حرارة الكفين والرجلين طوال اليوم

[ابوالوليد المسلم]

حرارة الكفين والرجلين طوال اليوم


د. ياسر بكار





السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يا دكتور، أنا أعاني حرارةً في اليدين والقدمين، وهذه الحالة أعانيها منذ مدة طويلة؛ ما يقارب ثلاثة أشهر، وبدايتُها عندما خِفْتُ على صحتي، وأتاني قلق من هذه الحرارة الدائمة المزعجة، ولا أعاني حكَّة، ولا أي شيء، عملتُ فحصًا للدم والحمد لله النتائج سليمة، وأيضًا السكر، ذهبت إلى أكثر من طبيب ولكن لم ألاحظ أي فائدة، والتفكير مزعج، أفكر فيها وأنا قَلِقٌ كل يوم من هذه، أنا الآن أدرس لغة في الهند، وأريد أن أواصل دراستي، أريد شيئًا يزيل هذه الحرارة، أريد حلاًّ يزيل القلق، والله أنا أعاني، والله إن حالتي أزعجتني، وأنا تعبت، ساعدني يا دكتور الله يوفِّقك يا رب.


الجواب

الأخ الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله.
مرحبًا بك في موقع (الألوكة) وأهلاً وسهلاً.
من الواضح أنك تعاني القلق الذي يجرُّ معه مثلَ هذه الأعراض، كحرارةِ اليد والقدمين، وغيرها من أعراض، كاضطرابٍ في النوم، وكثرةِ التفكير، والتوجسِ من أمور عادية، ووضعِ الاحتمالات السيِّئة لأشياءَ عاديةٍ، بالإضافة إلى أعراض جسدية قد تكون موجودة، كالقولون العصبي، والصداع وغيرهما.

كلُّ هذه الأعراض تدلُّ على وجود القلق، وهي حالة نفسية شائعة جدًّا، إذا انطبق كلامي السابقُ على حالتك، فهناك أمران يجب أن تعرفهما لعلاج هذه المشكلة:
الأول: هو العلاج النفسي: إذ نعتقد أن القلق هو تعبيرٌ عن أفكارٍ تدور في أذهاننا، تُعطي الأحداثَ من حولنا أسوأَ تفسير، كحرارةٍ في اليد، أو صداعٍ، أو مشكلة في النوم نحدِّث أنفسنا على أنها مرض عضال لا يُرجى برؤه، كما يفسِّر القلِق أحداثًا عادية - كسفرِ أخٍ، أو حتى سماع هاتف يرن - يفسر ذلك بعواقبَ وخيمةٍ.

العلاج النفسي هنا يناقش الأفكار؛ لأننا نعتقد أن هذه الأعراضَ لا تأتي بسبب الأحداث، والقاعدةُ الذهبية في العلاج النفسي هي: أن الأحداث لا تُسبِّب المشاعرَ (القلق والتوجس، وحتى الأعراض الجسدية)، ولكن طريقة رؤيتنا للأحداث هي التي تسبب المشاعر، طريقةُ حديثنا مع أنفسنا عن هذه الأحداث أو الأعراض الجسدية هي التي تسبب المشاعر، وبالتالي فمحاولة تغيير طريقة رؤيتنا للأحداث، وطريقة حديثنا مع أنفسنا حولها، ستعطي نتائجَ إيجابيةً، وهذا أمر مثبَتٌ بالأبحاث العلمية الرصينة.
ثانيًا: العلاج الدوائي: لقد تمكَّن العلماء - بفضلٍ من الله - من الوصول حديثًا إلى أدوية تساعدنا على تخطِّي حالة القلق هذه، وميزةُ هذه الأدوية أنها لا تسبِّبُ التعوُّد والإدمان كما كان في السابق، وتعطي نتائجَ رائعةً دون أعراض جانبية مهمة، هذه وسيلةٌ رائعة أيضًا، وستساعدك بشكل جيد، قد لا أستطيع وصف علاج عن بُعد، ويلزمك زيارةُ الطبيب النفسي والحديث معه بالإنجليزية، وستجد من ذلك الفائدة، ويمكن العودة لمراسلة الموقع حول نتيجة هذه الزيارة والدواء الذي وصفه لك.
ختامًا: هذا عصر القلق، والأعراض التي تشعر بها هي - في الأغلب - تعبيرٌ عنه، أتمنى لك الشفاء العاجل، والمزيد من التقدم والفلاح.