|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() دور الأم في إعانة الأبناء على البر.. بر الوالدين بين قل ولا تقل أم الفضل حين يُقدر الله على البعض منا وفاة أحد الوالدين أو كلاهما، ويداهمه الإحساس بالندم والآسى على ما كان من تفريط، ويتمنى لو أنهما كانا قد بلغا عنده الكبر فيكرمهما. وإذا تلفت حوله فوجد البعض قد ضل الطريق إلى الجنة بإساءة تعامله مع والديه، وتغافله عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: {رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه، من أدرك أحد أبويه ولم يدخل الجنة}. وصدق الله العظيم إذ أوصى بالاحسان إليهما في أكثر من موضع من القرءان الكريم، وربط ذلك بالتوحيد الخالص، قال تعالى {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}. وجميعنا يدرك ذلك الأمر، ومن العجيب أننا ونحن أبناء نمر وكأن الأمر لا يعنينا فنحن الأبرار بوالدينا، ونحن أبعد ما نكون عن العقوق، ثم إذا أصبحنا نحن الوالدين، فإذ بالصرخات تعلو: لماذا لا يبرنا أبناؤنا؟ ولماذا هذه المعاملة الجافة التي تكاد تدمي القلوب؟. وهنا لابد من تسليط الضوء على بعض النقاط: ـ إذا كان سير العلاقة بين الأبناء والوالدين على غير ما أمر به الشرع وأوجبه؛ فبلا شك لن تكون النتائج مرضية، ويصبح الكل معرضًا للوقوع تحت طائلة الحساب والعذاب. ـ إن الادراك الحقيقي لكون البر بالوالدين هو طريق دخول الجنة، وكذلك اليقين بأن العقوق عواقبه وخيمة في الدنيا قبل الآخرة، يجعل المؤمن فطنًا إلى ما يتحتم عليه من القول والفعل، ويقظا إلى حدود ما يجب عليه أن يتجنبه ـ حرص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على الهداية إلى طريق البر بالوالدين إذ أوضح لنا أن أولى خطوات هذا الطريق أن تكون معايير اختيار شريك الحياة الزوجية هي الخلق الحسن والدين القويم والقبول، فذلك أحرى وأدعى أن يبر كل من الزوجين والديه، وأيضا يعين على تنشئة الأبناء على المفاهيم السليمة في معاملة الأباء والأمهات، بل إن حسن اختيار الأسماء للأبناء مدعاة لبذر المودة والإمتنان للوالدين والشعور بالارتياح النفسي. دور الأم في إعانة الأبناء على البر ـ ولتفعيل بعض تلك النقاط لا بد من تخصيص الحديث لكِ أيتها الزوجة المسلمة فأنتِ الحاضنة الأولى لذك النشئ والمعلمة بمسالك البر، فهل أنت ِحريصة على بر والديك؟ وهل تنبثق معاملتك وتنطلق من تقوى الله ومراقبته؟ ثم هل أنت حريصة على تربية أبناءك على تجنب مزالق ومسارات العقوق؟ ـ هل تدركين ما يسعد قلب والديك؟ هل تسائلتي حين يفيض قلبك بمحبة أبنائك وتتلهفين على رسم البسمة على شفاهم وتبذلين كل ما بوسعك لتعلو ضحكاتهم، أن هذا ما أفنى الوالدين أيام العمر والأموال والصحة والجهد، وما زال ذلك ما يصبون إليه. ـ هل تعلمين أن أي الم أو حزن أوقلق تمرين به هو ما يزلزل كيانهما، ويقض مضجعهما؟ هل أنت على يقين أنهم يدركان ما يعتريكِ مهما حاولتِ الإخفاء وتصنعتِ الإبتسام، فيلهث قلبهما ولسانهما لكِ بالدعاء وكشف االغم، وتفريج الكرب؟ ـ هل يغضبك توجيه أي ملاحظة من أحدهما وتسارعين بالمواجهة بالقول الغليظ، والعبوس والتجهم، وتتمادين في السخرية من آرائهما؟ أم أنتِ ممن يغدق عليهما بالقول الكريم والشكر لهما على ما يقدمان لكِ، وتحرصين على إطراب سمعهما وقلوبهما بالدعاء لهما لإحسانهما في تربيتكِ {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}. ـ هل تمر عليكِ الساعات وربما الأيام ولم تبدأيهما ولو بمجرد اتصال هاتفي متذرعة بالمشاغل والمسؤليات؟ أم تقتطعين من وقتك ولو لحظات قليلة تهتمين فيها بالانصات لهما وتفقد أحوالهما، واغاثة لهفتهما للاطمئنان عليكِ وعلى الاحفاد، وإشعارهما أنهما ما زالا يمثلان لكِ مرفأ الأمان ونبع الدفء والحنان؟ ـ هل كنتِ ممن منَّ الله عليهم ببلوغ أحدهما أو كليهما الكبر، بحيث يرى الله منكِ كيف تخفضين لهما جوارحك رحمة وشفقة لوهنهما وشيبتهما؟ أم تكونين ممن يستعجل العقوبة فتلقي بهما بعيدا في نزل الحرمان والإهمال ينتظران نهاية تلك الحياة؟ ـ هل استغرقتكِ المعاصي والبعد عن رضا الرحمن؟ أم شغلتك الطاعة وإخلاص النية في العبادات، وتحرصين على أن تكوني من عباد الله الصاحين البارين بوالديهم؟ فيُقبل منكِ الدعاء فتنفرج عنك صخرة الأزمات، وعندما يغادران تلك الدار تكونين لهما نعم الولد الصالح الذي لا ينقطع عمله لهما، اللهم ارحمنا وارحم والدينا ووالد والدين وألحقنا بالصالحين في دار النعيم. ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |