الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058314 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1326808 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-01-2021, 08:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة

الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم: أحب الدين إلى الله الحنيفيَّةِ السمحة











فواز بن علي بن عباس السليماني




قال المصَنِّفْ: وفيه تعليقًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أَحَبُّ الدِّينِ إِلَى الله الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ).








قوله: (وفيه تعليقًا):تعريف الحديث المعلَّق:



قال ابن جماعة في "المنهل الروي" (ص:49): المعلق: هو ما حذف من مبتدأ إسناده واحدًا فأكثر؛ كقول الشافعي: قال نافع، أو قال ابن عمر، أو قال النبي.








وكأنه مأخوذ من تعليق الجدار، أو الطلاق؛ لاشتراكهما في قطع الاتصال.








ولم يستعملوه فيما سقط وسط إسناده أو آخره؛ لتسميتهما بالمنقطع والمرسل، ولا في غير صيغة الجزم؛ مثل: يُروى عن فلان، ويُذكر عنه، وشبه ذلك.









أورده البخاري كثيرًا في "صحيحه"، كما تقدم وليس بخارج من قبيل الصحيح، وإن كان على صورة المنقطع، فقد يفعل البخاري ذلك؛ لكون الحديث معروفًا من جهة الثقات عمن علقه عنه، أو لكونه ذكره متصلًا في موضع آخر من كتابه، أو لسبب آخر لا يصحبه خلل الانقطاع، وهذا فيما يورده أصلًا أو مقصودًا لا في معرض الاستشهاد؛ لأن الشواهد يحتمل فيها ما ليس من شرط الصحيح معلقًا كان الشاهد أو موصولًا.








وقد خُطئ ابن حزم في رده حديث أبي مالك الأشعري في المعازف لقول البخاري فيه: قال هشام بن عمار، وساق السند، وزعمه أنه منقطع بين البخاري وهشام، فإن الحديث معروف الاتصال بشرط الصحيح؛ اهـ.








قوله: (أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة):



تعريف الدِّين وسبب تسميته بذلك:



الدين هو كل ما يدين به الناس، ويجعلونه إِلْفًا لهم وديدنًا لهم.



وهو مأخوذ من الديدن، يقال: هذا ديدنه يعني هذا ما اعتاده والتزمه، ومنه: دِنْتُه يعني التزمتُه.








وسُمي بذلك: لأنه ملتزم به، والدِّين كذلك هو الطريقة الملتزمة، فإذا اعتقد شيئًا ولتزمه صار له دينًا، وإذا عمل بشيء وسلكه صار له دينًا، حتى تصير الأنظمة التي تُلتزم في اللغة تسمى دينًا، كما قال الله جل وعلا في قصة يوسف: ﴿ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ﴾ [يوسف: 76]، سمى طريقة الملك في الأحكام في مسألة السرقة، وأنَّ الذي سرق يؤخذ أسيرًا أو رقيقًا عقابًا له على سرقته، سماه الله جل وعلا دينًا؛ لأنه التزام لحكم في كل حال.








لهذا صار الدين دين الملك في قصة يوسف هو ما التزمه الملك في رعيته حين ذاك من الشرائع.








وإذا كانت الشريعة مخالفة لشريعة الإسلام يصح أن يُقال لغة: إن هذا دين كذا؛ لأنه يدان به ويلتزم به عندهم، وإن كان مردودًا؛ اهـ؛ بتصرف من "شرح" صالح آل الشيخ عند هذه الفقرة.








مراتب دين الإسلام الثلاث والفرق بينهن:



الدليل على أن مراتب الدين ثلاث، قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمر رضي الله عنه المشهور: (جاء يعلِّمكم دينكم)، فمن هذه الفقرة سمى العلماء: الإسلام، والإيمان، والإحسان مراتب الدين الثلاث، والله أعلم.







تعريف المرتبة والركن:



قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (1 /129): المرتبة: هي المنزلة.



والأركان: جمع ركن وهو جانب الشيء الأقوى الذي يقوم عليه، ولا يتم إلا به؛ اهـ.







فالمرتبة الأولى الإسلام: وهو خمسة أركان، من جحدًا ركنًا منها من غير جهلٍ أو عذرٍ شرعيٍ كفر، بإجماع المسلمين، والله أعلم.







انظر: "جامع العلوم والحكم"؛ لابن رجب شرح الحديث الثالث، وبه يقول العلامة ابن باز: والمرتبة الثانية الإيمان: وأركانه ستة، من ترك شيئًا منها من غير جهلٍ أو عذرٍ شرعي كفر، بإجماع المسلمين أيضًا، والله أعلم.







انظر: "المصدر السابق"، و"رسالة أهل الثغور" الإجماع السادس والثلاثون (ص274).







والمرتبة الثالثة الإحسان: وهو ركن واحد، ومنهم من جعله ركنان، والأول أقرب، وحكم منكره، كحكم سابقيه، والله أعلم.







والإحسان أعلى المراتب وأفضلها، وبعده الإيمان، وبعدهما الإحسان، كما هو مرتَّب في الحديث.







وبَدْء جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم بالسؤال عن الإسلام، ثم الإيمان، ثم الإحسان، قد يستفاد منه أن الإيمان أتم من الإسلام، والإحسان أتم من الإيمان، والإنسان أول ما يدخل في مرتبة الإسلام، فإن وفَّى لكل ركن من أركان الإسلام حقَّه، ومستحقه، ارتفع إلى مرتبة الإيمان، فإن وفَّى لكل ركن من أركان الإيمان ما يستلزمه، ارتفع وارتقى إلى المرتبة العليا، وهي الإحسان، فكل محسن مؤمن ولا عكس، وكل مؤمن مسلم ولا عكس، وعلى هذا إجماع أئمة المسلمين، سابقهم ولاحقهم، والله أعلم.







راجع: "كتاب الإيمان" لشيخ الإسلام ابن تيمية، (ص6).







تنبيه متعلق بقول العلماء: كل مؤمن مسلم ولا عكس، وكل محسن مؤمن ولا عكس:



مما لا شك فيه أنه لا يصح أن نثبت الإسلام لأحدٍ من الناس، وهو لم يؤمن بأركان الإيمان أو ركن الإحسان، ومثله الإيمان، فكيف نقول: كل مؤمن مسلم ولا عكس، وكل محسن مؤمن ولا عكس؟!



والجواب: هو أنه يصح أن نطلق على المسلم المراتب الثلاث، وذلك بأن نقول: مسلم، ومؤمن، ومحسن، ولكن نقيد ذلك بقولنا: مسلم ضعيف الإسلام، ومؤمن ضعيف الإيمان، ومحسن ضعيف الإحسان، ومتى كمل إسلامه كان مؤمنًا، ومتى كمل إيمانه كان محسنًا.







فالمنفي عنه في قولنا: ليس كل مسلم مؤمن، وليس كل مؤمن محسن يتضح بقولنا: ليس كل مسلمٍ ضعيف الإسلام مؤمن كامل الإيمان، لا أنه ليس بمؤمن، فإنه إذا لم يؤمن بركنٍ من أركان الإيمان، وهو يؤدي أركان الإسلام لا يعتبر مسلمًا.







ومثله قولنا: ليس كل مؤمن ضعيف الإيمان محسن كامل الإحسان، والله أعلم.







وقوله: (الحنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ):



تعريف الحنيفية السمحة:



قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (1 /94): الحنيف لغةً: ما كان على ملة إبراهيم، والسمح: هو السهل؛ اهـ.








بعض ما في قوله صلى الله عليه وسلم: (أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة) من الفوائد:



الأولى: سماحة هذا الدين ويسره، وقد ثبت ذلك بالتواتر، من القرآن والسنة.








الثانية: صفة المحبة لله تعالى، وأن الله يحب ويبغض، ولنا مبحث بعنوان (أسباب محبة الله للعبد مع ذكر بعض الفوائد)، نسأل من الله العون على إتمامه، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم.








الثالثة: أن هذا الدين الحنيف هو ملة خليل الله إبراهيم عليه السلام؛ قال الله تعالى: ﴿ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [البقرة: 135].








الرابعة: فضيلة دين الإسلام، وكماله على غيره من الأديان.







الخامسة: فضل المسلم المتمسك بهذا الدين القويم، وبتعاليمه النبوية الرفيعة.








السادسة: أهمية التوحيد والدعوة إليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «الحنيفية»، وأنه دين جميع الرسل؛ قال الله تعالى: ﴿ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ [النحل: 2].








وقال الله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء: 25]، والله أعلم.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.31 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]