كيفية نجاح العلاج السلوكي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024213 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301472 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 119090 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40243 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367088 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2021, 01:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي كيفية نجاح العلاج السلوكي

كيفية نجاح العلاج السلوكي


أ. شروق الجبوري






السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يوجد لَدَي أُخت مشكلتها التي تُزعجنا وتُزعج الآخرين: أنها تنقل كلَّ ما يَحدث في المنزل إلينا، وما يدور بين الأطفال من شِجار، وتصرُّفاتها مثل الأطفال في الإبلاغ عمَّن فعَل هذا، ومن فعَل هذا، ولا تستطيع أن تتكلَّم في موضوعات عامَّة مع الناس وتُناقشهم فيها، وكل ما تَسمعه في المجالس تأتي وتقوله لنا ومَن قاله، وكلامها يدور حول ما يحدث بين الأطفال وما يفعلونه، ورغم هذا نُنبِّهها كثيرًا على كلامها، ونَنصحها، وتَجلس معنا ونُقَدِّرها ونَحترمها.



وسؤالي هو: هل توجَد طريقة أو كُتب لتعليمها طريقةَ التحدُّث، وما يُقال وما لا يقال؟



علمًا بأنها ترفض الذهاب إلى طبيبٍ نفسي أو طبيبة؛ أرشدونا - أثابكم الله.



وشكرًا.


الجواب

أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

نودُّ بداية أن نرحِّب بك في شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يوفِّقنا في تقديم ما يَنفعك وينفع المُستشيرِين؛ إنه تعالى سميعٌ مُجيبٌ.



كما أودُّ أن أُحَيِّي فيك حِرْصَك على أُختك الكريمة، وملاحظتك الدقيقة لسلوكها وتقييمه، وكذلك بَحثُك عن الحلِّ السليم لمشكلتها، من خلال استشارة المُختصين، وهي سِمات إيجابيَّة أتمنَّى أن تُحافظ عليها وتستثمرها في متابعة علاجِها والصبر عليه.



أخي الفاضل، إن الطلب من أُختك في هذه المرحلة أن تذهب لمُختص نفسي، هو أمرٌ لا شكَّ يُزعجها، ويُثير بعض المشاعر السلبيَّة في داخلها، وأهمُّها فُقدان الثقة بنفسها، وعدم الرضا عن ذاتها؛ لأنَّ اسم المُختص النفسي في عالَمنا العربي مُرتبط بالجنون والتخلُّف والمرض النفسي فقط للأسف، وقليلون هم الذين يُفكرون في مراجعته؛ لاستشارته في الضغوطات والمشكلات النفسيَّة.



كما أنَّ وضْعَ أُختك - كما يبدو من مضمون رسالتك - مرتبطٌ بمشكلة اجتماعيَّة وثقافية أكثر منها نفسيَّة؛ حيث يبدو أنها لَم تَحْظَ بالعيش في بيئة تُثري خِبراتها الاجتماعية والثقافية والموقفيَّة، ولا أقصد طبعًا موضوع عدم إكمال دراستها فحسب، رغم تأثيره أيضًا، لكن ما أقْصِده أنها لَم تَلْقَ في البيئة الأُسرية - وما حولها مما صادَفتْه في سنواتها السابقة، ولا سيَّما في مرحلة المراهقة وما بعدها - ما يُنمِّي مداركها، ويقدِّم لها خِبرات التعامل مع الآخرين، وهي خِبرات مختلفة في الكمِّ والنوع، تُقدِّمها الأسرة أولاً، ثم مكونات المجتمع الأخرى متمثِّلة في المدرسة، والأصدقاء، ووسائل الإعلام...إلخ، ويَختلف نوع وكم هذه الخِبرات بحسب المرحلة العُمرية التي ينمو فيها الفرد، ويبدو أنَّ أُختك لَم تَمُرَّ بكلِّ ذلك، الأمر الذي جعَلها تواجه هذا الإخفاق الاجتماعي والثقافي، وليس النفسي.



وإني إذ أوضِّح هذا الأمر بشيء من التحليل؛ لأن تعرُّفكم على الأسباب يقودكم إلى التعامل معها بشكلٍ مباشر ومركَّز، ويَمنعكم من الرضوخ إلى تفسيرات وتأويلات قد لا تكون صحيحة، وتَزيد من عُمق المشكلة، بالإضافة إلى أن التعرُّف على السبب يقود إلى تصحيح مكامن الخطأ، ومُسبِّبات المشكلة، وهي أمور ضروريَّة في الوصول إلى الحلِّ - بإذن الله تعالى.



أخي الكريم، إنَّ ما تحتاجه أُختك الآن هو بالفعل - كما أشرتَ أنت - علاج سلوكي، وأوَّل وأهم المبادئ التي لا بدَّ من أخْذكم بها في تطبيقه هو الوعي والاقتناع به، والصبر على تطبيقه، ويقوم هذا العلاج في حالتها على الشروع بإقحامها في مواقف حوارٍ مع الكبار، لكنَّ هذه المواقف يجب أن تكونَ في البداية مع أفراد أُسرتها من المقرَّبين إليها، ويتم اختيار موضوع حواري يسيرٍ ومُتناسبٍ مع قُدراتها، ثم يُطلَب منها رأْيُها فيه، وتشجيعها على قوله، ثم الثناء عليها إذا ما كان صحيحًا، وتصحيحه بشكل لَبِقٍ إن كان غير ذلك، مع شرْح يسير ومُختصَر لِمَكامن عدم الصواب فيه، وحَذَارِ من إبداء السُّخرية من أيِّ رأي تُبديه، أو سلوك تَسلكه، والتزام التوضيح الميسَّر لِمَا يَصدر عنها من خطأٍ، وتعزيز كلِّ صواب منها - بالمدح والمكافأة - مَهْما بدا يسيرًا.



واعلم يا أخي أن تَكثيفَكم لتلك المواقف واستمراركم في إشراكها بها، يَزيد من خِبراتها ومُدرَكاتها، مع أهميَّة التزامكم رُوحَ المطاولة والصبر عليها، وتحمُّل أعبائها؛ إذ إنَّ ما تُرِك ستةً وعشرين عامًا لا يُمكن إصلاحه في بضعة ساعات أو أيام، كما أنَّ هذا الأسلوب يجب أن يُدْعَم بمنْعها من مخالطة الأطفال والتعامل معهم في هذه المرحلة، على أن يتمَّ ذلك بشكل تلقائي وذَكي، لا تَشعر به.



ولا بدَّ من الإشارة هنا إلى أنَّ نجاح العلاج السلوكي، يعتمد بشكل كبير على شَدِّ انتباه المعني بها، بتشويقه إليها، وتشجيعه ومُكافأته، وغيرها من الأمور التي تجعله يَبني في نفسه تُجاه تلك المواقف ذكرياتٍ إيجابيَّةً، فما تقوم به أُختك الآن من سلوكيَّات خاطئة، أمور تحقِّق لها راحة نفسيَّة ورغبة داخليَّة في أدائها؛ ولذا فإنَّ استبدال السلبيَّات التي اعْتَادَت عليها - نفسيًّا وفكريًّا - بإيجابيَّات تُحقِّق لها هذا المَيْل، والاندفاع نحوها هو محور ومبدأ هذا العلاج، وبعد ذلك يتمُّ تشجيعها على مطالعة الكُتَيِّبات المُيَسَّرة في الذكاء الاجتماعي، وفنِّ التواصل وغيرها، ويُمكن أن يكونَ تقديم أوَّل كتابٍ لها بشكل هَديَّة مُغَلَّفة بطريقة جذَّابة، لكنَّ هذا كلَّه لا بدَّ أن يكون وَفْق المراحل التي أشرت إليها.



وأخْتِم بدعاء الله تعالى أن يُصلح شأن أُختك كلَّه، وينفع بك وبها، مع أُمنياتنا بأن نَسمع منك مجدَّدًا أخبارًا طيِّبة - بإذن الله تعالى.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.97 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]