستغتدي ![]() هذي الصحارى جنَّةً خضراءَ ![]() قدماهُ قد سارتْ هنا، وفؤادُهُ ![]() زَرَعَ الطريقَ هدايةً ونماءَ ![]() فارجعْ "سُراقةُ" كُفَّ عنهُ فإنَّه ![]() بالله محفوظٌ، وكُفَّ عِداءَ ![]() أَتريدُ قتلَ (محمّدٍ) وهو الذي ![]() قد قامَ يبني فيكمُ العلياءَ؟ ![]() واجهلنا ! يرجو النجاةَ لنا ولا ![]() ننفكُّ في أوحالِنا أُسَراءَ ![]() فارجعْ "سُراقةُ" عن أذاكَ، ونمْ على ![]() أملِ السِّوارِ، وخذِّلِ الأعداءَ ![]() • • • ![]() ![]() يا سيدي في يوم هجرتكَ التي ![]() كانتْ لربِّكَ طاعةً ورضاءَ ![]() دعني أناجي منك قلباً عامراً ![]() رحْباً، وأُفشي لوعتي إفشاءَ ![]() يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() هاجرْتَ مِنْ وطنٍ حبيبٍ مُزْمِعاً ![]() وتركتَ فيهِ الأهلَ والأحْبَاءَ [2] ![]() ومضيتَ للرحمنِ تُعلي أَمْرَهُ ![]() حقًّا، وتُنشِئُ دولةً إنشاءَ ![]() وتدكُّ أوكارَ التّخلُّفِ، بانياً ![]() نُظُماً تُطاوِلُ في السموِّ سماءَ ![]() حرَّرتَ مِنْ أسرِ الجهالةِ أمةً ![]() وبعثتَ مِنْ قيدِ الهوى جهلاءَ ![]() ورفعتَ عن عينِ العقولِ غطاءَها ![]() وأزلتَ عن رُوحِ النفوس غشاءَ ![]() وكشفتَ أسرارَ الوجودِ، وطالما ![]() عانى الوجودُ من الخفاءِ خفاءَ ![]() العالَمُ المنكوبُ كان مُحَطَّماً ![]() لا يَستطيعُ من الحُطامِ بناءَ ![]() فأعدتَ بَسْمتَه، وقمتَ بشأنهِ، ![]() وبنيتَهُ، وملأتَهُ أضواءَ ![]() واسيتَهُ، ورفعتَ عنه قيوده، ![]() فعدا، وجازَ حدودَهُ، وأساءَ ! ![]() هاجرتَ تُرجِعُ للحياة بهاءَها ![]() ونقاءَها، وتحطِّمُ البغضاءَ ![]() لكنما البغضاءُ عادتْ مرةً ![]() أخرى تُذيق شعوبَها البأساءَ! ![]() هاجرتَ ترفعُ للحقيقةِ مَعْلَماً ![]() وتزلزلُ الإغواءَ والإغراءَ ![]() يتبع
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() لكنما الغربُ الجَحودُ مصمِّمٌ ![]() أنْ يملأ الدنيا أذىً ووباءَ! ![]() شيَّدتَ ما بَهَرَ العقولَ بهمّةٍ ![]() نبويةٍ لا تعرفُ الإعياءَ ![]() ديناً قويماً كالصباحِ نضارةً ![]() وحضارةً قدسيةً معطاءَ ![]() يا أهل مكةَ هل رأيْتُم مثلَه ![]() قلباً كبيراً يمسحُ الأخطاءَ؟ ![]() ما كان أحسنَ لو تبعتمْ هديَهُ ![]() وملأتُمُ تلك الشعابَ ضياءَ ![]() لكنَّما الرحمنُ شاءَ ل "طيبةٍ" ![]() شرَفَ الجوارِ، وحبَّذا ما شاءَ ![]() وعَلَتْ هناكَ منازلُ الإسلام وانْ ![]() تصبتْ وغطّتْ يثرباً وقُباءَ ![]() وجَرَتْ ينابيعُ الهداية ثرةً ![]() تَسقي العطاشَ وتنثرُ الآلاءَ ![]() يا أهلَ مكةَ أيُّ خيرٍ فاتكم ![]() لو كنتُمُ العقلاءَ والحكماءَ! ![]() شاءَ النبيُّ لكم بناةً قادةً ![]() فينا وشئتمْ أنتمُ (الطلقاءَ) ![]() واليومَ يا أهل البسيطة هَلْ لكم ![]() أن تسلكوا دَرْبَ النبيِّ سواءَ؟ ![]() هل تتْبعون دروبَ "طيبةَ" يا تُرى ![]() أو تتبعون – بنهجها – "البطحاءَ"؟ ![]() • • • ![]() [1] قيلت سنة 1427هـ. [2] الأحباء – بالتخفيف -: الجلساء والخاصة. يتبع
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]() هيا نهاجر خلفَهُ وننابذ ال ![]() دُّنيا ونهجر جفوةً وجفاءَ ![]() هيا لنفتحَ للجمالِ عيونَنا ![]() ونصحِّحَ المرآةَ والآراءَ ![]() هيا فإنَّ حياتنا مِنْ دونهِ ![]() أمستْ حياةً مُرَّة شنعاءَ ![]() أوَ ما اكتفينا ذلةً ومذلةً ![]() أوَ ما شبعنا شقوةً وشقاءَ؟! ![]() هيا لنهجرَ زلة زلَّتْ بنا ![]() هيا لنجفوْ الفُحشَ والفَحشاءَ ![]() هيا نجدِّد توبةً نمحو بها ![]() ضرَّاءَ قد أزرَتْ بنا إزراءَ ![]() هيا إلى الإسلام فهو ملاذُنا ![]() وبه ستصبحُ أرضنُا غنَّاءَ ![]() هو عصمةٌ للخائفين، وواحةٌ، ![]() للمُتعبين إذا شكوا ضرَّاءَ ![]() هو مَنْ سيَطردُ بالضياءِ ظلامَنا ![]() هو مَنْ سيمحو البأسَ والبأساءَ ![]() هو دربُنا للمجد بعدَ تراجعٍ ![]() هو مَنْ يُعيدُ ضعافَنا رُؤساءَ ![]() وجهُ الحياةِ بغيره متربدٌ ![]() يشكو الظلامَ وتشتكي الظلماءَ ![]() أترى نرى وجهَ الحياة مجدداً ![]() ما إنْ يخافُ عداوةً وعِداءَ؟ يتبع
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() أترى يعودُ إلى الحياة جمالُها ![]() ونرى السلامَ يعانِق الأرجاءَ؟ ![]() أترى يعودُ إلى الوجود نظامُه ![]() ويعودُ أشتاتُ الورى رُفقاءَ؟ ![]() ما هذه الدنيا؟ علامَ تَظلُّ في ال ![]() شحناءِ تَسكبُ كالبحارِ دماءَ؟ ![]() "قابيلُ" كُفَّ لقدْ بلغتَ بنا المدى ![]() وملأتَ قلبَ حياتِنا إيذاءَ ![]() "قابيلُ" لا تقتلْ أخاكَ فإنّه ![]() سيكونُ يوماً نصرةً وعطاءَ ![]() "قابيلُ" إنْ تحسدْ أخاكَ فإنّما ![]() عارضتَ مِنْ ربِّ الورى نَعماءَ ![]() الكونُ رحبٌ لا يضيقُ بنا فهلْ ![]() يُؤذيكَ أنْ تلقى به شُركاءَ؟! ![]() دعْ عنكَ هذا واجْلُ قلبَكَ بالهُدى ![]() واملأ كيانَكَ بسمةً وبهاءَ ![]() وغداً سترحلُ لستَ تحملُ ذرَّةً ![]() هل يَصحبُ الموتى لهم أشياءَ؟ ![]() اُمددْ يديك إلى الجميع مسلِّماً ![]() وامنحْ أخاكَ محبةً وهناءَ ![]() وهناكَ فانظرْ كمْ ستسعدُ إنّ مَنْ ![]() يهبُ السعادة يسبقُ السُّعداءَ ![]() • • • ![]() في هجرة الهادي الشفيع معابرٌ ![]() للمجد تدعو العقلَ والعقلاءَ ![]() يتبع
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() تدعو القلوبَ إلى معارج سعدها ![]() وتحاورُ الأرواحَ والأعضاءَ ![]() عامٌ مضى ما كان أقسى وقعَه! ![]() كنَّا به الشُّذاذَ والغرباءَ ![]() عامٌ مضى مِنْ عمرنا لكنَّنا ![]() زدنا به رغْمَ الغُثاءِ غُثاءَ ![]() أترى سنحمدُ بعد ذلك عامَنا ![]() ونرى به للمسلمين علاءَ؟ ![]() وترى سنقطفُ ما نشاء من المنى ![]() ونرى لنا صفواً به وصفاءَ؟ ![]() يا هجرةَ الهادي أعيدي عزمَنا ![]() ألقاً وزيدي في الشُّعور مَضاءَ ![]() لتكون ذكراكِ الجميلةُ فيصلاً ![]() ويكون ذكرُكِ مشعلاً وضَّاءَ ![]() [1] قيلت سنة 1427هـ. [2] الأحباء – بالتخفيف -: الجلساء والخاصة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |