|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أتخلَّص من الانفعال؟ أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسأل المولى أن يُسدِّدكم ويُثيبكم. استشارتي هي: أنا رجلٌ متزوِّج منذ ست سنوات، ولديَّ ولدٌ وبنت، الولد عمره خَمس سنوات، والبنت عمرها سنة وأشهر، مشكلتي أنَّني أشعر غالبًا أنَّني متوتِّر وأعصابي مشدودة، وليس شرطًا أن يكون شيءٌ قد حدث يشدُّني، أو يستثيرني، أقاوم نفسي كثيرًا حيال هذا الأمر، وإذا سألَتْني زوجتِي عن شيءٍ أيًّا كان، يكون ردِّي - عفويًّا - بصوت عالٍ، وكأنَّها قد سألَتْ مِرارًا. أتضايق من أيِّ شيء مُزْعج، حتَّى من لعب أطفالِي في الغرفة أثناء مُشاهدة التِّلْفاز، وعندما أكون بِمُفردي أحيانًا أفكِّر في أمور أو مواقِفَ حدثَتْ لي مع أشخاص، ولم تكن لي ردَّة فعل حينَها، فأتَخيَّل أنِّي في الموقف، وأردُّ وأتكلَّم مع نفسي، لدرجة أنِّي أَصِل لِحَدِّ الانفعال، علمًا أنَّ هذا التصرُّف يَحْدث إذا كنتُ في بيتي أو عند والدتِي في بيتها، وما دون ذلك فلا، سواءٌ في العمل أو مع الزملاء، لكم تحيتي ووُدِّي. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. المشاعر هي مِن أكثر الأمور الَّتِي تُتْعِبنا وتُحيِّرنا بحال عجَزْنا عن فَهْمِها، لكنَّها في نفس الوقت تُصْبِح قوَّة إيجابيَّة، وتُعِيننا بحال فَهِمْناها، وهذا مِن نِعَم الله علينا. ما تَحتاجُه هو أن تَفْهم مشاعِرَك، وتفهم المشاعر بشكْل عام؛ حيث تتحوَّل المشاعر حينما نَعْجز عن تفريغها كما يَحْدث معك الآن؛ إذْ إنَّ الغضب - وهو التوتُّر الذي تُعاني منه - مِن أقوى المشاعر، ويُغطِّي على كلِّ ما سواه للأسف، رُبَّما لِهَذا السبب نُهِينا عن الغضَب في قولِه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تغضب))؛ إذْ إنَّ الغضب يُدَمِّر العلاقات، ولا يفيد صاحِبَه، ولِكَونه شعورًا متحوِّلاً؛ فمن السهل التغلُّب عليه بِفَهم الأسباب المؤدِّية إليه، والمشاعر التي تُحوِّل عنها. ما لَمَسْتُه من خلال سطورك أنَّك تعجز عن التصرُّف في المواقف التي تَحْصل معك بالطريقة التي تُرضيك، ويتحوَّل عجزك هذا إلى إحباطٍ تُفرِّغه فيما بعد في غضبٍ في بيتك أو بيت والدَتِك، المكان الذي تَجِد نفسك فيه، ولا تضع حدودًا أو ضوابِطَ لانْفعالك عنده؛ إذ إنَّ غالب الناس للأسف مع الأشخاص الذين يثقون بأنَّهم لن يغيِّروا نظرتَهم لهم، تتفجَّر انفعالاتُهم بوضوح أكثر! وبِلُغة المشاعر: الغضَبُ يعني العجز، فابْحَث عن مكامِن العجز التي تَشْعر بِها، وحاوِل التَّغلُّب عليها بِمُواجهتها، نعَم، قد لا تجد حلولاً لكلِّ مشكلة تَمُرُّ بِها، وقد تجد صعوبة في تغيير طبيعتك وفي المواجهة؛ لذلك فإنَّ أهم ما يُمكِنُني توجيهُه إليك هو: 1- ألاَّ تتعجَّل الأمور، ولا تيئس. 2- ثِقْ بالله، واجعل ارتباطك به أقوى من أيِّ ارتباط؛ فحينما تكون مراقبةُ الله هي الْحَكَمَ في كل أمورنا نشعر براحة مُختلفة، تَصْغر معها كلُّ الضغوط الأخرى. 3- أيضًا تحتاج أن تَزِيد ثقافَتُك بِمَهارات التَّواصل الناجح، سواء بالقراءة أو بالسماع أو بِحُضور الدَّورات والمُحاضرات التي تخدم هذا الهدف لدَيْك. 4-تَحتاج أن تفرِّغ أفكارك مع أشخاصٍ ترتاح إلَيهم، ويُعينونك على المواجهة أكثر، ولا يُشترط أن تُخبِرَهم بالتفاصيل، لكن يكفي أن تَجِد مَن تشعر معهم بالثِّقة والرَّاحة، وكُلَّما كان هؤلاء الأشخاصُ أقرب إليك كان ذلك أفْضَل. 5- اقتَرِب من زوجتك وأُسْرتك أكثر، وأيضًا من والدتِك، حاوِرْهم، واهتمَّ بشؤونهم، وشارِكْهم فيما يهمُّك، فسيساعدك ذلك كثيرًا بإذن الله. 6- أحيانًا كثيرة يكون لِنَقْص الفيتامينات والمعادن والأَحْماض الدُّهنية دورٌ قوي في التوتُّر وتقلُّب المزاج؛ لذلك اهتمَّ بغذائك أيضًا، وبالتحليل، ولا بأس بِأَخْذ المكمِّلات الغذائيَّة، وزيت السمك الذي يحتوي على أوميغا 3؛ حيث إنَّ كثيرًا من الأبحاث تؤكِّد على مدى فاعليَّتها باستقرار المزاج. وفي النِّهاية لو اتَّبَعْتَ كلَّ ما أشرنا عليك به، وعجزْتَ رغم كلِّ ذلك، فشاوِرْ طبيبًا نفسيًّا يُعِينك على تَجاوز هذه المشكلة؛ لكي تَصِل إلى الاستقرار الذي تَطْمح إليه بإذن الله بالمتابعة والفَحْص السريري، وإن كنتُ أظنُّ أنَّه لِكَونك لا تُعاني من هذه المشكلة إلاَّ في البيت وعند أهلك؛ فالأمر بيدك فقط، تَحتاج إلى فَهْمِه؛ لتتجاوزَه بعد ذلك بإذن الله. ولا تنْسَ أثرَ الصَّلاة والاستغفار على راحة القَلْب؛ فبِذْكر الله تطمئنُّ القلوب، وقد أثبتَتِ الدِّراساتُ أيضًا ما لِمَرحلة الخشوع من تأثير على الراحة النفسيَّة. نسأل الله لك الطُّمَأنينة والسَّداد، وراحةَ البال وانشراح الصدر.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |