|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() استثمار سن العشرين أ. شروق الجبوري السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. النُّبلاء في (شبكة الألوكة)، نشكُر لكم جُهودكم وإتاحتكم الفُرصة لنا باستِشارة الثقات أمثالكم. أنا فتاةٌ مضى من عُمرها 20 عامًا - أسأل الله أنْ تكون في طاعته ورضاه - حقيقةً تشغَلُ بالي أمورٌ مُغايرة تمامًا عمَّا يشغَل الفتيات في نفس عمري، لستُ أشعُر ألبتَّة أنِّي بحاجةٍ لشيءٍ سِوى مُتطلَّبات العيش الضروريَّة (طعام، ملبس، أهل، أصدقاء)، حتى حاجتي للمال قليلة نوعًا ما، يصرف لي أهلي من حينٍ لآخَر مبلغًا يظلُّ معي بالسنين، حتى إنَّه قد يُفقَدُ ولا أعلَمُ عنه شيئًا، أنا لست مُستاءةً لكوني هكذا، بل أشعُر أنَّ لديَّ قَناعةً ورضًا يجعَلانني دائمًا لا أكتَرِثُ لمعنويَّات الدنيا، لكنْ أحيانًا يُراوِدني سؤالٌ عجيب: أغريبةٌ أنا؟ أمتبلِّدة أنا؟ حقًّا لا أضع في توقُّعاتي أنِّي أُعانِي شيئًا ما، لكنِّي بدَأتُ أشعُر أنَّ الناس يَسِيرون في طريقٍ مُغايِر وبلا هدفٍ، أنا حدثَتْ لي قصَّة، عِشت شهرًا - والله الذي لا إله إلا هو - لا أذكُر من تفاصيله شيئًا، حتى لا أعلم إنْ كنت أقمتُ الصلاة فيه أو تناولت شيئًا، إلى أنْ سألت أهلي وأخبروني بأنَّني كنت أفعل - ولله الحمد - لا أعلم سببَ هذه الحادثة، ولا يهمُّني الآن أنْ أعرف لأنِّي الآن والله لا أضَع قدمي على الأرض، ولكن الله يضعها لي، لا أشعُر أنِّي أتحكَّم في شيءٍ، الله وحدَه يقودُني، أسأله - سبحانه - أنْ يحيطكم بعِنايته وولايته استشاراتي - مع اعتِذاري على الإطالة - أشعُر بمسؤوليتي الآن في إيصال رسالةٍ مهمَّة خاصَّةً للشباب والشابَّات في عُمر العشرين، وقد بدَأت حقًّا في تنفيذ مشروعٍ صغير يخصُّهم، لكن ما زلت بحاجةٍ لخبرة الدكاترة وحِكمتهم وعِلمهم، فقط أريدُ أنْ نقنعهم بأنَّ الفرد في هذه السنِّ قادرٌ على وضْع بصمةٍ خاصَّة في الحياة، وكيف يمكن أنْ يُوظِّفوا طاقتهم توظيفًا صحيحًا بدون تشويش، وربما تهتمُّ معي. أكرِّر اعتِذاري على الإطالة، بُورك فيكم، ويسَّر الله لكم الخيرَ في مَسعاكم. الجواب أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعِدنا الترحيب بك في (شبكة الألوكة)، ونسأل الله - تعالى - أنْ يُوفِّقنا في تقديم ما ينفعك وينفع عِباده، إنَّه - تعالى - سميع مجيب. أختي الفاضلة، اعتدت في بناء رُدودي على المشكلات على استنباط كلِّ ما هو إيجابيٌّ في شخصيَّة المستشير؛ للانطِلاق منه نحو التصحيح والتغيير لكلِّ ما هو سلبي لدَيْه، لكنِّي اليوم أمامَ حالةٍ أجدُ الإيجابيَّة في كلِّ جزءٍ من مَضمون رسالتك، من تقييمٍ ذاتي، ومُراجعة ناقدة ودقيقة للسُّلوك، ورضا نفسي عالٍ، ورغبة في الإصلاح، تتجاوَزُ حُدود النَّفس إلى جميع أفراد المجتمع، ثم ترجمة فعليَّة لهذه الرَّغبة لتجد النور ولا تبقى حبيسةَ النفس، فبارَك الله - تعالى - فيك يا أختي، وأرجو أنْ تكوني قدوةً يُحتَذى بفِكرها ونهجها لدى الجميع، وليس لأبناء جِيلك فقط. أختي العزيزة، إنَّ القَناعة والرِّضا من السِّمات الراقية التي ترفَع النفس البشريَّة وترتقي بها درجات، لكن ما لمستُه من مضمون رسالتك أنَّ هناك بعض المبالغة في ذلك قد يُوصِلها إلى درجة الزهد؛ ولهذا فإنَّ سؤالك إنْ كنت غريبة أم لا، أجدُه في غير محلِّه؛ لأنَّ الزهد في أمور الدنيا وحَوائجها هو أمرٌ يَراه كثيرون سموًّا وعلوًّا نفسيًّا في العديد من الأديان، لكن ما يتميَّز به دينُنا الإسلامي عن غيره الموازنةُ والاعتدالُ في أمور الدِّين والدنيا، وفي ذلك مُراعاةٌ لطبيعة النفس البشريَّة، التي يعلم الله - تعالى - بمكنوناتها وهو العليم - عزَّ وجلَّ. كما أنَّ رغبتك يا عزيزتي في دعوة أبناء جيلك ليكونوا أشخاصًا إيجابيِّين، لا بُدَّ أنْ تُؤطر بالترغيب والتشويق، الذي يشدُّهم من محدثاتٍ استقطبَتْهم وأثارَتْ رغباتهم؛ ولهذا أرى أنْ تكوني لهم نموذجًا مُستقطِبًا، يريهم أنَّ الإيجابيَّة في الإسلام لا تمنَعُ التنعُّم بنِعَمِ الله - تعالى - بل إنَّ تحقيق ذلك باعتدالٍ هو وجهٌ من أوجُه شُكرِه - عزَّ وجلَّ - والإقرار بفضله. أمَّا عن سُؤالك إنْ كنت متبلدة، فأجدُ فيه ظُلمًا لنفسك ونهجها، فكيف يا عزيزتي تَظُنِّين في نفسك التبلُّد وأنت تُحَمِّلين نفسَك مسؤوليَّة تفقيه الشباب بقُدراتهم المهدورة، وتتَّخذين في ذلك خُطوات عمليَّة وتجهدين لتحقيق ذلك، وأنت ما زلت في العشرين من عُمرك فقط؟! فأنت يا عزيزتي تحسَّستِ لمشكلةٍ اجتماعيَّة تجاهَلها كثيرون يكبرونك في السنِّ، ألا وهي مشكلةُ استثمار طاقات الشباب وتوجيهها، وأصِفُها بالمشكلة لأنَّ ما ترتَّب عن إهدار تلك الطاقات وتجاهُل حاجاتهم، تسبَّب في مشكلاتٍ نفسيَّة مختلفة ومُتزايدة، فقد أشارَتْ إحصاءاتُ أحد المواقع العربيَّة المتخصِّصة إلى أنَّ أكثَر من 70% من طالبي الاستشارات لديها هم من فئة الشباب، والله - تعالى - المستعان! وأخيرًا يا عزيزتي، أدعو الله - تعالى - أنْ ينفَع بك ويُسدِّد خُطاك وأعمالك، واعلَمِي أنَّنا توَّاقون للسماع منك مجددًا.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |