شرح حديث عائشة: "إني لست كهيئتكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4957 - عددالزوار : 2061915 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4533 - عددالزوار : 1330673 )           »          ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2021, 02:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث عائشة: "إني لست كهيئتكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني"

شرح حديث عائشة: "إني لست كهيئتكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني"












سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين









عن عائشة رضي الله عنها قالت: نهاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمةً لهم، فقالوا: إنك تُواصِلُ؟ قال: ((إني لستُ كهيئتكم؛ إني أَبِيتُ يطعمني ربي ويسقينى))؛ متفق عليه.







معناه يجعل فيَّ قوةَ مَن أكل وشرب.











قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:



ومن ذلك أيضًا ما روَتْه عائشة رضي الله عنها: أنه نَهاهم عن الوصال رحمة بهم؛ يعني نهى الصحابةَ عن الوصال.







والوصال يعني أن يصل الإنسانُ يومين فأكثرَ في الصيام من غير فِطرٍ، يعني يصوم الليل والنهار يومين أو ثلاثة أو أكثر، فنهاهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ولكنهم رضي الله عنهم فَهِموا أنه نَهاهم رحمةً بهم لا كراهة للعمل، فواصَلوا ثم واصَلوا حتى هلَّ شهر شوال، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لو تأخَّرَ الهلال لَزِدتُكم))؛ يعني لأبقيتكم تُواصِلون، قال ذلك تنكيلًا لهم؛ حتى يعرِفوا ألمَ الجوع والعطش، ويكُفُّوا عن الوصال من أنفسهم.








الحاصل أنه نهاهم عن الوصال رحمة بهم، فقالوا: إنك تواصل ونحن نقتدي بك، فقال: ((إني لست كهيئتكم؛ إني يُطعمني ربي ويسقيني))؛ يعني أنه عليه الصلاة والسلام ليس كالأُمَّة، بل هو يَبيتُ عند ربِّه يُطعمه ويَسقيه، ومعنى ذلك أنه عليه الصلاة والسلام يتهجَّد بالليل، ويخلو بالله عزَّ وجلَّ بذكره، وقراءة كلامه، وغير ذلك مما يُغنيهِ عن الأكل والشرب؛ لأن الإنسان إذا اشتغل بالشيء نَسِيَ الأكل والشرب، خصوصًا إذا كان الشيء مما يُحِبُّه ويرضاه؛ ولهذا قال الشاعر في محبوبته:



لها أحاديثُ مِن ذِكراكَ تَشغَلُها *** عن الشرابِ وتُلهيها عن الزادِ







يعني أنها إذا قعَدتْ تتحدث عن هذا الرجلِ تُكثِر من ذِكرِه حتى يُلهيَها ذلك عن الطعام والشراب، وهو أمر واقع واضح، حتى إن الإنسان قد يكون في الأشغال يشتغل بها، فيلهو عن الأكل والشرب، مثل طالب العلم الذي يكون منهومًا بالعلم شغوفًا به، ربما يبقى في مكتبته يطالع من الصباح إلى المساء، فينسى الأكل والشرب، ينسى الغداء والعَشاء، وربما ينسى النوم، وكذلك طالب الدنيا منهومٌ لا يشبع، ربما يبقى في دفاتره وحساباته فينشغل عن الأكل والشرب.







ويُذكَر أن رجلًا غنيًّا كان يشتغل بحساباته وبكتاباته ومالِه، وله زوجة، وكان له جار فقير متزوِّج، وكانوا يشعُرون بأن هذا الجار الفقير يعاشر زوجتَه بالمعروف، فغارت زوجة الغنيِّ؛ لأن الغني غافلٌ عنها، فقالت له: ألا تنظر إلى جارنا يعاشر زوجته بالمعروف، ويستأنس مع أهله، ففطن الرجل الغنيُّ لهذا، فدعا الرجل الفقير وقال له: إنك رجلٌ فقيرٌ تحتاج إلى المال، وأنا سأعطيك مالًا تتجر به، فأعطاه المال يتجر به، فانشغل به الفقير عن أهله، وصار لا يُعاشِرُهم ولا يؤنسهم، فصار مثل التاجر.







فالإنسان إذا انشغل بالشيء المحبوب إليه، أنساه كلَّ شيء؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إني أَبيتُ عند ربي يطعمني ويسقيني))؛ فلستُ كهيئتِكم، وما زعَمَه بعض أهل العلم من أن المراد بالإطعام والإسقاءِ الإطعامُ من الجنة والإسقاء من الجنة، فليس بصحيح؛ لأنه لو طعم طعامًا حسيًّا وشرب شرابًا حسيًّا، لم يكن واصلًا، وإنما المراد بالطعام والسقيِ ما يشتغل به صلى الله عليه وسلم من ذِكرِ الله بقلبه ولسانه وجوارحه.







الحاصل: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُواصِلُ ويَنهى أُمَّتَه على الوصال رحمةً بهم، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.







المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 557- 560)

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.79 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]