إلى متى...؟ (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 895 - عددالزوار : 119639 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-02-2021, 02:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,326
الدولة : Egypt
افتراضي إلى متى...؟ (قصة)

إلى متى...؟

(قصة)





مريم العمري




فوضى، دخان يتعالى بكسل، انفجارات وشوارع تغصّ بصُراخ الرجال والنساء والأطفال... نداءات الاستغاثة تعلو وتعلو...




رغم ذلك تجدهم أقوياء يناضلون جميعهم من أجل حياتهم، بل قصد تحرير بلدهم وتلبية نداء وطنهم؛ استشهد بعضهم و بقي الآخرون... يركضون أمام الوحوش القاتلة، حاملين حجارة بأيديهم عساها تطفئ نار الظلم وحرقتَه... بين هذه الضوضاء تلقى طفلاً صغيراً في مقتبل العمر، يغمر ملامح وجهه طابعٌ من البراءة؛ لا يعرف من اللعب و المرح شيئًا، أخلاقه أعذب من ماء الغمام، وأحلى من ريق النحل، وأطيب من زمن الورد.. أشرقت عيناه تحت ممارسات من العنف و القتال.. ترى الدماء تسفك هنا و هناك!




لا يعرف إلا كيف يقبض الحجارة ويركض وراء ذويه... ناسياً آلام الجوع والعطش، يرمي الحجارة بكل قوة يمتلكها نحو المحتل، يناضل هو الآخر رغمَ صغر سنِّه، يعود إلى المخبأ حيث ترك أمه هناك فيجدها مستلقية على الأرض صامتة، يظنها نائمة... يقترب منها قليلاً فيجدها تسبح في بِركةٍ من دمها و الابتسامة تزين وجهها... لا بد من أن العدوَّ قد مر من هنا!! فهمَ الصغير أن أمه ليست نائمة.. بل إنها ماتت.. ماتت دون أن تقترف ذنباً... يمسح دموعَه بيديه الصغيرتين الملطختين بدماء أمه، ينام في حضنها ويقبل رأسها ويديها.




الدمع واكِف، والحزن عاكِف... فقد إخوته وأباه من قبل، وها هو الآن يفارق أمه أيضاً.. هو الآن وحيدٌ، لكنَّ اللهَ معه.. يقف مجدداً والحزن يملأ عينيه دموعاً.. لا تسخط على قدَر الله وهو عدل، ولا تكره قضاءَ الله وهو فضل... ستنتقل إلى دار البقاء، حيث الهيمنة للحق والنفي للباطل... كلماتٌ فاهَ بها فم طفلٍ آخر ليواسيه، فمن يواسيه هو الآخر؟؟




قصةٌ تتكرر في كل بيت... عدد كبير من الأطفال، معظمهم يتامى، يعيشون نفس المعاناة والأحزان... لا يجيدون الكتابة ولا القراءة، لا يفكرون في اللعب ولا يرغبون في أكل الحلوى أو شيءٍ آخر من هذا القبيل.. إنهم يقضون أوقاتهم في الحرب.. يتعذبون..




احتجبت الشمس في سرادقِ الغيم، ولبس الجو مطرفه الأدكن. مقدمةُ المطر لبست السماءُ جلبابها. والرعد ذو صخب, نطق لسانه... والبرق ذو لهب, خفق قلبه..




يقضي الطفل الليلة الممطرة منكمشاً في حفرةٍ لا يعلم مكانها المحتل؛ ينتظر حتى يطلع النهار، جسده يرتعش من قسوةِ البرد، بطنه يصدرُ أصوات الجوع... لا يجد حتى قطعةً صغيرة من الخبز ليسدَّ بها جوعه، كأن النعاس يطالبه بدين, يتمايل من سكرة النوم، ومع ذلك يتحمل...




ضرب الصبح في الدجى بعموده. أخرج الطفلُ رأسه ليتربص حال المكان ويطمئن من عدم وجود أحدهم... أخذ قراره ليلوذ بالفرار باحثاً عن لقمةٍ يأكلها... لكن، لم يكد يخطو خطوةً واحدة حتى استقبل رصاص الغدر واللؤم من العدو بصدره، استمروا في إطلاق رصاصهم إلى أن فاضت روحه إلى بارئها، تشتكي ظلم اليهود المجرمين...



نعم، إنه الصبر، فبعض الرجال بديارنا تجدهم لا يكسبون قدراً من الصبر كهذا الطفل والمحارب الصغير، يقاوم رغم كل المجاس.




كبارٌ وصغارٌ يموتون كل يومٍ شهداء، كان النصر حزمَهم وعزمهم، يحاربون طوال اليوم وطوال السنة، لكنهم لا يكادون يهنؤون بلقمةٍ هنية... ينتظرون يد المساعدة لعل العرب يشاركونهم محنتهم وقهرهم، لكن لا اسم لمن تنادي، يكتفون فقط باغتيابهم وبنقل أخبارهم لنتفرج عليها.. منا من يحزنُ عليهم، ومنا من لا يطلع على تفاصيل أحداثهم أو ينظر إليها حتى، بدعوى أنه أصبح لا يطيق أخبار الحروب والعنف والحزن. أسفاً لما نعيشه اليوم... عُزوفُ الشباب عن الكتابة والبحث في مجال السياسة والثقافة.. الجهل يعمُّ أرجاءنا وليس أرجاءَ فلسطين وسوريا...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.97 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]