التوحيد في سورة التغابن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127151 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-03-2021, 10:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي التوحيد في سورة التغابن

التوحيد في سورة التغابن













د. أمين الدميري




قيل: مدنية، وقيل: مكية، وقيل: مكية مدنية.







جاء في مادة "غبن": الغبن: أن تبخس صاحبك في معاملة بينك وبينه بضرب من الخفاء، ويقال: غبنه في البيع غبنًا: نقصه، وغبَن الشيء: أخفاه، وغبن رأيه غبنًا: ضعف.







وغبنت كذا غبنًا: إذا غفلت عنه، ويوم التغابن: يوم القيامة، لظهور الغبن في المبايعة المشار إليها في قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾ [آل عمران: 77]، وسئل بعضهم عن يوم التغابن؟ فقال: تبدو الأشياء لهم بخلاف مقاديرهم في الدنيا؛ (انظر مفردات ألفاظ القرآن الكريم).







وفي الكشاف للزمخشري: "التغابن" مستعار من تغابن القوم في التجارة، وهو أن يغبن بعضهم بعضًا لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كانوا ينزلونها لو كانوا سعداءَ، ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كانوا ينزلونها لو كانوا أشقياءَ، وفيه تهكُّم بالأشقياء؛ لأن نزولهم ليس بغبن.







أردت أن أبيِّن معنى "يوم التغابن"؛ لأن لكثرة اختلاف المفسرين في بيان معناه؛ مثل ما ذكره ابن كثير: (هو اسم من أسماء يوم القيامة، وذلك أن أهل الجنة يغبنون أهل النار)، وكذا قاله قتادة ومجاهد، وقال مقاتل: لا غبن أعظم من أن يدخل هؤلاء الجنة، ويذهب أولئك إلى النار)، وما قاله ابن كثير قاله غيره، وهو يعني أن هذا ليس بعدل وهذا بخس، وهو قول بعيد من قوله تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]، وأمثالها من آيات، وأن الله تعالى يدخل أهل النار النارَ بعدله، ويدخل أهل الجنة الجنةَ برحمته.







وقد علَّق الزمخشري على أقوال المفسرين المذكورة بأن ذلك على سبيل التهكم، وذكره لآية آل عمران وأمثالها يعني أنهم هم الذين غبنوا أنفسهم بارتكابهم المعاصي التي أردتهم، وأكبتهم في النار، وورث أصحاب الجنة أماكنهم فيها (في الجنة)، كما ورثوا هم أماكن أصحاب الجنة في النار التي لم يدخلوها.







وبدأت الصورة بالتسبيح لكن صيغة المضارع؛ ذلك أن أول سورة بدأت بالتسبيح - حسب ترتيب المصحف - هي سورة الإسراء (سبحان) بصيغة المصدر، ثم بصيغة الماضي في سور الحديد والحشر والصف، ثم بصيغة المضارع في سورة الجمعة والتغابن، ثم بصيغة الأمر (سبح) في سورة الأعلى، وهذا دال على المستقبل، فبدأ بالمصدر، ثم بأسبق الأفعال وهو الماضي، ثم بالحاضر وهو المضارع، ثم بالأمر، فكان ترتيب المصحف متفق مع ترتيب زمان الأفعال، فتأمَّل.







والسورة مدرسة في التوحيد، ففيها بيان خصائص الربوبية، فهو سبحانه خالق الناس، وخلق فيهم الكفر والإيمان، وخلق منهم الكافر والمؤمن، وقدر ذلك قدرًا وقضاءً أزليًّا كونيًّا قدريًّا، أما القضاء الشرعي فهو أنه أمرهم بالإيمان ونهاهم عن الكفر.







وهو الذي صوَّرهم في أحسن صورة منتصبي القامة، فالرب الخالق المصور هو الإله المألوه: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التغابن: 13].







وأخبرت السورة عن المكذبين السابقين للرسل، فقد ذاقوا وبال أمرهم وسوء صَنيعهم مع أنبيائهم، وزعمهم أنه لا بعث ولا نشور.







وتحدثت عن القدر والإيمان به: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11]، فالمصائب مقدرة، وقد تكون بذنب أو معصية، وقد تكون اختبارًا للإيمان وصبر الإنسان، وقد تكون رفعًا للدرجات، فالإيمان بالقدر من ثمرات الإيمان ومن أركانه، ومما يبعث على الرضا وسكينة القلب واطمئنان النفس؛ لأنه لن يكون إلا القدر المقدور الذي لا مفر منه.







وتحذِّر السورة من فتنة المال والولد؛ لأن المصائب والفتن قد تكون في المال والولد كما تكون في النفس، والمطلوب: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16]، ﴿ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ ﴾ [التغابن: 16]، ﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [التغابن: 16]، ثم تختم السورة بهذه البشرى: ﴿ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 17].







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.02 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]