سيكولوجيَّة فتاة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311346 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041925 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131964 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-01-2021, 02:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي سيكولوجيَّة فتاة

سيكولوجيَّة فتاة


أ. مروة يوسف عاشور






السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولاً جزاكم الله خيرًا على الموقع الأكثر من رائع، ونفَعَ بكم الأُمة، ورزقكم الفردوسَ الأعلى؛ فقد سبَقَ لي استشارتُكم، ولله الحمد أفادتْنِي كثيرًا، ورجعتُ ثانيًا راجيةً من الله أن أجِدَ عندكم ما يروي عطشي.



أمَّا بعد:

إنها شابَّة أحببْتُها في الله، فاكتشفتُ أنها تُعاني كثيرًا من الأشياء، فأردتُ مساعدتها، سأذكرُ لكم صفاتها ومعاملاتها: إنها فتاة تبلغُ من العُمر 15,5 سنة، هي ليستِ اجْتماعيَّة، يصعبُ عليها تكوينُ صداقاتٍ في حياتها.



ومن طباعها الصمتُ، إنها لا تعرف ماذا تقول إذا كانتْ برفقة أحدٍ، هذا الصمتُ سبَّبَ لها عِدَة مشكلات مع الناس، وحتى مع نفْسها؛ فعندما تواجِه مشكلة في الحياة تبقَى صامتة، وإذا شتمَها أحدٌ أو سبَّها تبقَى صامتة، لا تعرف ماذا تقول، كأنها بلعتْ لسانَها، رغم أنهم يجرحونها بذلك الكلام الذي يوجَّه إليها، فتذهب إلى البيت وتنتظر الليلَ بفارغ الصبر؛ كي تبكي وتبكي، وتفرِّغ كلَّ ما في قلبها، وهي فتاة تحبُّ دينَ الله كثيرًا؛ مما يدفعُها إلى البحث والسؤال كثيرًا عن دِين الله، تريد أن تكونَ جميعُ أعمالها مُرْضية لله، تتمنَّى طاعته في كلِّ ما أخْبَر به - سبحانه وتعالى - حتى خلقت لها مشكلات في البيت مع إخوانها ووالديها؛ بسبب تشدُّدها في الدِّين، ولكن لا تكترثُ لكلِّ ما يقولون، وأيضًا لا تتحدثُ إلى الشباب بطلاقة وضَحك؛ كما يفعل شبابُ هذا العصر؛ لأنها لا تستطيع، كلَّما سألَها شابٌّ أو تحدَّث إليها يحمرُّ وجهُها، ولا تعرف ماذا تقول، حتى أصبحوا ينعتونها بالمعقَّدة، الكلُّ يقول لها: معقَّدة، حتى أقرب الناس إليها؛ من أُمِّها ووالدها، والأكثر أخواتها وإخوانها، وهذه الشابَّة حسَّاسة جدًّا، تشعرُ بأن والديها لا يَعدلان بين أولادهم، دائمًا يرفضان لها طلباتها، رغْم أنها سهلة وفي حدود الله، يجرحونها بكلامهما، ويقطِّعون لحمَها بتصرُّفاتهما، وأيضًا تكرَه الأغاني تمامًا، وتحبُّ كتابَ الله، فهي مُداوِمَة على قراءته ما استطاعتْ، لكنَّها لا تفكِّر في حِفْظه؛ لأنها تخشَى نسيانَه، وذلك من أعظم الذنوب؛ لذلك تتهرَّب من حِفْظه، والآن هي حائرة لا تعرف ماذا تفعل، أصبح كلُّ شيءٍ يبدو لها مُظْلمًا وأسودَ، فجزاكم الله خيرَ الجزاء أن تساعدوها، وأرجو منكم أن تقفوا عند كلِّ نقطة ذُكِرَتْ، وتعطوها نصائحَ؛ كيلا تَفْقِد الأملَ، وأنا متأكِّدة كلَّ التأكيدِ أنَّكم لن تخيِّبوا أمَلَنا - إنْ شاء الله.


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

حيَّاكِ الله أختي الكريمة، ومرحبًا بك في موقعكِ (الألوكة), ونشكرُ لك تواصُلك معنا, وصَلكِ الله بطاعته ورضوانه, وتقبَّل منكِ دعواتك الطيِّبة، وجَعَلَ لكِ منها أوفرَ النصيب.



لستُ أدري لماذا لا تذكرُ بعض الفتيات عُمرها عند كتابة الاستشارة؟ فطلب العُمر بالنسبة لنا غاية في الأهميَّة على عكْس ما تظنُّ المستشيرة, ويعتمد الردُّ كثيرًا على عُمر المستشير وعلى جِنْسه, حتى وإن لم تكنِ الاستشارة خاصَّة بالسائل نفسِه.



تُعاني صديقتُك من المشكلات الآتية:

1- الصمْت عندما لا ينبغي الصمْت, والعجز عن التحدُّث في الكثير من المواقف.



2- صعوبة تكوين صَدَاقات.



3- شِدة الحساسية، والظنِّ بالأهل الظنون.



4- عدم القُدرة على التحدُّث إلى الشباب.



5- الرغبة في حِفْظ القرآن مع خوف نسيانه.



أولاً: الصمْت عندما لا ينبغي الصمت, والعجز عن التحدُّث في الكثير من المواقف.



يؤكِّد "ابن خلدون" - مؤسِّس علم الاجتماع - أن البيئة لها الأثرُ الأعظم على الحياة الاجتماعيَّة, وعلى شخصيَّة الأفراد, وأخلاقهم, وطباعهم, فمن نشأَ في بيئة تعسُّفيَّة لا يُسْمَح له بإبداء الرأي, أو لا يجد إلا السُّخْرية, فلن يكون قادرًا على التفاعُل مع المجتمع بشكلٍ صحيح, ولتصحيح هذا الخطأ المتأصِّل منذ الصِّغَر, عليه أن يُدْركَ حجمَ معاناته، ويعزم على التغلُّب عليها وقهْرِها, فالإنسان بطبيعته اجتماعي, فمن وَجَد الراحة في العُزْلة، فليعلَمْ أنَّ هناك خَللاً ما، وعليه إصلاحُه.



أقترحُ عليها أن تُدَرِّبَ نفسَها - في خلوة - كأنْ تتخيَّل بعضَ الحوارات الناجحة مع الأهْل والأصدقاء، وتقوم بالحوار كلِّه وكأنها بين مجموعة من الأفراد, وتُكرِّر هذا الفِعْل أكثرَ من مرة، وفي كلِّ مرَّة يكون الحوار أكثر تطوُّرًا, ويتطرَّق لأمور خلافيَّة؛ حيث نقطة خوفِها، أو ما يمثِّل نوعًا من الرهَاب الاجتماعي، ثم تسترجع هذا الحوارَ أثناء جلستها مع الأصدقاء أو الأهل وتقارِن، فلن تجدَ فَرْقًا كبيرًا بينهما, فتَخِف بذلك حِدَّةُ التأثُّر، وتكون رَدَّة فِعْلِها أهْدَأَ.



عليها أيضًا أن تنمِّي الثقة في نفسها، فرغبتها في الصمْت ليستْ إلاَّ دليلٌ على انعدام الثِّقة بالنفس, وأنتِ كصديقة مُخْلصة بإمكانك غَرْس ذلك في نفسها؛ بشحْنِ رأْسها بالأفكار الإيجابيَّة الخَلاَّقة.



أنصحها أخيرًا أن تفكِّرَ في عواقب الأمور، وتتوقَّع الأسوأ, ثم تنظر: ماذا يمكنُ أن يحدُثَ؟ كلمة جارحة، نظرة سخرية، اعتراض أو توبيخ، مَن منَّا لا يتعرَّض لهذا؟!



ليستْ نهاية العالم، ثمَّ عليها أن تتأمَّلَ ما تُكسبها تلك التفاعُلات من خبرة في التعامُل مع الناس، وقُدرة على المزيد من التحدُّث إليهم.



ثانيًا: صعوبة تكوين صداقات:

لتكوين الصداقات والتقرُّب إلى الناس عليها:

1- تقبُّل الخلافات بصدرٍ رحبٍ، والتعرُّف على السلوك السوي للنُّصْح, متى ما أرادتْ ذلك.



2- البَدء بالتعرُّف على الناس وملاطفتهم.



3- كثرة التبسُّم وحَمْل ما يقولون على محمَلٍ حَسن, وتجنُّب سوء الظنِّ.



4- الاهتمام بالناس وإشعارهم بصدْق محبَّتِهم.



5- تثقيف النفْس، وكثرة القراءة في مُخْتلَف الفنون.



6- أنصحها بالمزيد من القراءة في مجال عِلْم الاجتماع؛ ومنها الاطِّلاع على (هرم ماسلو)؛ للتعرُّف على احتياجات الناس الأساسيَّة، وإمدادهم بما يتيسَّر، كما أنَّ قراءة نظرية (ماسلو) تفيدُ في تصحيح الكثير من السلوكيَّات الاجتماعيَّة والتعامُل مع الناس.



ثالثًا: شدة الحساسية والظنِّ بالأهل الظنون.



أنصحك وإيَّاها وكلَّ فتاة في هذا العُمر ألاَّ تتعجَّل في الحُكْم على الأهل, فكم سَمِعْنا من اعتراضات الأبناء واتهاماتهم للأهْل, ثم إذا ما صاروا آباءً، وقعوا فيما نَقَموا منهم!



في الغالب لا يدرك المراهقُ حجمَ معاناة الأهْل, ولا يقدِّر تعبَهم, ولا يصدِّق محبَّتهم, وفي المقابل لا يقْدِر الأهْلُ على إيصال وإيضاح وجهات نظرهم للأبناء في هذا العُمر, فتكون النتيجة: أن يظنُّ الأهْل أن الابنَ متمرِّدٌ وعاقٌّ، ولا يقدِّر جهودَهم.



وعلى الجانب الآخر يظنُّ الابنُ أنَّ الأهْلَ يعاملونه معاملة سيِّئة, أو يفرِّقون بين الأبناء، ولا أجدُ ما أقولُه لها إلاَّ: أحْسِني الظنَّ بهم، وتأمَّلي في سلوكك, ولا تُقارِني بينك وبين إخوتك؛ فالأمر قد يكونُ أعمقَ مما يستوعبه عَقْلُك, ولا يفرِّق الأهْل بين فلذات أكبادِهم إلاَّ نتيجة لأفعال الأبناء, ويكون التفريق عرَضيًّا ومؤقَّتًا مَهْمَا بدا لك غيرُ ذلك.



رابعًا: عدم القُدْرة على التحدُّث إلى الشباب!



الحمد لله، لستُ بحاجة للخوض في هذه النقطة، فقد كفانيها الله؛ وذلك بتحريم إقامةِ علاقاتٍ مع الشباب, وإن وصفَها العالم بأَسْره بالمعقَّدة أو المتخلِّفة أو غيرها، فيكفيها فخْرًا أنها تطيعُ الله وحدَه.



خامسًا: الرغبة في حِفظ القرآن مع خوف نسيانه.



عليكِ بتشجيعها على ذلك، وإنْ وضعتُما جدولاً للحِفْظ معًا، فهو خيرٌ وأجر لكما - إنْ شاء الله - وأمَّا عن خوف نسيانه، فلعَلَّها تقصدُ ما ورد من عقوبة لمن ينْساه, وما جاء من هذه الآثار لا يصحُّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وتفضلي بالاطلاع على هذه الفتوى: (حكم نسيان القرآن الكريم):

http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/2100/12538/



ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله:

"نسيان القرآن له سببان؛ الأول: ما تقتضيه الطبيعةُ، والثاني: الإعراضُ عن القرآن، وعدم المبالاة به.



فالأول: لا يأْثَم به الإنسانُ، ولا يُعاقَب عليه؛ فقد وقَعَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين صلَّى بالناس ونَسِي آية، فلمَّا انصرفَ ذكَّره بها أُبَيُّ بن كعب، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هلاَّ كنتَ ذكَّرْتِنيها))، وسمع رسول الله قارئًا يقرأ، فقال: ((يرحمُ الله فلاناً؛ فقد ذكَّرني آية كنتُ أُنْسِيتُها)).



وهذا يدلُّ على أنَّ النسيانَ الذي يكونُ بمقتضى الطبيعة ليس فيه لومٌ على الإنسان.



أمَّا ما سببُه الإعراض وعدم المبالاة، فهذا قد يأْثَمُ به، وبعضُ الناس يكيدُ له الشيطان، ويوسْوِس له ألاَّ يحفظَ القرآن؛ لئلا ينساه ويقع في الإثْم! والله - سبحانه وتعالى - يقول: ﴿ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76].



فليحفظ الإنسان القرآنَ؛ لأنه خيرٌ، وليُؤَمِّل عدمَ النسيان، والله - سبحانه - عند ظنِّ عبده به".



وفْقكِ الله وإيَّاها لكلِّ خيرٍ وفلاح، وأظلَّكما بظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه, وأرجو أنْ أكونَ قد وُفِّقتُ للإجابة عمَّا تريدين, ونسعدُ بالتواصُل معكِ في كلِّ وقتٍ, فلا تتردَّدي في مراسلتنا.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 85.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 84.07 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.00%)]