حكم أخذ القروض الربوية لأجل التعليم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ألا إن سلعة الله غالية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المولد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          النهي عن التشاؤم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          التقوى خير زاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحمد لله (3) حمد الله تعالى نفسه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المؤمنون حقا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          عام دراسي أطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مواسمنا الإيمانية منهج استقامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من أسباب النصر والتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          اتق المحارم تكن أعبد الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-02-2021, 03:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,292
الدولة : Egypt
افتراضي حكم أخذ القروض الربوية لأجل التعليم

حكم أخذ القروض الربوية لأجل التعليم










د. مرضي بن مشوح العنزي




الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:



فهناك من أبناء المسلمين في البلدان التي لا توجد فيها معاملات مالية إسلامية، ويريدون إكمال التعليم الجامعي، ويريدون أخذ قروض ربوية لأجل ذلك، فهل هناك أدلة تجيز لهم ذلك، وهل يمكن الاستناد على قاعدة "الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة" لجواز هذا العمل؟







الجواب: إن حكم هذه المسألة هو التحريم، ويتبين ذلك في النقاط التالية:



أن الربا من كبائر الذنوب، والأدلة كثيرة على ذلك من القرآن والسنة.








أن الربا لا تبيحه الحاجة ولا تبيحه إلا الضرورة، قال ابن تيمية: "وقد أباح الشارع أنواعًا من الغرر للحاجة...وأما الربا فلم يبح منه"[1]. وقال: "ومفسدة الغرر أقل من الربا، فلذلك رخص فيما تدعو إليه الحاجة منه، فإن تحريمه أشد ضررًا من ضرر كونه غررًا"[2].




ما من شك أن طلب العلم فريضة، لكن ما المراد بهذا العلم، وهل لا يمكن الوصول لهذا العلم الفرض إلا بالتعليم العالي؟
إن التعليم العالي ليس من الضرورات، ولا ينطبق عليه تعريف الضرورة عند الأصوليين، ولكنه من الحاجات التي يلحق عموم الناس مشقة بتركه خصوصًا في عالم اليوم.






يستدل بعض المعاصرين على جواز أخذ القرض الربوي لأجل التعليم بقاعدة "الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة"، وهذه القاعدة لا تنطبق على مسألتنا هذه لأمرين:




أولًا: أن المراد بالحاجة الخاصة أن تعم أهل حرفة معينة، أو بلد معين[3]؛ فقد ذكر الجويني أنهم إن تعذر عليهم تحصيل الحلال، ولو اقتصروا على سد الرمق، وانتظروا انقضاء أوقات الضرورات، لانقطعوا عن مطالبهم، فحكمها حكم الحاجة العامة فهي تنزل منزلة الضرورة، فليأخذوا أقدار حاجتهم كما سبق بيانه[4].








وهذا غير منطبق في مسألتنا فهي لم تعم جميع الطلبة هناك، فهو واقع على أفراد، والفرد لا تجيز له الحاجة المحرم خصوصا إن كان مثل تحريم الربا، فقد ذكر الجويني - الذي صاغ هذه القاعدة -: "أن المرعي في حق الآحاد حقيقة الضرورة"[5].








ثانيًا: أنه يشترط لانطباقها أن تسد جميع الطرق والأبواب أمام الحلال، ولا ترتفع حاجته إلا بالحرام، ولا يوجد هناك سبيل إلا له، فقد اشترط الجويني لتنزيل الحاجة منزلة الضرورة في إباحة المحرم أن يكون الحرام أطبق الزمان وأهله، وانحسمت الطرق إلى الحلال، فقال: "إن جميع ما ذكرناه فيه إذا عمت المحرمات، وانحسمت الطرق إلى الحلال"[6]. وقد ذكر في بداية تقريره لهذه القاعدة: "أن الحرام إذا طبق الزمان وأهله، ولم يجدوا إلى طلب الحلال سبيلًا، فلهم أن يأخذوا منه قدر الحاجة، ولا تشترط الضرورة التي نرعاها في إحلال الميتة في حقوق آحاد الناس"[7].








وأما في مسألتنا فلم تنحسم طرق الحلال، ولم تغلق الأبواب، فقد وقع بيني وبين أحد الباحثين في الاقتصاد الإسلامي المقيمين في الغرب مدارسة في هذه المسألة - وهو يقوم ببحثها -، وذكر أنه "توجد منح دراسية للنابغين، ولغير القادرين، بالإضافة إلى فرص عمل جزئية تمكن من الجمع بين الدراسة والعمل، وتقي من الوقوع في هذه القروض، كما قد توجد قروض حسنة، تتكفل الدولة بدفع فوائدها إذا تمكن الطالب من سداد كل ما عليه خلال ستّة أشهرٍ من تخرجه، أو منح من بعض الشركات، والهيئات، مقابل عقود للعمل معها بعد التخرج".








هذا ما تبين في هذه المسألة، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.







[1] مجموع الفتاوى 32/ 236.




[2] القواعد النورانية، لابن تيمية، ص172.




[3] انظر: المدخل الفقهي العام، للزرقا 2/ 1005.




[4] انظر: غياث الأمم في التياث الظلم، للجويني، ص488.




[5] المرجع السابق، ص485.




[6] المرجع السابق، ص487.




[7] المرجع السابق، ص478.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]