|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أختي والسرقة أ. أروى الغلاييني السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أختي عمرها ستُّ سنوات، وهي تدرس في مدرسة تحفيظ، أجد بعض الأحيان لديها نقودًا كثيرة، وأشياءَ غريبةً لم تكن لديها من قبلُ، أسألها من أين لك هذا؟ تتجاهل سؤالي. مرةً كان لديها 35 ريالاً، وبعد إلحاح في السؤال، قالتْ: إنها فتحتْ حقيبة والدتي وأخذتْها منها، ومرة أخرى أخذتْ من حقيبتي 50 ريالاً، وهكذا. وأنا أختها الكبرى محتارة في أمرها، كيف لي أن أردعها عن هذا الأمر؟ مع العلم أنها في بعض الأحيان تكون معي صريحةً جدًّا. تصرفتُ معها تصرفًا، لكن لا أدري مدى صحته: ذهبتُ بها إلى محل ألعاب وجعلتُها تختار ما تريد؛ حتى أشبع بعض رغباتها، وحتى لا تنظر إلى غيرها. فما رأيكم؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السائلة الفاضلة إكليل الضياء، من اختيارِكِ لهذا الاسم الرقيق، يتوقَّع الآخرون طريقة تفاعلك مع الأمور، وردود أفعالك. أولاً: أشكر لك اهتمامَك بأختك الصغرى. ثانيًا: تعالَي لنناقش سويًّا هذه النقاط: • ذكرتِ بدايةً أن أختك تدرس بالتحفيظ، وكأنك تريدين إشعارَ القارئ أنها في بيئة آمنة، أو تستنكرين أنها تأتي بخللٍ وهي ملتحقة بمدرسة تحفيظ. • هنا أقول لكِ: الحمد لله أنْ منَّ عليكم بإلحاق الطفلة الصغيرة لحفْظ أشرف الكتب وأعظمها، وأؤكد أن البيئة هامة جدًّا في نتاج سلوك مستقيم، لكن على الوالدين والراشدين عدم الاعتماد عليها كليةً في تهذيب أبنائهم، ولا بد من المتابعة باستمرار، سواء في المدارس، أو حلق التحفيظ عصرًا، أو في المراكز الصيفية. • أختُك الصغيرة تحتاج إلى أكثر من إشباع احتياجاتها؛ إشباع الاحتياج جزء، لكنه لا يأتي أولاً؛ بل إما متزامنًا، أو ثانيًا بعد غرس قناعة قُبح السرقة؛ فالسرقةُ ظلم للآخر، وإجحاف في حقِّه، ولنا في الهدي القرآني والنبوي أمثلةٌ تربوية عظيمة في ذلك؛ في قوله - تعالى - للنهي عن الغيبة: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12]، كذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - يسأل أصحابه: ((مَن المُفلِس؟))، ثم شرح لهم أن المفلس الحقيقي ليس مفلسَ الدرهم والدينار؛ بل مفلس الحسنات. • دورك (ولا أدري عن علاقة الطفلة بأمِّها) أن تَقُصِّي عليها القصص، وتستثمري المواقف اليومية الحياتية لتعديل سلوكها، بغرس قناعة كُرْهِ السرقة، هذه القناعة التي تنتج مشاعرَ وسلوكًا. • تتوفر في المكتبات قصصُ أطفال متنوعة وكثيرة بهذا الشأن، بعضها عربي، وبعضها مترجم. • أذكِّرك أن الأمر لا يكون بشكل مباشر إطلاقًا؛ بل بشكل عفوي أمامها، لكنه مخطط له ومدروس من جهتكِ أنتِ. ختامًا: الذي أذكره دائمًا لكل من استشارني شاكرةً ثقتَه بي: لابد من قراءة خصائص نمو الطفل والمراهق الذي نتعامل معه: النمو الجسمي، والاجتماعي، والعاطفي، والنفسي، والديني. آمل أن أكون أجبتك على سؤالك أبقاك الله - إكليل ضياء - لمن حولك، تأخذين بالرفق المدروس
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |