تأملات منهجية في أحاديث نبوية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تعملها إزاي؟.. كيفية البحث عن الصور من خلال ميزة Ask Photos الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيفية إضافة علامة مائية فى صفحة وورد.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين iPhone 12 mini و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كل ما تريد معرفتة عن ميزات إنستجرام الجديدة لتحرير الصور وإنشاء الملصقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لو الكمبيوتر بيهنج.. 7 نصائح للتخلص من المشكلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف Pixel 6a وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كيفية الانضمام إلى اجتماع Microsoft Teams فى خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تعرف على تحديث جوجل لميزتها المدعومة بالذكاء الاصطناعى Circle to Search (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تعرف على خاصية "Family Center".. ميزة يوتيوب الجديدة المخصصة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          يوتيوب يتيح الآن للآباء مراقبة قنوات أبنائهم المراهقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2021, 02:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,755
الدولة : Egypt
افتراضي تأملات منهجية في أحاديث نبوية

تأملات منهجية في أحاديث نبوية (1)
د. مبارك بن عبدالعزيز بن صالح الزهراني




بسم الله

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الشهر تسع وعشرون» في أحاديث كثيرة، منها ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «الشهر تسع وعشرون ليلَة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غُمَّ عليكم فأكْمِلوا العِدَّةَ ثلاثين»[1].

فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الشهر يكون تسعةً وعشرين يوماً، ثم أسس على هذا الخبر حكماً شرعياً، وهو أن دخولنا في رمضان لا يكون إلا برؤية هلاله أو إكمال شعبان!

والقصد في هذه المقالة - توضيح معالم الخطاب الشرعي الكبرى التي تجدها في عامة نصوصه وأخباره - فمن معالم الخطاب الشرعي في هذا النص:
أولاً: أنَّ الشريعة الربانية مؤسسة على العلاقة مع الكون ومضبوطة ببعض ما فيه كالشمس والقمر والنجوم وغيرها، وشاهد هذا هنا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بمراقبة إهلال القمر لمعرفة دخول شهر رمضان وصومه، وهذا المنهج الشرعي في الخطاب لا يكاد يفارق الخطاب القرآني والنبوي، فالله تعالى جعل الكون آيات بينات شاهدات على صدق كل أخباره وأوامره ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت: 53] والآيات كثيرة جداً، وكذا أخبار نبينا صلى الله عليه وسلم فيها يحضر فيها بغزارة الإشارة على ما في هذا الكون وما حول العبد من دنياه، ثم أقوال الصحابة رضي الله عنهم -كذلك - لا تخلو من ذلك.

فالنظر إلى الشرع يجب أن يرقى من نظر مقصور على حفظ معاني النصوص والأخبار - وهو فرض ولا شك - إلى نظر واسع شامل يلحظ توافق الشرع والكون ويشاهد التطابق بينهما ويستعين بهذا على فهم هذا، ويستبصر بهذا في التعامل مع هذا، وهذا النظر يرقى بعقل العلم ويوسعه ويزيد بإيمانه ويقينه!

ولا يخفى أن الكون مؤسس في أدق تفاصيله على الشريعة وقوانينها ففيه توحيد وعدل ورحمة وإحسان وصلاة وتسبيح ودعاء فهو شاهد لها وناطق بصدقها ومجلٍ لبرهانها؟
إنّ هذا المعنى حاضر لدى كثير منا في مجالس العلم وكتبه ولكن الأعلى من هذا الحضور الذكري التداولي لمعرفة الحكم الشرعي =أن ينضم له الحضور القلبي الإيماني، وأن يستولي هذا المعنى على القلب وعلمه.

ثانياً: التعميم، الشريعة في خطابها عامة، تخاطب العامة والكافة، فهي شريعة للعامة، للكل، وكلُّ فرد مسؤول فيها عن أوقاتها وكيفياتها وأحوالها، ولا تكاد تجد فيها خطاباً للخاصة من أهل العلم لا يفهمه إلاَّ هم إلا نادراً وقليلاً لا سيما في باب التشريعات، عبادات ومعاملات ونحوها - الفقه العملي -، وهذا الحديث واضح على هذا المعلم حيث خاطب النبي صلى الله عليه وسلم أمته كافة بخطاب يفهمه كلهم - وإن تفاضلوا في فهمه-.

ثالثاً: أن الشريعة تطالب العبد بالاجتهاد في طلب أمارات الشريعة وأوقاتها ودلائلها وأدلتها، كما تطالبه بالاجتهاد في إقامتها وفعلها، فعلى العبد أن يطلب أمارات الشريعة ودلائلها كما يطلب أفعالها وفرائضها والقيام بها، فمن الناس من يطلب فعل الصوم لكنه يقصر عن طلب أمارة الصوم ويكلها إلى غيره وهو أقرب للأمارة من غيره كمن أتى عليه الغروب وهو يرى الشمس ولا يلتفت إليها وفي قدرته النظر إليها ومراقبتها فينتظر المؤذن بأذانه فربما أذن المؤذن قبل الغروب أو تباطأ به احتياطاً فكان الواجب أن يبذل هذا العبد اجتهاده في معرفة الغروب بدون تكلف ولا عنت، والأمر هنا ليس تكليفاً لكل فرد بل القصد هو أن يكون لدى المسلم الاهتمام بأمارات العبادات وأوقاتها بنفسه إذا أمكنه ذلك ولا أظن يسعه غير ذلك، فإن الله تعالى يحب أن يرى اجتهاد عبده في معرفة شرعه كما يحب أن يرى اجتهاده في القيام به.

رابعاً: من أسس الخطاب الشرعي أن العبادة لا يطالب بها العبد بغير بينة قامت على دخول وقتها، فالاحتياط في فعل العبادة لا يخول العبد أن يتكلف بوهمه وظنه فيوقعها بلا دلالة بينة، ومن يعجل إيقاعها بغير بينة فقد يتناوله مذمة الاتباع بغير علم والعمل بمجرد الظن، فهنا ثبت أنَّ الشهر يكون 29 يوماً - وهو الأكثر والأشهر - ووفقاً لقانون الاحتياط المعهود كان الظن أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصوم حتى لا يفوتنا شيء من رمضان، لأنَّ مظنة الاحتياط قائمة بقوة حيث الشهر معرض للنقصان وهنا غيم وقتر فلماذا عدل إلى الأمر بعدم عقد الصيام حتى يتبين لنا ببرهان الرؤية أو الإكمال أن شهر رمضان قد دخل!

كان هذا العدول عدولاً عن العمل بالظنون إلى العمل بالبرهان والمتيقن ! فعبادة قائمة على البرهان - وإن نقص عددها أو أخطأ برهانها - خير من عبادة قائمة على احتياط ظني - وإن أكمل عددها وأصاب ظنها -.

لأن البرهان الذي يدخل به العبد في العبادة كدخول وقتها - شرط لها أمر الله تعالى بمراعاته، بخلاف الدخول بالظنون في العبادات فإنها مذمة لا مدح فيها!

إن مبنى العبادات والشريعة عموما على الأمارات والدلائل لا على التوهمات والظنون والتمنيات، فخطأ باجتهاد متبع للأمارات والدلائل خير من صواب قائم على الظنون والتوهم والتخمين، والشريعة لا توجب بالظنون ولا تطالب الذمم بالتخمين وإنما توجب بالدليل وتطالب به، فالشريعة تبنى على الأمارات والدلائل لا على التوهمات والتوقعات والأمنيات.

خامساً: العمل بالشريعة يكون وفق الممكن وليس ما يجب أن يكون أو نريد! فالنبي صلى الله عليه وسلم بين هنا أن الشهر ينقص حيناً ويكمل حيناً، فما يجب أن يكون في نظر البعض أن نصوم احتياطاً حتى لا يفوتنا شيء من رمضان وتحري ذلك بصوم ما يتقدمه، أو يجب أن يكون الشهر ثلاثين أو نرى الهلال حتى لا يضطرب علينا أمر الصوم، ولكن الواقع أن الشهر يكمل وينقص والرؤية قد نتمكن منها وقد لا نتمكن، فهل أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم هنا بما يجب أن يكون؟ أم أمرنا بما يتوافق مع الممكن من الأحوال والظروف؟
الجواب: أن الأمر النبوي جاء وفق الممكن من الأحوال والظروف ففي حال الصفاء إذا تمكنتم من رؤيته فعليكم الصيام وإن لم تروه فعليكم بالإتمام لشعبان ثلاثين - وهذا يقين.

وإن كان الجو غيماً أو قتراً ولم تتمكنوا من رؤيته فعليكم بالإتمام لشعبان - وهذا غاية اليقين - أن دخلتم في رمضان يقيناً لا شكاً.

فانظر إلى تغير الأحكام بتغير الأحوال - ولكن الحال التي لم تتغير هنا هو الثبات على الطريقة الصحيحة في الحكم بدخول رمضان، رؤية أو إتمام، إذاً فالأحوال تتغير والظروف تتبدل ولكن الأمر الأهم التأكيد على أن اتخاذ المسلم لحكم شرعي في هذه الأحوال والظروف يجب أن يكون وفق دليل منضبط وبرهان صحيح لا وفق ظنون وتوهم أو تحرز وتحوط!

سادساً: الخطاب الشرعي خطاب يسر وتيسير لا تعمق فيه ولا تكلف، وهذا بيّن هنا إذ نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم أوضح المنهج الرباني في مشكلة عويصة حساسة بكلام جامع ميسر، يفهمه العامي والعالم، والذكي والبليد، وتأمل هذا اليسر وما يقابله من تعمق طويل الذيول يزيد المشكلة إشكالاً ويولد فيه أشكالاً من الإشكالات والمشكلات حتى تستغلق فلا حل لها، وتصعب على الأفهام فتحار فيها، وتضطرب فيه أنظار أولي النهى والأحلام!

والمشكلة أن صار بعض المتفقهة يرى العلم في طرح استشكالات على النص ضيقاً من نفسه بيسر النص النبوي ووضوحه، فمثل هذا النص بيانه تلاوته لأنه بين من نفسه وليس ثمت ما يستشكل!

وهنا فريضة هامة، على أهل العلم أن يعيدوا للعلم يسره وتيسيره، وينبذوا كل ما يُغلِق على الناس فهم النصوص ويشوش صفاءها ويعكر نقاءها ويجانبوا كل ما يصنع هالات من الغبش والقتر حول البينات الواضحات من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أوينشأ حواليها غيوم تحول دون رؤية نورها وشمس حقيقتها!

سابعاً: أن الخطاب الشرعي يتوجه بخطابه إلى استخدام الوسائل الكافة التي يشترك فيها الناس كلهم فهنا جعل أداة العلم (البصر) أو (الحس) فالبصر للرؤية والحس للإكمال،- وذلك تأكيد على عموم المسؤولية الفردية تجاه العلم بالشرع وإقامته، كما يدل على أن العلم بأوقات الشرع يستند فيها إلى الوسائل اليقينية الواقعية - وهي وسائل عامة موجودة لدى الكافة من الناس - وليس إلى الوسائل الظنية والحسابات العقلية المجردة.

هذا بعض معالم الخطاب الشرعي في هذا الخبر النبوي الجامع الواضح البين، ما أصبت فيه فبتوفيق الله تعالى وهداه، وما أخطأت فيها فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله وأتوب إليه.




[1] رواه البخاري - ت الناصر - دار طوق النجاة (4/ 586/ح1907) - في مواضع - منها كتاب الصيام - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - « إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا » ومسلم رقم (1080) في الصوم، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.09 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]