وقفات تربوية مع الدعاة إلى الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 135405 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5496 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8168 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-02-2021, 02:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي وقفات تربوية مع الدعاة إلى الله

وقفات تربوية مع الدعاة إلى الله



أبوبكر القاضي




الداعية إلى الله بشر مثل أي بشر، تعتريه لحظات ضعف البشرية من الحزن والألم، والهم والغم، وضيق الصدر، والخطأ والنسيان، ونظرة الغلو لبعض الدعاة نظرة خاطئة ولاشك فهي تدفع إلى التعصب، ثم إذا تحطمت هذه النظرة بخطأ أو هفوة فإن الأمر يستحيل إلى جرح وتجريح، ونقد هدام ليس فقط لذوات الدعاة، بل ولمنهجهم ودعوتهم أيضًا؛ لأن أغلب الخلق لا يفرِّقون بين الدعوة والداعية، وهذه أصل مشكلة الانتكاس بشخصنة العمل الدعوي، ونزع ربانيته وتجرده.

الواجب هو النظرة المتوازنة والفصل بين الأشخاص والمنهج، فالثاني معصوم، والأول ليس كذلك، فالدعوة إلى الله شرف، ولكنها ليست صكًّا بالغفران أو القداسة والنزاهة المطلقة، بل هي واجب شرعي بين مفرط وقائم به.

عبادة التأمل والتفكر

الداعية إلى الله: يحتاج دومًا إلى ترياق من خلطة البشر، بالعزلة والتعبد بعبادة التأمل والتفكر، والاستغناء عن الناس والزهد في لقائهم ريثما يتحرر قلبه من بعض العلائق التي قد تودي بدعوته؛ بسبب السعي وراء رضا الناس أو الفرار من ذمهم، وهذه العلائق تنبت في القلب من وقت لآخر بحكم البشرية التي تأتنس بالناس وتنزع إليهم، وذلك من علامات الإفلاس من الحكمة، بخلاف مَن تشبع قلبه بالحكمة؛ فإنه يهتم بنضجها في قلبه، وهذا يحتاج إلي خلوة متحلية بطول الفكرة وعمقها، فالداعية يحتاج إلى كسب مهارة نزع الصور من قلبه وتجرده لمعاني الحق والنور التي لا تدخل قلوبًا فيها الشبهات أو صور الشهوات!

ليس لقبًا ولا حرفة

الداعية إلى الله: ليس لقبًا ولا حرفة، ولا تخصصًا يُتخذ سلمًا لتحقيق الذات أو لصناعة مجد شخصي أو شهرة وأضواء، بل هي مهمة واجبة على الأمة بأسرها أن تكون خير أمة تنتشر فيها شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ كل بحسب قدرته وعلمه، وموقعه وتأثيره، وليس الأمر قاصرًا على مَن اتسم بسمت أو انتمى إلى جماعة أو حزب أو طريقة أو شيخ، بل الأمر أعظم من ذلك، وأعم وأشمل، وينبغي تعبئة جهود الأمة كلها لتصب في إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة بالبلاغ المبين بكافة الوسائل العصرية المنضبطة بالشرع.

الأذى والبلاء

الداعية إلى الله: الذي يخالط الناس لابد من أن يوطِّن نفسه على الأذى والبلاء، فالله قدَّر أن هذا الطريق -طريق الجنة- محفوف بالمكاره والمحن والآلام؛ فضلًا عن حقيقة الدنيا التي خُلقت مكدرة منغصة، يدخر الله لعبده في هذا الطريق مزيدًا من البلاء لمزيدٍ مِن الأجر، ولمزيدٍ من الرحمة؛ فكلما تضاعفت عليه المحن ظهرت طاقته في الصبر والاحتساب، وكلما ازداد رحمة كان أكثر إشفاقًا على الخلق أصحاب البلاء الحقيقي بالبُعد عن الله، والتيه عن طريق الطمأنينة والسكينة، وآلام الروح أضعاف أضعاف آلام البدن. فليفهم الإنسان حكمة البلاء، وليحسن الظن بربه فيصبر ويحتسب، ويرضى ويسلم، ويتضرع ويناجي، وييأس من نفسه ومن الناس، ويصدق في اللجوء إلى الله، فيخلص التوحيد الذي ينير قلبه وقلوب مَن حوله.


الدنيا خُلقت مكدرة

الداعية إلى الله: اعلم أن الدنيا خُلقت مكدرة، مليئة بالآلام والغموم والهموم، والذي يذهب بهذه الهموم جمع القلب إلى إرادة السفر إلى الله -تعالى-، وهم الآخرة، والفردوس الأعلى من الجنة، وأعظم مقامات ذلك هو الجهاد في سبيل الله بالسيف والسنان، وأرفع منه بالكلمة والبيان، وهو المقصود الأعظم من إرسال الرسل وإنزال الكتب، والبلاغ المبين لرسالات الله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ» (رواه أحمد وابن حبان، وقال الألباني: حسن صحيح)، وقال الله -تعالى-: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} (الفرقان:52)، وقال -تعالى-: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (النحل:35)، وقال -تعالى-: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} (الأحزاب:39).

وظيفة العمر

الدعوة إلى الله وظيفة العمر: الإخلاص فيها والتجرد، وإنكار الذات، والافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وربانية أدائها، تذهب كل هموم قلبك وآلامه، وتضمد جراحه مهما كان مثخنًا من جراح الدنيا ونصبها ونكدها وتنغيصها، فتنقل صاحبها إلى عالمٍ فسيحٍ، وسعة وانشراح صدر؛ إضافة إلى المكوث في الأرض حتى بعد الرحيل بالبصمة الحية، والصدقة الجارية، والنفع المتعدي المستمر {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} (الرعد:17).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.73 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]