النص القرآني بين مركزية النص ولا مركزية التأويل المفتوح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          جوجل: جيمينى ليس فقط للمتحدثين باللغة الإنجليزية ويدعم 45 لغة فى 200 دولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          Zenbook S 16 (UM5606) الكمبيوتر المحمول المثالى للرؤساء ورجال الأعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كل ما تريد معرفته عن ميزة ملاحظات المكالمة بهواتف بيكسل الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          Google Pixel 9 تستخدم Gemini بشكل أكثر فعالية من غيرها.. اعرف ازاى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كيفية حذف قصة على تيك توك.. خطوة بخطوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 3829 )           »          ورقات في ترجمة الشيخ محمد فودي توري رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مراحل الاستعداد لغزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2021, 02:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,312
الدولة : Egypt
افتراضي النص القرآني بين مركزية النص ولا مركزية التأويل المفتوح

النص القرآني بين مركزية النص ولا مركزية التأويل المفتوح
نايف عبوش


النصُّ القرآنيُّ هو خطاب ربِّ العالمين إلى الناس أجمعين؛ ليقرؤوه عن تدبُّر، ويأخذوا على عاتقهم تأويلَه باللسان العربيِّ المبين، باعتبار أنه قد نَزَل بلغةِ العرب على وجه الحقيقة: ﴿ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 103].

وعندما أعجَزَهم ببيانه، وسَحَرَتْهم فصاحته، وهم أهل الفصاحة والبيان، كما هو معروف للجميع، أحاطوه بقدسيَّة بالغة، ولم يتأوَّلوه خارج معايير لسانهم، الذي ظلَّ وسيلةَ التعرُّف الصحيحة على مضامين ومدلولات هذا النصِّ القرآنيِّ، والتي من خلال معياريَّة لغتهم أدرَكُوا مراد الله تعالى من النصِّ على حقيقته، ما دام أنه قد نَزَل بلغتهم.

ولأنَّ العرب الأوائل الذين نزل النصُّ القرآنيُّ بلغتهم كانوا أقحاحًا وفصحاءَ في لسانهم، ولم تعترهم عجمةٌ بعدُ، فإنهم قد تعاملوا مع النصِّ بتدبُّره عقليًّا، وفهمه لُغويًّا على حقيقة مراد الله منه، دون عناء أو تنطُّع، فاستنبَطوا منه الأحكام الشرعيَّة بمقتضى ما يهدف إليه النصُّ من مقاصدَ على حقيقتها.

ومِن هنا؛ فقد أدرَكَ العرب الأوائل الهُوية المستقلَّة للنصِّ القرآنيِّ في تركيبه اللغويِّ، واعتبروه وعاء مضامينه ومراداته كما أرادها الله تعالى، وبالتالي فإنها ينبغي أن تُفهَم في إطار سياقات لغة التنزيل، بعيدًا تمامًا عن أيِّ تأويلات متعسِّفة، أو قراءات لاحقة، فهو ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 3].

ولذلك فإنَّه لا يحقُّ لأحدٍ أن يستغلَّ النصَّ للتأويل المفتوح على هواه، وخارج معايير لغة تنزيله، وأدوات التعاطي معه، بذريعة أنَّ النصَّ القرآنيَّ يخضع للتأويل المفتوح على مرِّ العصور، وبحُجَّة استمراريَّة حركة المعنى؛ ليواكب حركة التغير في الحياة، وبذلك فقط نتفادى استيلاد معانٍ ودلالات تتعدد بتعدُّد القراءات التي ترصف على طول خط حركة الزمن القادم، والتي قد تنتج لنا قيمًا دينيةً أخرى، غير قيم الدين الحقِّ، وما ينجُم عن مثل هذا النهج المنفلت من مخاطرَ تمسُّ صحةَ المعتقد والتديُّن، قبل أن تمَسَّ قدسيَّة النصِّ.

واستنادًا لذلك فإنَّ على القارئ والمؤول الذي يتصدَّى لمثل هذه المهمَّة أن يتسلَّح بمعايير اللسانية التي نزل بها النصُّ القرآنيُّ باقتدار؛ حتى يمكنه أن يتعرَّف على ما يقوله النصُّ ذاته، بمعنى أنَّ على القارئ أن يعمل على تأويل النصِّ من داخل النصِّ، وبلُغة النصِّ، وروحيته، وحِسِّه، وهذا يعني أنَّ اقتدار لغة القارئ في فَهمه لمراد بنية النصِّ بدقَّة، هي التي تحدِّد ما يتجلَّى لقارئها من معانٍ ودلالات متصلة بالنصِّ عضويًّا وبنيةً، وزمانًا ومكانًا، وعِلَّةً، وبالتالي فلا علاقة لها بمتبنيات تصوُّرات القارئ الذاتية، وما يستخدمه من وسائلَ تعاطٍ دخيلة.

ولعل استعانته بمعايير العلوم المعاصرة يزيد من إمكان تعمُّقه بدلالات النصِّ، طالما أنَّ النصَّ في تعامله مع المشهود والمحسوس من ظواهر الكون والحياة يشحذ همَّة العقل الإنسانيِّ للتفاعل معها، وأَخْذ العبرةِ منها للوصول إلى اليقين.

أمَّا عندما ينفلت القارئ في التأويل، ويعطي نفسه سلطةً فوق سلطةِ النصِّ ومركزيَّته، كما هو الحال في القراءة التفكيكية الهدَّامة للنصِّ، فإنها تكون بآلياتها المستحدثة موجهةً له بألفاظه ودلالته، وبالتالي فإنها تستولد معانيَ جديدةً بحُرية منفلتة، على وفق تعاطي القارئ مع الألفاظ الجديدة، وبحسب آليات مثل هذه القراءات المفتوحة؛ مما يجعل التأويل بمثل هذا التمادي في لا مركزيته، يتقاطع مع المرادات الحقيقيَّة للنصِّ.


ولهذا؛ فإنَّ الانسياق وراء ثقافة التفكيك، والتهافت على القراءة التأويليَّة الهدَّامة، والعزوف عن تمعُّن النصِّ القرآنيِّ بمقاييس الفَهم اللغويِّ العربيِّ الفصيح، الخالي من أيِّ عجمة رطنت بها ألسنة المتنطِّعين بالغزو الثقافيِّ، الذي هبَّ علينا برياح تفكيكية العصرنة، والتي اخترقت بتداعياتها السلبيَّة أدبيَّاتِنا اللغويةَ، وأساليبَنا التفسيرية - هي التي أفسدَت علينا ذائقةَ التأمُّل، وحجمت فينا قدرةَ التمكُّن من الفَهم الصحيح لمعاني ومدلولاتِ ومرادات النصِّ القرآنيِّ كما ينبغي، وأوقعت الكثير من القراءات التأويليَّة في جدليَّات التناقض مع قدسيَّة النصِّ، والتقاطع مع دلالاته الحقيقية.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.00 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]