وقفات وعبر من إسراء خير البشر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 137846 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42199 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5453 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-04-2021, 03:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي وقفات وعبر من إسراء خير البشر



وقفات وعبر من إسراء خير البشر


عصام محمد فهيم جمعة

تأتي ذكري الإسراء والمعراج وهي من أعز الذكريات في تاريخ الإسلام والمسلمين، فما أجملها من ذكري، وما أجلها من حادثة، تأتي ذكري الإسراء لتجدد فينا الأمل والثقة في نصر الله، وأن الفرج قريب فلا تفقدوا الأمل، فقد تحررت القدس بعد تسعون عاما من الاحتلال الصليبي، لذا أري من الواجب علينا أن نقف مع أحداث ذكري الإسراء والمعراج بعض الوقفات لنأخذ منها بعض الدروس والعظات والعبر.

الوقفة الأولي: بعد كل محنة منحة
فقد سبقت رحلة الإسراء والمعراج ابتلاءات جسدية ونفسية واقتصادية واجتماعية وحصار وتضيق، خاصة بعد أن مات عمه أبو طالب وزوجته خديجة، وتوالت المصائب علي رسول الله صل الله عليه وسلم، وتطاول الأذى حتي نالت قريش من رسول الله مالم تطمع به في حياة عمه أبي طالب، ثم بعد ذلك انتقال النبي بالدعوة الي مكان جديد الي الطائف فكان الصد والعنف من سادتها واهلها ثقيف حتي دميت قدميه الشريفة في سبيل الدعوة، وكان يوم الطائف من أشد الأيام التي مرت برسول الله صل الله عليه وسلم فكان اللجوء والتضرع إلي الله سبحانه، فالدعاء أعظم ما يملكه المسلم فلا يستطيع أحد أن يحول بينك وبين الدعاء، فتضرع النبي الي الله عزوجل وكان كل ما يشغله؛ «يا رب إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي» هذا ما كان يشغل بال النبي صل الله عليه وسلم، فكانت الإجابة سريعة من ربه جل وعلا، فكانت رحلة التشريف والتكريم رحلة الإسراء والمعراج وكأنه يقول لحبيبة ومصطفاه (إن كان أهل الأرض قد حاربوك وآذوك فإن رب الأرض والسموات يدعوك) في رحلة أرضية سماوية ﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾ [النجم: 8 - 10]، حتي وصل إلي سدرة المنتهي، إنها معجزة لم تحدث لنبي من قبله ولا لأحد من بعده.

الوقفة الثانية: قدرة الله سبحانه وتعالي

تأتي ذكري الإسراء والمعراج لتقول للمشككين والمعاندين هذه هي قدرة الله عزوجل التي ليس لها حد ولا لمنتهاها رد، تقول للذين يمكرون بالإسلام بالليل والنهار، ها هي قدرة الله سبحانه، أروني في تاريخ الدنيا فى طولها وعرضها منذ كان لها تاريخ معجزة كهذه جزء قليل من الليل يتسع لأحداث ضخمة وكبيرة، كيف لهذا الزمن القليل أن يستوعب هذا الدور الكبير والأحداث العظيمة.

لذلك من اللطائف أن تبدأ سورة الإسراء بقوله تعالي: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ... ﴾ [الإسراء: 1] وهو تأكيد علي قدرة الله سبحانه وتنزيهه عن كل نقص أو عجز أو ظن سوء مثل ترك المؤمنين يهانون أو دوام تسلط الظالمين، يقول ابن القيم - رحمه الله -: « فمن ظن أن الله لا ينصر رسوله ولا يتم أمره ولا يؤيده ويؤيد حزبه ويُعليهم ويٌظفرهم بأعدائه ويُظهرهم عليهم، وأنه لا ينصر دينه وكتابه فقد ظن بالله ظن السوء»[1].

لذلك فإن التسبيح هو وغيره من صور الذكر هو حصن المسلم مع كل محنة أو ضيق، يقول ابن مسعود: « ما كرب نبي من الأنبياء إلا استغاث بالتسبيح »[2].

الوقفة الثالثة: شرف العبودية
ذكر الله نبيه صلي الله عليه وسلم بوصف العبودية في الموطن وفي أشرف المواطن: في موطن الإسراء فقال جل وعلا: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ [الإسراء: 1]، وفي موطن الدعوة: ﴿ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ ﴾ [الجن: 19]، وفي موطن الجهاد: ﴿ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ ﴾ [الأنفال: 41]، وفي موطن الوحي: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ﴾ [الكهف: 1]، فأين نحن من شرف العبودية التي هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، من صلاة وصيام وتلاوة وذكر، وانفاق وصلة رحم، ودعوة وتفكر، وتوكل ورجاء، وخشية وإنابة.

منتهي الشرف أن تكون عبدًا لله، ومنتهي الذل أن تكون عبدًا لغيره، من الشهوات والشبهات، أن تكون عبدًا للدينار والدرهم، والمنصب والجاه والسلطان، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: « تعس عبد الدينار وعبد الدرهم، وعبد الخميصة إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، واذا شيك فلا انتقش»[3].

الوقفة الرابعة: شرف الليل
وكان الإسراء ليلًا للإشارة إلي أن الليل هو معراج المؤمنين إلي ربهم: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6]، فالليل هو جنة المؤمنين ومستراح العابدين، أفضل أوقات تدبر القرآن بالليل، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل، وأفضل أوقات الاستغفار بالأسحار ليلا، يقول شاعر الإسلام محمد إقبال: (كن مع من شئت في العلم والحكمة حتى يكون لك أنَه في السحر) أي تضرع وبكاء في آخر الليل.

الوقفة الخامسة: الربط في الرحلة بين المسجدين
من أهم دلالات رحلة الإسراء ذلك الربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصي للتأكيد علي أهمية المسجد الأقصي قال تعالي: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1] وأن المسجدين أمانه في أعناق المسلمين، فالأقصى كمكة لا يجوز التفريط فيه، ووجوب العمل علي نصرته والتحذير مما يحاك به من مآمرات، وأن التهديد للمسجد الأقصي هو تهديد للمسجد الحرام، والنيل من الأقصى هو توطئة للنيل من المسجد الحرام.

فكلنا أمل أن نجعل من ذكري الإسراء تذكيرًا للمسلمين، فمن شاء اتخذ إلي ربه سبيلا، وإلى الجهاد دليلا، وإلى المجد طريقًا، وإلى العمل الصالح معراجًا.

وكلنا أمل: أن تدفعنا هذه الذكريات، لاستعادة ما ضاع من عزة ومجد وكرامة، وما تمزق من شمل، وما تهدم من بنيان وما احتل من ديار ومقدسات.

فهل تتحقق الآمال وتسعدنا الأيام، فنري رجالًا أمثال عمربن الخطاب وأبي عبيدة عامر بن الجراح ونور الدين محمود وصلاح الدين ليعيدوا مجد الإسلام من جديد وما ذلك علي الله بعزيز. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء.

[1] زاد المعاد، ابن القيم، ج3، ص 205.

[2] الجواب الكافي، ابن القيم، ج1، ص 7.

[3] رواه البخاري.












__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.89 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]