الاحتناك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127138 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-03-2021, 09:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي الاحتناك

الاحتِناك






د. جمال يوسف الهميلي




موقف واحد ذُكر في القرآن في أربعة مواضع، فيه الإجابة على سؤال حيوي ومصيري لكل إنسان، إنه موقف حوار رب العالمين مع إبليس اللعين؛ لنقرأ معًا:



1) ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 16، 17].







2) ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر: 39، 40].







3) ﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 62].







4) ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [ص: 82، 83].







والسؤال هنا: كيف عرف إبليس أن سيستطيع إغواء أكثر الناس؟ بل أقسم على ذلك ﴿ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [ص: 82، 83]، وفي المقابل ربنا سبحانه لم يَقُلْ له: لا تستطيع، بل جاء التهديد له ولمن تبِعه بجهنمَ وبئس المصير.







والمتأمل لتاريخ البشرية، سيدرك هذه الحقيقة؛ وهي أن أكثر أهل الأرض - تقريبًا في كل زمان - هم أتباع الشيطان، والقلة هم أتباع الرحمن.







بل وصل به الأمر إلى تعبير مقزز عن طريقة تعامله مع البشر؛ فقد قال: ﴿ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 62]؛ أي: لأسوقنَّهم كما تُساقُ الدابة، فالعرب تقول حنك الدابة يحنكها: إذا شدَّ في حنكِها الأسفل حبلًا ليقودها، وكم هي صورة قبيحة للإنسان، وقد شُدَّ حبلٌ في عنقه ثم يُقاد منه! فمَن يرضى بتلك الصورة؟ لكنها وقعت وفعلها إبليس اللعين منذ زمن وإلى الآن وحتى في المستقبل، فكيف عرف أنه قادرٌ على ذلك؟







عند مراجعة الآيات وتدبُّرِها يتبين أنه صرَّح بذلك وجهر به؛ بِناءً على ركنين اثنين:



معرفة نفسه من حيث "التعمير"؛ فقد حصل على العمر الطويل إلى قيام الساعة: ﴿ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴾ [الحجر: 36، 37]، والثاني معرفة "قدراته"؛ فقد أقدره الله على الإغواء؛ ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي ﴾ [الحجر: 39]؛ أي: أعطيتني القدرة على الإغواء.







معرفة خصمه؛ فهو قد عَلِم أنَّ الله خلق البشر لعبادته وصلاح الأرض، وأنَّه أودع فيهم ما يُعينهم على تلك المهمة، وعلم أنه من أجل تحقيق ذلك، ركَّب فيهم الشهوات، وعرف مدخلها؛ وهو "التزيين"؛ أي: التحسين، فوظَّف ذلك لتحقيق مآربه؛ ﴿ لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ ﴾ [الحجر: 39]،وأمر ثانٍ "القعود"؛ وهو أن هذا يتطلب المواظبة والاستمرار وعدم اليأس؛ ﴿ لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ ﴾ [الأعراف: 16]، وهذا الفعل يتضمن الملازمة، والثالث هو التنوع في التزيين من كل جهة، ومن كل طريق؛ ﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ﴾ [الأعراف: 17]، وهكذا تمت الخُماسية الإبليسية: التعمير، والقدرات، والتزيين، والقُعود، والتنوع، وتم ما كان يسعى إليه إبليس، ليس بإضلال العباد فقط، بل بتحنيكهم وجعلهم كالبهائم يقودها إلى هلاكها، وهي تبتسم، وكل هذا بقدرٍ من الله، وحِكَمٍ يعلمها، ونعلم بعضها.







لكن الحلقة لم تكتمل؛ فثمة فريقٌ من البشر أدرك الحقيقة بالبصر والبصيرة، وعرف الحق بالنقل والعقل، وعمِل ما أراه رب الخلق، فتعامل مع إبليس على حقيقته، فاتخذه عدوًّا، وتلك بداية الانتصار في المعركة الدائمة.








فالخيار لك بين أن يحتنكك الشيطان، أو أن تكون عبدًا للرحمن.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.62 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]