|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجتي مريضة نفسيَّة ولا ترغب في العلاج. د. ياسر بكار السؤال السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله وحْده، والصَّلاة والسَّلام على مَن لا نبيَّ بعدَه. هذه نصيحة لكلِّ شابّ مقْبِل على الزَّواج لاختِيار الزَّوجة الصَّالحة، وقد وضع الله القاعِدة الكُبرى للحياة؛ فقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [النور: 26]. تزوَّجتُ منذ قرابة 30 عامًا وكنت لا أعلم كيف يتمّ اختِيار الزَّوجة الصَّالحة، وأهلي لَم يعترِضوا على اختِياري لزوجةٍ اخترتُها لجمالِها وحبّ قبل الزَّواج لعدَّة سنوات، وقد استغفرْت الله لكوْن ذلك فعلتُه عن جهل مني بأمور الدّين، وما سأجنيه من سوء اختِيار الزَّوجة الصَّالحة. وبعد سنوات قليلة من الزَّواج حصلت خلافات معتادة بين زوجتي وأهلي، منها الانتقادات والانقطاع عن الزّيارات، والَّذي زاد الطّينة بلَّة هو اتِّهامها بالسِّحر لجهل في أهلي وأنا لا أعتقِد هذا. وبعد ذلك، بدأتْ زوجتي في النَّكد المستمرّ والعصبيَّة واللَّطم والغضَب الشَّديد، كلَّما ذكر أهلي في أي مواضيع أو ذهبت إليهم، وتتَّهمني بالضَّعف أمام أهلي لعدم ردّ اعتِبارِها وقطع الصلة معهم كما قطعوا الصّلة معها تمامًا. وظهرتْ أعراض المرَض النَّفسي بوضوح عشرات المرَّات، ولكِن أوْضحهم مرَّة عندما أتَى اتِّصال تليفوني من بنت أختي تسألُ عني بدون ذِكْر اسمها لزوجتي، فأنكرت زوجتي وجودي وبالتَّالي قفلت بنت أختي التليفون، بعدها صرخت ولطمت زوجتي كثيرًا، وسقطتْ مغمًى عليْها على الأرض، حتَّى اضطُررت إلى مكالمة أُختي على الهاتف أمام زوجتِى؛ لتحْذيرها من أن تكون المكالمات التليفونيَّة مع زوجتي باحترام وتقْدير، رغم أنَّ ما حدث كان طبيعيًّا من وجهة نظري. وبعد ذلك طلبتُ منها الذَّهاب إلى طبيبٍ نفْساني وإلاَّ فسننفصِل، وأوهمتْني أنَّها ذهبت وأنَّ الطَّبيب قال: المشكلة فى عدم أخْذ حقِّها من أهلي، وبعد ذلك اكتشفتُ أنَّها لَم تذهبْ إلى الطَّبيب. وظلَّت زوْجتي تنكّد عليَّ بسببٍ وبدون سبَب، بِخصوص صلة الرَّحم التي لَم أقطعْها أبدًا رغْم ظروف سفري خارج مصْر لعشرات السَّنوات، والأسوأ هو استِخْدام أسماء إخوتي على أولادي كلّ يوم عندما يصدُر سوء تصرُّف منهم. وفكَّرت عدَّة مرَّات في الانفِصال، وبدأت في البحث عن زوجة صالحة، ولكنِّي لم أوفَّق لعدم توسيع دائرة البحْث، رغم الاستِعانة بآخرين. وقد كنتُ أتراجع في خطوة الزَّواج بأُخرى بسبب استِشارة الصَّالحين؛ لمصلحة الأوْلاد والأحفاد. ورغْم ما ذكرتُ، فالحمد لله أنّي أتَّقي الله في جَميع تعامُلاتي ولَم أحرِمْها شيئًا، ومُعظم ما تطلبه مُجاب. برجاء التَّواصي بالصَّبر والتَّواصي بالحقّ. الجواب الأخ الفاضل، السَّلام عليكم ورحمة الله. مرحبًا بك وأهلاً وسهْلا في شبكة (الألوكة). قرأت رسالتَك باهتِمام، أسأل الله العظيمَ لك الأجْر على الصَّبر والمصابرة في وجه كلّ هذه الظروف، هذا الصَّبر له أجْر عظيم احتسبْه عند الله، وقد يكون سببًا لدخولك الجنَّة، وما أحلى الجائزةَ وأرْوعَهَا! من ناحية نفسيَّة لا أستطيع أن أضَع أيَّ حكم على إصابتِها بمرض نفسي بناءً على ما ذكرت، قد أحتاج إلى تفاصيل أكثرَ حتَّى أقرِّر في هذا. ليس كلّ نكديّ أو صعب المراس مصابًا بمرض نفسي، على أنَّها قد يكون لديْها اضطراب في الشَّخصيَّة يجعلها بهذه العصبيَّة، وقد يسبّب الاكتئاب في بعض الأحيان عصبيَّة زائدة. دعني أؤكّد أمرًا مهمًّا في العلاقات الزَّوجيَّة، نحن نحتاج أن نكون صارمين أكثرَ في وجْه أي سلوك أو موقف خاطئ، يَجب أن نضع الحدود ونلتزِم بها، وننفِّذ ما وعدنا بتنْفيذه إذا تمَّ اختِراق هذه الحدود، لا أن نضع الحدود ثمَّ نتناساها حتَّى يصبح الأمر تهديدًا لا طائل منْه. ما ذكرتَه من موقفٍ عند اتصال ابنة أختك هو مثال آخَر على تعزيز السّلوك الخاطئ؛ حيثُ تمَّت مكافأة الزَّوجة على سلوكها غير المقبول والرّضوخ لضغْطها، والحديث مع ابنة الأُخت بحدَّة رغم معرفتك أنَّ الأمر محض افتِراء. العلاقة الزَّوجيَّة تحمل بطبيعتِها إعادة برمجة لسلوك الزَّوجين في قالب معين، ارسم أنت هذا القالب وضعْ حدودَه بما يتماشى مع شرْع الله العظيم، ويضْمن بناء بيتٍ مستقرّ، ضع الحدود بوضوح (ما هو مسموح وما هو غير مسموح، ما هو مقبول وما هو غير مقبول) وضع العقوبة واضحة عند اختِراقها، وكن صارمًا في تطبيق ذلك. وفي المقابل لا تنسَ بقيَّة الحلّ، وهو أن تسعى لإضافة لمسات الحبّ والوفاء مهْما طال عهد الزَّواج، عبر الوسائل المختلفة، ولا تنسَ أن تكافِئ بسخاء أيَّ التزام بالحدود التي تحدَّثنا عنها. الزَّواج النَّاجح يجب أن يفرز نفوسًا راضية مرضية، سعيدة هادئة، وإلاَّ فلا مصلحة منْه إذا - وإذا فقط - قُمنا بكلّ ما يلزم لإصْلاح الخلل مرَّة بعد مرَّة، وبالطَّريقة الصَّحيحة، والَّتي لا أرى أنَّك سلكتَها من قبل. أكرِّر الحرص على البحث عن الاكتِئاب الَّذي تصاب به النِّساء في هذا العمر بكثرة، والَّذي يأتي على شكل العصبيَّة وتضْخيم الأشياء الصَّغيرة، ولوْم النَّفس والآخرين بشكْلٍ غير منطقي، مع شُعور بالحزْن وسرعة البكاء (بكاء حقيقي لا دموع التَّماسيح!) وشعور بضعْف الثِّقة بالنَّفس وقلَّة الأهمّيَّة، هذه العلامات قد تدلّ على وجود الاكتِئاب الَّذي يسهل علاجه بواسطة أيّ طبيب نفسي مدرَّب. ختامًا: أؤكِّد ما طرحتَه من أهمّيَّة اختيار الزَّوجة الصَّالحة، والعمل في الأيَّام الأولى من الزَّواج على صياغة ميثاق للأُسرة ووضع الحدود ومراقبة الالتِزام بها، وإثراء الحياة بلمسات الحبّ الجميلة، لقد عرفت الكثير من الأزْواج الَّذين ظهر التناقُض الكبير في سلوكيَّاتهم وانسجامهم، لكن مع التَّغيير المستمرّ وإصلاح الخلل من الطَّرفين استطاعوا أن يكملوا حياتَهم وهم سعداء راضون، هذا لا يأتي هكذا بعفويَّة؛ بل يحتاج إلى بذلِ الجهد، لكن الثمرة تستحقُّه. تقبَّل تحيَّاتي وأهلاً بك
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |