|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اضطراب وجداني ثنائي القطب د. ياسر بكار السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو الله ثم أرجوكم أن تساعدوني في تشخيص حالة ابني؛ حيث إنَّ الأطباء شخَّصوا مرضه بـ(اضطراب وجداني ثنائي القطب)، ولا أعلم إنْ كان التشخيص صحيحًا أو لا؟! والابن في طفولته كثيرُ الحركة وعُدواني وقد بدَأ بالسرقة وهو في سِنِّ العاشرة، وفي سِنِّ الخامسة عشرة تعرف على أصدقاء السوء، وبدأ بشمِّ الغراء، ثم شرب العرق، وأخيرًا الكيتاجون والحشيش، والمادَّة التي أدمن عليها هي الكيتاجون، وقد أدخلتُه عددًا من مستشفيات الأمل، لكنه ينقطع عن الإدمان أشهُرًا ثم يعود، وهو الآن تاركٌ للمخدِّرات من مدَّة ستة أشهر، بالإضافة لإصابته بأمراضٍ وراثيَّة، وهي ضَعفٌ شديد بالسمع منذ الولادة، ويستخدم سمَّاعات طبيَّة، وضعف في البصر ناتج عن مرض (التهاب الشبكيَّة الصبغي)، وطول النظر، وكنَّا نعرضه على أطباء في الأمراض النفسيَّة، ولكن كان التركيز على الإدمان فقط، وقبلَ أربع سنوات ذهَب لطبيبٍ نفسي وشرح له ما يُعانِيه من متاعب، فشخَّص الطبيب مرضه بـ(الاضطراب الوجداني ثنائي القطب)، وهو يتناوَل أدويةً لذلك، وهي: الدباكين 2000 ملغم بمعدل حبتين صباحًا وحبتين مساءً، وإبرة كلَّ أسبوعين واسمها - على ما أعتقد - رسيبرال كونسا 25 ملغم، وسأكتب الصفات والأعراض التي يشعُر بها، وكذلك التي نلاحظها - نحن أسرتَه - عليه: 1- متقلِّب المزاج. 2- لا يثبت على رأي واحد، وعندما نأتي بفكرةٍ يقتنع بها، وفي الغد يُغيِّر رأيه، وهذه النقطة أتعبَتْني كثيرًا. 3- يريد لطلباته أنْ تُلبَّى بأسرَعِ وقت، وهو عَجُول ومُتسرِّع في اتِّخاذ القَرارات، والصبر عنده قليل جدًّا. 4- أشعُر أنَّه لا يثق فيمَن حوله، ونقص السمع أثَّر في شَخصيَّته، وبعض الأحيان يتكلَّم عن ضعف سمعه. 6- يصرف النقود بسرعة، ولا يحسب حسابًا للأيَّام المقبلة. 7- كثير الشك، تحمُّله للمسؤوليَّة 60 %. 8- طيِّب وحنون وعاطفي وكريم، ويحاول رضا مَن أخطأ في حقِّهم، ولكنَّه يعودُ ويُكرِّر خطَأَه... وهكذا. 9- دائمًا أُكرِّر أمامَه ألاَّ يُدخِّن داخل المنزل، ويقول: حاضر، ويمتنع لوقتٍ ليس بالطويل، ثم يُكرِّر عمله، وعندما أعتب عليه يقول: نسيت، أو يعتذر بسبب التكاسُل عن الذهاب للتدخين خارج المنزل. 10- يتعصَّب في حال الغضب، ويبدو عليه العنف، وبعض الأحيان يرمي بقوَّةٍ الأشياءَ التي يحملها أو التي بقُربه. 11- عندما يتسبَّب في مشكلةٍ لأحد أفراد الأسرة يأتي بعدها بدقائق للاعتِذار وكأنَّ شيئًا لم يكن. 12- في حال الفرح يقول: إنَّه لا يشعُر به، إنما بصورة أقل. 13- كثير الجلوس على (الإنترنت)، وكثير التدخين. 14- أحيانًا لا يسمع لرأي الآخَرين، خاصَّة إذا لم يُعجِبه الموضوع. 15- إذا احتاج مبلغًا من المال ولم يُعطِه أحدٌ من الأسرة شيئًا يبيع أيَّ شيء يخصُّه حتى لو بخسارة كبيرة، وهذه الصفة فيه حتى وهو متعافٍ من الإدمان. 16- النوم أحيانًا ما بين 6 أو 9 ساعات. وجزاكم الله خيرَ الجزاء، وسدَّد خُطاكم لما يحبُّه ويرضاه. الجواب مرحبًا بك وأهلاً وسهلاً في (شبكة الألوكة). أسأل الله الشفاء والصلاح لابنك الفاضل، وأنْ يجعله قرَّة عينٍ لك. عندما نتحدَّث عن الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (أوثق)، فإنَّنا نتحدَّث عن فتراتٍ يعاني المريض فيها من هجماتٍ من اضطرابِ المزاج، الذي يأتي على شكل هبوطٍ في المزاج؛ إذ يُعانِي من الاكتئاب والحزن الشديد، وتمتدُّ لبضعة أشهُر وفترات أخرى من الفرح والنشاط الزائد والحركة الكثيرة مع قِلَّةٍ في النوم، وبين هذه الهجمات يعودُ المريض شَخصًا طبعيًّا أو أقرب إلى الطبعي. ما فهمتُه من وصفك أنَّ الأعراض التي ذكرتِها مستمرَّة منذ فترةٍ طويلة، وغير مُتفاوِتة بين فترةٍ وأخرى، وهذا ما يجعلني أُشكِّك بتشخيصه على أنَّه مريض (اضطراب وجداني ثنائي القطب)، لا أستطيع أنْ أجزم، ولا أنصَح بإيقاف العلاج؛ لأنَّ المعلومات ليست كاملةً أمامي؛ لذا وجَبَ عليَّ القول أنَّني أنصح بزيارة طبيب نفسي آخَر للتأكُّد من التشخيص، ووضع الخطَّة العلاجيَّة الصحيحة. أمَّا لو عدت للأعراض التي ذكرتِها على اعتبار أنها تأتي بشكلٍ مستمر ودائم في حال تعافِيه من التعاطي، فمن الواضح أنَّه يعاني من اضطرابٍ نُسمِّيه (اضطراب الشخصيَّة المعادي للمجتمع) مع احتمال وجود آثار تخريب دِماغي بسبب تعاطِي المخدِّرات، مع أهميَّة الانتباه إلى أثَر ضعف السمع على حالته النفسيَّة؛ حيث تجعله أكثر شكًّا وميلاً للعصبية ورمْي الأشياء كردِّ فعلٍ لما يستفزُّه أو يزعجه. لا بُدَّ أنْ أقرِّر أنَّ العلاجات التي يتناوَلها الآن قد تُجدِي نفعًا في ضبْط سُلوكه وتحسين مزاجه، والذي يُقرِّر جَدواها هو أنت ومَن حوله من المتابعين لحالته. في مثل حالة هذا الشاب سيستفيد كثيرًا من العيش في بيئةٍ داعمة مُتفهِّمة، تقدِّم له الدعم والتفهُّم والاستماع له ولمشاعره، والإقرار بأنها حقيقيَّة، ومساندته في ذلك. يقدم العيش في مثل هذا الجوِّ بيئةً مناسبة لتحسين النموِّ الشخصي لديه والتعديل من سلوكه، ومن جهةٍ أخرى لا بُدَّ من الحزم في التعامُل معه عبر سنِّ القوانين (منع الدخان داخل البيت مثلاً) وإخباره بها ومحاسبته عندما لا يلتزم بها، ومواجهته بالسلوكيَّات السلبيَّة التي قام بها وأثَرها على الآخَرين... وهكذا، الحزم مع العطف وعدم الإهانة فنٌّ يجب أنْ تُتقِنيه وتُدرِّبي نفسك في استِخدامه أثناء التعامُل معه. من الوسائل المفيدة: تحديد السلوك الذي تَودِّين تغييره أو تعزيزه؛ ومن ثَمَّ التركيز عليه وتذكيره به، ومدحه عند الالتزام به وتأنيبه عند الإخلال به، لا تحكُمِي على حالته العامَّة على سُلوكيَّات مُعيَّنة. من نافلة القول أنْ أُؤكِّد على ضَرُورة مُساعَدته على الابتِعاد عن المخدِّرات وصُحبة السوء، فوُقوعه فيه مرَّة أخرى يَحمِل عَواقِب وَخِيمة أكثر من وُقوع الشخص العادي فيه. من الأمور المهمَّة مُراعاة ضَعف السمع والبصر لدَيْه، وهذا يُعيِّن ضرورة أنْ يحرص الجميع على مُراعاة ذلك، وتوضيح كلامهم أمامَه، وعدم الإشارة إليه من بعيدٍ بشكلٍ يُوحِي بالمؤامرة. أسأل الله العظيم الشفاء والتوفيق للابن الغالي، وأهلاً وسهلاً بك ثانيةً.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |