|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تعبانة نفسيًّا د. ياسر بكار السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أعاني من قلة ثقة في النفس، وأحيانًا ما أقدر "أسولف" سالفة طويلة، إذا قلت سالفة وكان الجميع منتبهًا لي تغيَّر وجْهي وانقلب كياني، وصرت أرتجف، وما أحب أسمع صوتي بل أكرهه. وأخاف من أشياء تافهة، على سبيل المثال: لو رحت أزور جارتي أحسُّ بخوف ولا أحب الذهب للعيادات نفسيَّة. ومشكلة الخوف والارتجاف تمر عليَّ بشكلٍ يوْمي، مع العلم أني متعلمة ومتخرجة مرَّت علي خمس سنوات، ومتزوجة منذ أربع سنوات، ولي بنت عمرها سنتان، وبدأت حالة الخوف وخاصة من السَّوالف من الثَّالث الثَّانوي، وزادت الحالة في الكلّية، صرت إذا كلَّمت أحدًا - حتى لو أقول: السلام عليكم - تغيَّر لون وجْهي، وصرتُ أتَهرَّب من البنات، ما لي إلا صديقة واحدة وما أقول لها عن الخوف الذي فيَّ. مع أني وأنا في المرحلة المتوسطة ما كنت أعاني من شيء، وكنتُ "فرفوشة" نوعًا ما. لكن أنا عانيت في مرحلة الثَّانوي من ضغوطٍ ومشاكل عائليَّة، وتوتر أسري، ومن بعض المواقف التي صارت لي أن أبي - الله يسامحه - كان قاسيًا على أخي الكبير بالضَّرب وهو نائم، ودائمًا يضربه إلى آخِر اللَّيل أو مع صلاة الفجر. حجة ضربه أنَّه: تارك للدّراسة ونائم عندي، يخرج من بيتي، بدلا من أن يعلمه! وهذا غير المشاكل التي بين أمي وأبي بسبَب قسْوته على أخي، واستمرَّت الدَّوَّامة إلى أن تَخرَّجت وتزوَّجت. وكان زوجي يشتغل في منطقة بعيدة وتركني في بيت أهلي، ورجعت الدَّوَّامة وأنا ما أقدر أقول لزوْجي: إنّي غير مرتاحة في بيت أهلي، وتعِبتُ نفسيًّا، وصار أي شيء يُبكيني. والوقت الحالي أنا أعيش مع زوْجي والوضْع في بيت أهلي هادئ؛ لكن أنا مع زوجي صرتُ حساسة وخوَّافة، وأي شيء يُبكيني وأحبّ أنام كثيرًا، (هذا بالنسبة لحياتي الخاصَّة). وقلَّة الثِّقة وعدم القدرة على الكلام، والخوف والارتِباك، هذا في حياتي الخاصَّة، وهذا عائق كبير في وظيفتي، كيف بي أشرح وأنا خائفة؟ وأنا أطلب من الله - عزَّ وجلَّ - ثمَّ منكم أن تجدوا لي حلاًّ، وأعيش حياتي بدون خوف، ويجعله الله في موازين حسناتكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب الأخت الكريمة، السَّلام عليْكم ورحمة الله. مرحبًا بك في موقع "الألوكة" وأهلا وسهلا. قرأتُ رسالتَك وأشعر بمشاعرك، أسأل الله العظيم أن يمنَّ عليك بالعافية والرِّضا. معظم الأعراض الَّتي تحدَّثت عنها تدلّ على وجود الرّهاب الاجتِماعي، مع أعراض القلَق العامّ، مع بعض أعْراض الاكتئاب المصاحب، ومن الشَّائع أن تأتي هذه الأعْراض سويَّة وتحتاج إلى العلاج. قبل الحديث عن العلاج، يَجب أن أشير هُنا إلى أمرٍ لا أعتقد أنَّك تغفلين عنه، هذه الذكريات التي مرَّت بنا بكلّ ما تحمله من مشاعرَ سلبيَّة ومؤلمة، تبقى عالقةً بالذِّهْن أو بالعقل الباطن، وتسبِّب لنا الكثير من الانزِعاج ما لم نقُم بالتَّعامل معها وتقبُّلها ثمَّ تخطِّيها، لا أقصد هنا النِّسيان ... لا أبدًا، بل بالنظر إليها من زاويةٍ مختلفة: "هذا جزء من الماضي الذي انتهى، أنا ابنة اليوم ولن أترك لتلك الذِّكْريات أن تؤثِّر عليّ، ما مضى لم يعد موجودًا وأنا متعلِّقة بالأمل الَّذي يحمِله المستقبل، ...". وهكذا من العبارات التي تقوم بنزْع القوَّة من تلك الذِّكريات. أمَّا العلاج فهو نوعان، وكلاهُما مهمّ وأساسي، الأوَّل: العلاج النَّفسي الَّذي يناقش الأفْكار الَّتي تدور في رأسِك في المواقف المختلفة، والمعتقدات التي تَحملينها وترين العالم من خلالها، هذه المناقشة تَسير وفق نظام معيَّن وتعطي نتائج رائعةً في التخلُّص من القلق والخوْف والحساسية، المهم أن يقوم بإجْرائِها متخصِّص بالعلاج النَّفسي. النَّوع الثَّاني من العلاج هو العلاج الدَّوائي، وهو مهمّ وميْسور، ونتائجه جيّدة دون أن يسبّب أعراضًا جانبيَّة مهمَّة أو إدمانًا أو تعوّدًا، وتَحتاجين إلى زيارة الطَّبيب النَّفسي حتَّى يتأكَّد من التَّشخيص ويضع الخطَّة العلاجيَّة المناسبة، لا مفرَّ من هذه الزّيارة ولو بشكْلٍ غير متكرّر. من الأمور المهمَّة أيضًا العناية بجانب القِراءة وتطْوير الذَّات، فهناك العديد من المقالات التي تَخدم في هذا الجانب والَّتي تتناول قضايا تطْوير الثِّقة بالنَّفس والتعامل مع الخوف والحساسية، وهي موجودة على شكْل كتُب في المكتبات أو في الإنترنت، وتحتاج منك إلى المثابرة على قراءتِها وتطْبيق ما تنصح به. ختامًا: هناك عامل مهمّ هو الَّذي سيحدِّد مدى خروجِك من هذه الحالة النَّفسيَّة، إنَّها الرَّغبة الملحَّة في الانتقال من منطقة الشَّكوى والألم إلى منطقة العمل على التَّطوير والتَّحسُّن، هذه الرَّغبة ستدفعك يومًا بعد يوم إلى إحْراز تقدُّم بسيط يتراكم مع الوقت للوصول إلى مُرادك. لك تحيَّاتي وأعتذر عن التَّأخير في الرَّدّ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |