|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أخاف ألا يستمر زواجنا أ. لولوة السجا السؤال ♦ ملخص السؤال: شابٌّ تقدم لخطبة فتاة، لكنها ليستْ جميلة، ويخاف ألا يتقبلها بعد الزواج، ويريد إنهاء الخطبة، ويخاف أيضًا مِن أن يظلمها، ويسأل: ماذا أفعل؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ في الثلاثين مِن عمري، تقدَّمْتُ لخطبة فتاة منذ سنة ونصف، ولم يحصُل قَبول مِن ناحيتي بسبب الشَّكل، ورفضتُها مِن أول جلسة، ثم مرَّت الأيام وَأَلَحَّتْ عليَّ أمي بأن أقابلَ الفتاة مرةً أخرى، وظلتْ تُعَدِّد لي مَزاياها؛ مِن احترامها ودينها وخُلُقها وأدبها... إلخ، فوافقتُ، وطلبتُ مِن أهلها موعدًا، وعندما ذهبتُ لم أطِق الجلوس معها، وجاء الرفضُ من قِبَل والدها، حفاظًا على ابنته! وجدتُ نفسي أفَكِّر في كلِّ صفاتها؛ مِن أدبٍ وأخلاقٍ، وقرَّرتُ أن أكلِّم والدها مرة أخرى، ووافق والدُها بعدما تكلَّمتُ معه، وعندما جلَستُ معها عاد إليَّ الإحساسُ السابق؛ بأني لا أريد مُقابلتها، ولا أريدها زوجةً! ضغطتْ عليَّ أمي، وذهبتُ معها، وكان هناك قَبولٌ مَبدئي، ووافقتِ الفتاة، لكن المشكلةَ أنها كانتْ تشعُر بتردُّدي، وكان المنطقي أن تكونَ رافضةً! بقيتُ مدةً في هُدوء نفسي، إلى أن قامتْ بإرسال صورةٍ لها؛ فلم أجدْها جميلةً، وعاد إليَّ التردُّد مرة أخرى، بل كان يُضايقني بصورة أكبر مِن ذي قبلُ. استخرتُ، وبدأتُ أسأل مَن حولي، والجميعُ أشار عليَّ بإكمال الزواج، والتعجيل فيه، لكني في ضيقٍ كبيرٍ. فأشيروا عليَّ ماذا أفعل؟ هل أكمل؟ أو أنهي الخطبة؟ أنا خائف مِن قرار الانفصال، وأيضًا خائفٌ مِن إكمال الخطبة معها، وألا أستطيع أن أحبها بعد الزواج الجواب الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ: فكثيرًا ما نسمع بِمِثْل قصتك؛ لذلك أريد أن أطمئنك إلى أن أغلب الذين تزوَّجوا بغير قناعةٍ تامة بسبب نقْص الجمال قد نجحتْ علاقتهم، ووُفِّقوا في حياتهم بأمرٍ مِن الله الذي إذا أراد شيئًا قال له: كنْ فيكون. مَن قال لك: إن الاستقرار الأسري والراحة النفسية لا تكون ولا تتحقَّق إلا بالزواج من المرأة الجميلة؟! انظرْ من حولك، وتأمَّلْ في أغلب الأُسَر التي تنْعَم بعلاقاتٍ هادئةٍ ومحترمةٍ، هل كل النساء فيها كانوا جميلات؟! بل إنَّ مِن أكثر ما يُزعج في قضايا الطلاق في السنوات الأخيرة كون الزوجين يتميَّزان بصفاتٍ خلقيةٍ حسنة، بل وتصل إلى حد الجمال اللافت، مما يجعلنا نتساءل: لماذا طلقتَ هذه الجميلة؟! في السابق كان الرجلُ يَقنع بأي امرأةٍ، وكان التوفيقُ حليفهم، أما الآن فالشروطُ اختلفتْ، وأصبحتْ وفق ما تُمليه علينا وسائل الإعلام بسبب تبَرُّج المرأة وسفورها! أخي الكريم، للعلاقة الزوجيةِ أسرارٌ وخفايا لا يُدركها إلا مَن تعايش معها، وبطبيعة الحال حين تستشير شخصًا في أمرٍ كهذا، فإن أول ما سيذكِّرك به هو أمر الدين والأخلاق، واللذان يَعُدَّان الأساس العظيم الذي يحسُن اختيار الزوجة بناءً عليه، ومع ذلك اسمح لي أن أتنحى قليلاً، وأضع أمامك تصورًا يَغيب عن كثيرٍ ممن يُقدمون على اختيار المرأة الجميلة دون غيرها، ألا وهو: مدى ما تمتلكه تلك المرأة مِن شخصيةٍ محترمةٍ ومثقفةٍ، بل ومدى اهتمامها بنفسها ونظافتها وهندامها، فتلك أمورٌ يجب ألا تُغفَل حقيقةً، كما أنَّ ذلك مِن أشد ما يجذب الرجل في المرأة، والعكس غير مقبول! فلا تغْتَرَّ بالظواهر! كما أنَّ بعض النساء تَظهر خيْريتها وبركتها مع مرور السنوات، ومن خلال المواقف؛ مما يجعل الزوج يزداد إعجابًا بها وتمسُّكًا. والذي أشير به عليك - بعد التضرُّع إلى الله في أن يختار لك ويرضيك - هو أن تُطيلَ فترة الخطبة، فلعلك تلمس مِن حُسن خِصالها ما يزرع محبتها في نفسك، فتقدم وأنت مرتاح البال، أما لو شعرتَ بأن طول المدة زاد مِن النفور، أو أظهَر لك شيئًا مِن عدم التوافق والاقتناع بشخصها، فهنا أقول لك ما قاله الله عز وجل: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، والمهم في ذلك هو عدم التسرُّع في اتخاذ القرار. أسأل الله العليَّ القديرَ أن يُلْهِمَك رشدك، وألا يكلك إلى نفسك وأن يجعل لك مِن كل هَمٍّ فرَجًا ومَخْرجًا، وأن يكتبَ لك التوفيق والسداد
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |