ساد الظلام.. لكن! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 136814 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5549 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8183 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-12-2020, 04:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي ساد الظلام.. لكن!

ساد الظلام.. لكن!

أحمد نصر الدين أحمد


يَمشي الفتى مهروِلاً في شوارع المدينة؛ حيويَّة.. نشاط.. يتوقَّف اللحظةَ بعد الأخرى؛ ليشاهد المعروضات في المحلات المتنوعة؛ من ملابس رياضيَّة.. أحذية.. أجهزة...

إعلانات ضوئية ثابتة ومتحركة من كافة الأحجام؛ تعلن عن منتجات ومصنوعات وخِدمات متنوعة...

آلات التنبيه.. زمجرة محركات السيارات.. كلام الناس ما بين عالٍ ومتوسط وضعيف؛ يمتزج كل هذا مع بعضه البعض؛ في عشوائية تارةً، وفي رتابةٍ تارةً أخرى!

يمشي الفتى منسجمًا متجانسًا مع حركة الحياة.. لا يُبالي بالعرَق الذي ينضح من جبينه.. تأتي نسمة من الهواء فتطيره مع خصلة من شعره...

فجأة ينقطع التيار الكهربائيُّ في المدينة؛ يَصدر عن الناس صياحٌ وهمهمة بصورة تلقائية؛ من أثر المفاجأة!

يستمر الفتى في سَيره على هُدى مصباح الهاتف المحمول في يده، والهواتف المحمولة في أيدي الآخرين.

يعبر الشارع إلى الجانب الآخر.. يصل إلى منعطَفٍ في نهايته.. فيرى شبحَ امرأة تحمل أكياسًا.. يقع منها كيس.. تحاول التقاطه فيقع الآخر.. وهكذا ظلَّت المرأة في حيرة من أمرها.. اقترب منها الفتى..

السلام عليكم.
ردَّت المرأة: وعليكم السلام.

هل تسمحين لي أن أساعدك يا أختاه؟
المرأة في تلعثم وحيرة: لـ.. لا شكرًا!

الفتى: دعيني أساعدك.. أراك لا تستطيعين السيطرة على حمل الأكياس.. لا تخشي شيئًا.
المرأة: حسنًا.. لكن ربما أعطلك عن الوصول إلى بيتك.

الفتى: لا، لن أتعطل عن شيء.. ثم إنك في طريقي إلى المنزل فلن تعطليني كثيرًا.
ناولته المرأة بعضًا مما تحمله من أكياس.. حملَها الفتى وسار بجانبها.. أخذا يتبادلان حديثًا عاديًّا عن أحوال الطَّقس وموجة الحرارة.. ثم تحرك الحديث بينهما إلى أسئلةٍ شخصية عن السنِّ والمهنة وما إلى ذلك..

تتكلَّم المرأة.. استرسلت قليلاً في الحديث.. ثم ساد الصمت بينهما.. تسرَّبَت الوساوس في نفس الفتى..


إنها امرأة يبدو من صوتها أنها شابَّة.. آه الدنيا ظلام.. لا بأس أن أوصلها إلى منزلها، ربما تكون وحيدة، ولا تجد من يؤنسها في هذه الليلة المظلِمة!

راح شيطان النفس يُمنّيهِ بقضاء ليلة ليلاءَ حمراء أو صفراء أو بيضاء.. هذه فرصة لن تتكرر!

وقفت المرأة على ناصية شارع من الشوارع.. استدارت نحو الفتى تمد يدها لتأخذ الأكياس

شكرًا أخي، جزاك الله خيرًا ووفقك لما يحبه ويرضاه..
بصورة تلقائية يناولها الفتى الأكياس وقد ارتعد قلبه على إثر ذكر الله ودعوةِ المرأة له بالتوفيق من الله.

المرأة: السلام عليكم ورحمة الله يا أخي.
الفتى: وعليكم السلام ورحمة الله يا أختي.

استأنف الفتى سيره باتجاه منزله.. ظلَّ صوت المرأة يتردد في أعماقه: جزاك الله خيرًا ووفقك لما يحبه ويرضاه.. جزاك الله خيرًا ووفقك لما يحبه ويرضاه...

اغرورقَت عينا الفتى بالدموع، وراح يجهَش بالبكاء.. راح يردد:
أستغفر الله العظيم.. أستغفر الله العظيم.

عادت الإضاءة.. سطَع نور المصابيح.. صوت المؤذن عاليًا نحو السماء يُعلِن عن موعد أذان العشاء: الله أكبر الله أكبر!

اتجه الفتى إلى المسجد.. خلَع نعليه.. خطا خطواتٍ خاشعةً داخل المسجد.

ثريَّات المسجد تضيء بنورها الساطع، يخطو الفتى ويخطو.. إلى أن ذابَ وامتزج بذلك النور بداخلِه!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.77 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]