غروري وشعوري بالإحباط - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 944 - عددالزوار : 120740 )           »          قواعد مهمة في التعامل مع العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مكارم الأخلاق على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تخريج حديث: أو قد فعلوها، استقبلوا بمقعدتي القبلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أسباب المغفرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القوي، المتين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          {إن ينصركم الله فلا غالب لكم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مسألة تلبّس الجانّ بالإنسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من مائدة الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2962 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-02-2021, 09:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,389
الدولة : Egypt
افتراضي غروري وشعوري بالإحباط

غروري وشعوري بالإحباط


أ. شروق الجبوري


السؤال
السلام عليكم.

أنا شاب لديَّ مشاكل كثيرة، أحدها أنِّي أريدُ أنْ أكون مركزَ اهتمام الآخَرين، وأنْ ألفت نظرهم دائمًا بكلِّ شيء، وأنْ أكون مسموعَ الكلمة، لكنَّ المشكلة أنِّي أعرف أنَّ هذا من الرِّياء، فأقع في إحباطٍ يجعلني لا أركِّز أبدًا في عملي، ثم إنِّي أكره الأشخاصَ الذين ليس لهم همٌّ إلا أخْذ معلوماتي ثم يزيدون عليها قليلاً، ويأتون في اللقاء التالي ليتكلَّموا بها كأنها منهم، وأنا صَراحةً تعبتُ من كثْرة محاولة جمْع معلوماتٍ فارغة وغير مُترابطة، سوى أنِّي أريدُ لفْت الانتِباه، بصراحةٍ أنا بحاجةٍ ماسَّة لمعرفة كيف أتَصرَّف مع هؤلاء الأشخاص دُون جرحهم؛ لأنَّ بعضهم من زملائي، أو تُعطونني شيئًا يزيدُ من ثقتي بنفسي ويُشعرني بالاستقلاليَّة.
بصراحةٍ يا أهل الخير أحيانًا أرى أشخاصًا ليس لديهم الكثير، لكنْ تراهم أهدأ بالاً وأكثر قبولاً عند الناس؛ ممَّا يزيدني غضبًا، نعم؛ فِيَّ غضب شديد من كلِّ شيء حولي، أحيانًا أكره الحياة وأشعُر أنَّ وجودي فيها لا يتجاوَزُ وجودَ السمكة الميتة، أنا أغبطُ الجميع مهما قلَّت أو كثُرت نعمةُ الله عليهم، أنا أغترُّ بكلِّ شيء أعطيتُه، وأشعُر أن لا أحد سبقني إليه، حياتي كلُّها تدورُ على شيءٍ هو أنْ أحصُل على التقدير والثَّناء من الآخَرين؛ بل إنِّي أخشى أحيانًا من الابتِعاد عن هذا؛ لأنَّ هذا يجعَلُني أترُك العملَ، أخاف أنْ أعيشَ ما أحبُّ؛ لأنَّ ما أحبُّه يعني أنْ أبتعد عن الكمال مع أنَّه يعني الراحة، لا يوجد شيءٌ أقوم به بحياتي إلا ورأيتني أُقارِنه بالآخَرين، فأحيانًا يملؤني شعورٌ بالإحباط بأنَّ ما أقومُ به سبقَنِي إليه صديقٌ، وسوف يظهَرُ عليَّ به، أو يأتيني شعورٌ بأنِّي سوف أتكلَّم أمامَ الآخَرين، وأقول لهم: أنا هنا قد عملت وأنجزتُ فهاتوا مَدِيحكم، يملؤني شعورٌ - أعيذكم بالله منه - بالعجز، وأنِّي لا أملك دفَّة حَياتي، لا أريدُ التوقُّف، أريد فقط الاستِمتاعَ والاقتِناع بما أنا بصَدَدِه وما أقوم به، بالمناسبة أنا طالبٌ جامعي، لعلِّي أفهم أنَّ النجاح في الحياة خطأٌ، أو أنِّي قدَّرت إمكاناتي في الحياة خطأً، كثيرًا من الأحيان أتخلَّى عن كلِّ طُموحاتي، لا أقتنع بهذا التخلِّي، أشعُر أنَّ صوتًا داخليًّا يقول: لا، عليك بالمتابعة، توقَّفت عن الكتابة لأنِّي لم أعدْ أعرف وصف مشاعري.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسعِدنا انضمامُك إلى (شبكة الألوكة)، ونسأل الله تعالى أنْ يُسدِّدنا في تفريج كُربتك وكُرَبِ المستشيرين جميعًا.

وأودُّ أنْ أشيد أولاً بصَراحتك وموضوعيَّتك في الطَّرح، ووضوحك مع نفسك في مُواجهة ما تحثُّك عليه، حتى تمكَّنت من تشخيص عدم الصواب في فِكرك وسلوكك، فقلَّما يصل الناس إلى هذه المرحلة من المصارحة والوضوح والإقرار بالخطأ، وهي أمورٌ أرجو منك تعزيزَها واستثمارها في تغيير ما هو سلبيٌّ في نهجك.
أخي الكريم، يتَّضح من مجمل رسالتك، ومن المواقف التي أدرجتَها فيها: أنَّك تعيش في صِراعٍ نفسي بين تيَّارين: الأول يكمُن في سماتك النفسيَّة الإيجابيَّة؛ مثل: الطموح، ولوم الذات عند الخطأ، والتركيز على الارتقاء النفسي أكثر من الاستزادة الماديَّة، وهو ما أمكَنَ استقراؤه من مضمون رسالتك.
أمَّا التيَّار الثاني، فيكمُن في صفاتٍ سلبيَّة لديك، قد تكونُ اكتسبتَها من الظرف الأسري الذي نشَأتَ فيه؛ مثل: كونك الابن الوحيد الذي تعوَّد أنْ يكون مُستَقطب أنظار واهتمام الجميع في أسرته، أو الابن الأوسط الذي يتمُّ إهماله - في بعض الأحيان - لتركيز التقدير على الابن الأكبر، والرعاية والتدليل للابن الأصغر... وهكذا.
وقد يكون للمبادئ التي اكتسبتَها من البيئة الأسريَّة دورٌ في تعزيز انحِيازك الواضح إلى تلك الصفات السلبيَّة، ومن هذه الصفات اتِّخاذك الناسَ والمحيطين بك بُؤرةَ اهتمامك وإصغائك، حتى أصبح رأيهم وآراؤهم مِقياسًا لرِضاك عن ذاتك وعن واقعك، وعن ما قدَّمته من نجاحات، بل عن معنى وُجودك في الحياة.
ومن جملة تلك الصفات أيضًا: مُقارنتك (السلبيَّة) بالآخَرين، وأعني بالمقارنة السلبيَّة: النظَر إلى ما عند الآخَرين من نِعَمٍ، والشُّعور بالحسْرة لعدم امتلاكها.
ولذلك يا أخي فإنَّ مُشكلتك يكمُن حلُّها في العلاج الفكري بشكلٍ رئيسٍ، ثم العلاج السلوكي، ويتمثَّل العلاج الفكري بإثارة رغبتك ودافعيَّتك نحو تصحيح رؤيتك وتفسيرك للأمور، وفي مقدمة تلك التغيُّرات استبدال تركيزك على نيل رضا الناس، بنيل رضا ربِّ الناس؛ إذ إنَّ مُبالغتك يا أخي في طلب استحسان مَن حولك قد صرَفَتْك عن طلب رضا الله تعالى، الذي بيدَيْه الكريمتين قلوبُ عباده؛ فالانشِغال بصَغائر الأمور وأدناها تصرفُ الإنسان عن النظَر إلى المراتب الأسمى، وإنَّ تبنِّيك هذا المبدأ وإيمانك به يجعلُك تُغيِّر مَسارَ تفكيرك كلِّه ورُؤيتك للأمور، وهو ما سينعَكسُ بشكلٍ مباشرٍ على رُؤيتك لذاتك، وعلى سُلوكك وتعامُلك مع الآخَرين، كما أنصحك بالاطِّلاع على خطبة بعنوان "الرياء"؛ للشيخ "أحمد بن عبدالرحمن الزومان" على الشبكة نفسها، يتناوَلُ فيها بعضًا من جوانب مشكلتك.
أمَّا عن عِلاج سُلوكك في إجراء المقارنات السلبيَّة، فعليك القيامَ بجلساتٍ تأمُّليَّة مُتكرِّرة، تتأمَّل فيها ما تمتلكه من نِعَمٍ، وتُقارِن واقعَك معها بِمَن لا يمتلكها ممَّن تعرفُهم، ثم تعمَدُ إلى استبطان مشاعر وواقع هؤلاء وكأنَّك تعيشُ حالهم، وبعد أنْ تعتريك مَشاعر السعادة لأنَّك أفضل حالاً من هؤلاء، اقرأ أذكارَ الحمد، وسارِعْ إلى مُكافأة نفسِك بما ترغَبُ إليه وتَهواه؛ كتناول طعام تحبُّه، أو غير ذلك ممَّا هو مشروعٌ، وإنَّك بتكرارك هذا الأمر ستُعزِّز في نفسك رؤيةً إيجابيَّة للنَّظر إلى ذاتك وواقعك، كما إنَّك ستنعم بالرضا الذي لا يتعارَضُ مع الطُّموح، وتقضي على مَشاعرك السلبيَّة التي تنجم عن مُقارناتك السلبيَّة.

وأخيرًا: أختمُ بدُعاء الله تعالى أنْ يُصلِح حالك وقلبك، وينفَع بك، وبانتظار أنْ نسمع منك مجدَّدًا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.42 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]