الخجل ومشكلة الثقة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صلاة ركعتين عند الإحساس بالضيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          زكاة الأرض المعدة للتجارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أسباب تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من أحكام اليمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          براءة كل من صحب النبي في حجة الوداع من النفاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 5891 )           »          ميتٌ يمشي على الأرض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          احفظ الله يحفظك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كلمات فواصل في استخدام وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-01-2021, 05:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,720
الدولة : Egypt
افتراضي الخجل ومشكلة الثقة

الخجل ومشكلة الثقة


أ. شروق الجبوري






السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على موقعكم المتميز، معذرةً سأبسط في السُّؤال وأرجو ألا تملُّوا، وكذلك أرجو منكم المساعدة؛ لأنِّي بدأت أتأثر كثيرًا، بدايةً أنا طالبٌ بكلية الهندسة، ومن مشاكلي أني أحس بضعفٍ في ذكائي، وصارتِ المعلومةُ تصلني ببطء، مع أنَّ معدلي جيد - والحمد لله - ولكن هذا الشُّعورَ يصاحبني كلَّ فصلٍ، ولا أدري ماذا أفعل؟ وكثيرًا ما أشعر أني حصلت على علاماتي حظًّا، بالرَّغم من تعبي واجتهادي في الدِّراسة، وأشعر أحيانًا أنَّ كثيرًا من الطُّلاب يستحقون درجة أعلى مني، والسبب أني إنسان خجول ولا أحصِّل المعلومة إلا بعد مراجعتها ودراستها وحدي، فعندما أرى الطلابَ يشاركون - بالرَّغم من أنَّ معدلي مرتفع عنهم - وأنا لا أشارك، أشعر بضعف.



مشكلتي الثانية: أني لا أستطيع إقامة علاقات ناجحة مع أصدقائي، ولا أستطيعُ مشاركتهم في المواضيع المختلفة؛ وذلك لخجلي، مما يشعرني أنهم يستصغرونني، فصرت أشعر عندما أذهب إلى الجامعة بالضَّعف الشَّديدِ، وأشعرُ بأنِّي فاشلٌ مع النَّاس، وفاشل في دراستي، وكلَّما حاولتُ الدِّراسةَ فهمتُ ولكن سُرعانَ ما أنسى، فذهني مشتَّتٌ، وكل يومٍ أحاولُ من جديد ولكنِّي أفشلُ، وددتُ أنْ أبوحَ لأحدٍ، شاكيًا له كي ينصحَني، ولكنَّ المشكلةَ تعذُّرُ وجودِ صديقٍ تربطني به علاقة، وكلُّ مَنْ أعرفه علاقتي به سَطْحية، يشعرونني باحترامهم لي، ولكني أظن أنهم يظهرون ذلك أمامي فقط، ولكن من داخلهم أشعر أنهم "يستصغرونني"، والسَّبب الكبير خجلي، لدرجة أني أشعرُ بأنَّ الجميعَ يريدون الضَّحكَ مني عندما أتكلَّم مع دكتور، فيحمرُّ وجهي، ولا أستطيع الكلامَ، ولا أدري ماذا أفعل؟



الحمد لله علاقتي بأهلي قويةٌ، وأصلِّي وأسمع القرآن، ولكنِّي لا أواظب على سماعه، مع العلم أنَّ القرآن يشعرني بالطمأنينة.


الجواب
أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

نودُّ بدايةً أن نرحِّبَ بك في شبكة الألوكة، ونشكر لك اختيارَك لها تلمسًا لحلِّ مشكلتك التي نسأل الله - تعالى - أن يجعلَنا سببًا في ذلك، ويسخرَنا في تنفيسِ كرب عبادِه؛ إنَّه - تعالى - سميع مجيب.



أخي الكريم، من سياق رسالتِك يبدو واضحًا أنَّ السَّبب في المشكلتين التي تضمنتها، هو اتسامُك بالخجل، فالخجلُ أخي الكريم حالَ بينك وبين تكيُّفِك مع الجوِّ العام للجامعةِ، الذي يختلفُ بلا شكٍّ عن جوِّ الثَّانوية وما قبلَها من مراحل، فكون الاختلاطِ في الجامعة أمرًا حديثًا على الطلبةِ ولكلا الجنسين، فإنَّ تكيفَ الطلبة وانسجامَهم مع المجتمعِ الجديدِ يواجِهُ صعوبةً وتلكُّؤًا، يزدادُ حجمُه كلَّما كانتِ البيئةُ الاجتماعية التي قَدِمَ منها الطَّالبُ تميلُ إلى الانغلاقِ والمحافظة، وهذه من المشكلات التي واجهها بعضُ الطلبةِ للأسف بالانطواء والانعزال، خاصَّةً القادمين من المحافظاتِ إلى العاصمةِ، لما يواجهون من اختلافاتٍ اجتماعيةٍ وثقافية لم يكونوا مهيئين لها.



وأنت أخي الكريم لم تصلْ إلى وضعٍ سيئٍ في مجتمع الجامعة، لكنَّ ردَّ فعلِك عند دخولك إليه تُرجِمَ إلى صراع نفسي، تحاكِمُ فيه نفسَك على ما لم تفعلْه، وتجلدها أحيانًا بوصفِك لها أنَّها لا تستحقُّ ما حققتْه من معدَّلاتٍ ونجاحات، بينما تنظرُ إلى زملائِك بعينِ الإكبارِ رغمَ عدم حصولِهم على معدلاتٍ كالتي حصلتَ عليها؛ فقط لأنَّ لهم مشاركات صفِّية بسبب توافقِهم مع الوضعِ الجديد؛ مما سبَّبَ لك بعضَ الضَّعفِ في الثِّقة بالنَّفس، والذي مردُّه إلى إقحام ذاتك في مقارنةٍ خاطئة مع الآخرين.



وهذا التَّحليلُ ينسحِبُ أيضًا على علاقاتِك الاجتماعيةِ مع زملائك، فتقرِّر عنهم رأيًا سلبيًّا بك لم يكونوا ليفكروا فيه، بل يبدو من سياقِ رسالتك أنَّهم يحترمونك، وهذا أمرٌ طبيعي لما تملكُه من مزايا لا شكَّ أنَّها كثيرةٌ، والتي ليس أقلها تفوقك الدِّراسي.



أمَّا عن عدمِ قدرتِك على فَهْم المعلومة حتَّى تعود لتقرأَها بمفردك، فهو أمر طبيعي جدًّا يعود إلى اختلافٍ كبير في أسلوب ما تتطلَّبُه المقرراتُ الجامعية من تحضير، وكذلك الاختلاف في طريقةِ تدريس الموادِّ نفسِها، وهذه صعوباتٌ تعليمية تواجِهُ جميعَ طلبة الجامعاتِ من الدَّارسين بنظامِ التعليم التقليدي في مرحلةِ ما قبلَ الجامعة، فالأمرُ ليس كما فسرته تراجعًا في ذكائك، فوجهت بذلك ظلمًا آخر لنفسِك، كما يبدو أنَّ أسلوبَك في الدِّراسة يعتمدُ على انفرادِك، وعدم تعودك على أسلوبِ دراسةِ المجموعة، وما يشيرُ إلى ذلك أنَّك تفهمُ حين تعود وتقرأ الموضوعَ بمفردِك، فلو كان ذكاؤك قد تراجعَ لما تمكَّنتَ من فهم ما قرأتَ بيسر، وباختصار: فإنَّ مشكلتَك التعليمية سببُها الخجلُ الذي يعد أيضًا حائلاً دون شعورِك بالرِّضا الاجتماعي والنَّفسي عن علاقتِك بالآخرين، ولهذا أخي الكريم أدعوكَ إلى التأمُّلِ مليًّا في هذا التَّحليل الذي يعرِضُ الأسبابَ الكامنةَ وراء مشاعرِك السَّلبية في المجالين التَّعليمي والاجتماعي، حيث يفيدُك التأمُّل بهذا التحليلِ إلى تغييرِ تفكيرِك ونظرتِك لذاتِك، ويرفعُ من ثقتِك بنفسِك، فيزيل عنك الخجلَ السَّلبيَّ، ويحل محلَّه الدافعُ نحو التَّواصل مع الآخرين بشكلٍ تلقائي، بعدما تبيَّن لك أنَّ أسبابَ ما تعانيه ناتجٌ عن خطأ فكر في تقييم الأمورِ وعدم وضْعِها في نصابِها.



كما أنصحُك ألا تقارنَ نفسَك بمن تعتقدُه أفضل منك إلا ليكونَ دافعًا نحو الاجتهاد، وألا تقف عند إخفاقِك بعضَ الأحيان في الدِّراسة أو غيرِها إلا لتتعرفَ على الأسبابِ فتجتازها مستقبلاً.



واعلم أخي الكريم أنَّ الفشلَ والإخفاق ضرورةٌ حياتية لاستثماره كدافعٍ نحو النَّجاح، وليس لإضعافِ طاقاتِنا وقدراتنا وجلدِ ذاتِنا، واعلم أنَّه ما من بشر إلا واجهَ صعوبةً ما في حياته، حتَّى النبي محمد - عليه الصلاة والسلام - الذي هو خيرٌ منَّا جميعًا، لكنَّ إصرارَه على الحقِّ وعدم الجزع - بعد قوة إيمانه بالله تعالى - مكَّّنه بعد ذلك منها.



وأختمُ بدعاءِ الله تعالى أن يوفقَك في جميعِ المجالاتِ، ويمنَّ عليك بالصُّحبةِ الصَّالحةِ، وينفعَ بك؛ إنَّه - تعالى - سميع مجيب.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.94 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]