شهقة (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 371 - عددالزوار : 155213 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          يوتيوب يقدم الآن رموز qr لمشاركة القنوات.. كيف تحصل عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تعملها إزاى؟.. كيفية إضافة صفحات متعددة إلى مركز التحكم بأيفون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف تضاعف المسافة فى صفحة Word فى 4 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          اختصار جديد بواتساب يضع علامة على الكل كـ"مقروء" لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-01-2021, 07:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,549
الدولة : Egypt
افتراضي شهقة (قصة قصيرة)

شهقة (قصة قصيرة)


أحمد كمال أحمد محمد



وجهٌ معبق بعبق الهمِّ، وجلبابٌ أكل عليه الزمانُ وشرب، وعكَّاز يقيه ذلَّ المساعدة، تضرب برأسه حمَّى الجحود، فيهيمُ على وجهه في الأزقَّة، أولادُه بعد أن أكلوا رغيفَ عمره، كسروا له آنيةَ جهده، دمعات تخترق مآقيه، يُخفيها عن زوجته المكلومة، آهٍ حين تجثم على صدرك الزفرات، قطرات الإفاقة كانت تنبعثُ من ميكروفون المسجد، صديقُه الحاج صالح سيَلقى ربَّه اليوم بعد رحلةٍ من المرض، نفسه القابعة بين ركام الألمِ تُخبره أن الحاجَّ صالحًا أسعدُ حالاً منه، كان المرض ينخرُ في جسده، لكنَّ أولاده كانوا يطهِّرون السوس بعطفِهم، أمَّا هو فقد قسَّموا جسدَه على مائدة جُحودهم، جرجر قدمَيه إلى بيته؛ مدخَلٌ بباب خشبيٍّ وسورٍ وطيء، مسقوف من الخوص، كانت عيناه تتحسَّس بيتَ ابنِه الشاهق، أحسَّ برعشة قلبه، حين جاءته ذكرى طرْدِه هو وزوجته من البيت، شعور الكلب المُقْعِي على أرصفة الكِبَر، كان سُعال زوجته إثر جلوسها أمام الفرن يقطعُ الذِّكرى، عقدت بين حاجبيها كي تدقِّق في وجهه الذي يمشى تحت ناصيته الهمُّ: تماسَكْ قليلاً كي لا تشمت بنا الجيران، سياحتُك في طرقات الهمِّ لا تجدي، والمتخَمون بالبلادة يفقدون شعورَ الرأفة، كانت بسمةٌ تلوح في الأفق حين رأى أسطوانةَ غازٍ قابعة في ركن الحجرة، استفهم من زوجته بنظرةٍ، فطَأْطأَت رأسَها وقالَت في خِزي: ابنُك محمود تركها لك هنا، كي تذهب للمستودَع تغيِّرها له، ازدرد ريقَه، ومضغ مِلحًا سال من نهر دمعه، آهٍ حين يسجنك قانون الأبوَّة في سجن العطف، استجدى عروقَه كي تقوى على حملها، ليتني أحمل الجبالَ الراسيات، وما حملتُ حصاةَ الاضطهاد، أصواتٌ مختلطة، وسباب يعفر الجوَّ أمام المستودع، ربض بأسطوانته في آخر الصفوف، يزحف بها كلَّما سمحت مسافةٌ، وحين وقف أمام العربة التي تحمل الأسطوانات، جاءه سهمٌ مارق من نظرة ابنه، وهو يمضغ العلكةَ ويضحك ساخرًا، مع شاب آخر في سيارته، كان تفكيرُه يحاول أن يتفادَى ضربةَ السهم، لكنه التفكير: لم يمهله، الولد الموزِّع فوق العربة ألقى له الأسطوانةَ بقوةٍ فارتطمَت بصدره، كانت روحُه تشعر بالتلاشي، وتفقد قيمةَ الأشياء، حاول الزحف وراء مروق الأسطوانة، لكنَّ أنفاسه تضغط عليه، أرسل زفرةً إلى السماء حين تذكَّر زوجتَه، تمتم بكلمات لم يُفهم منها إلا: لعلَّ لنا لقاء قريبًا في قبرٍ يدثِّرنا من صقيع المهانة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 45.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.26 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.64%)]