|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إِنَّنِي أَنْهَار أ. أريج الطباع السؤال أبدأ مشكلتي مباشرة، أنا بنتٌ، عمري 14 سنة، أنا منَ النوع القَلِق جدًّا، تَطَوَّرَتِ الحالة لنوبات ذُعْر، عندما جاَءَتْنِي نوبة الذُّعر، أَصْبَحْتُ أَشْعُرُ أَنِّي أَمُوتُ، وهَاجسُ الموت لا يُفارِقني، وَتَطَوَّرَتِ الحالةُ حتى تَوَهَّمْتُ المَرَض، أصبحتُ أَتَوَهَّمُ أنني مُصَابَة بالقولون، والقلب. عندما تَوَهَّمْتُ إصابتي بالقولون، ظَهَرَتْ عَلَيَّ أعراضُ القولون نفسها، وقرأتُ بعدها على الإنترنت أنَّ الأعراض التي عندي هي مِن أعراضِ العين. والغريب، أنِّي لَمَّا صرفت تفكيري عن القولون، وصَوَّبْتُ تفكيري كله بالعين ذهب عني القولون والانتفاخ، أما الآن فأنا أَتَوَهَّم مرضًا في قلبي؛ لِدَرجة أنني أصبحت أشعرُ فعلاً أنَّ النَّبْضَ عندي مضطربٌ وضعيف، حتى إنني أشعر بِنَبْضَتَيْنِ مع بعضهما، وهاتان النبضتان شعرت بهما قبل نوبة الهَلَع، مع العلم أنِّي قمت بعمل رسم قلب قبل شهر من الآن، والحمد لله سليم. أُعاني مِن ضيق في التَّنَفُّس، وكآبة، وألم في قلبي أحيانًا، أحيانًا يكون أَلَمًا، وأحيانًا نَغَزَات شديدة، دون شعور مني، أصبحت أضع يدي على صدري، وأعد النَّبْض، تَعِبْتُ منَ هذه الحالة. أنا متعبة جدًّا، لا أعرف ماذا أفعل؟ وهل النَّبض الضعيف والمضطرب الذي في قلبي حقيقي أو أني أَتَوَهَّم؟ ولمَ زادَ التَّوَهُّم في هذه الفترة، والآلام التي بقلبي توهم بعد؟ وما الحل مع أمي؟ الجواب صغيرتي، هوِّني عليكِ مِن أشد الآلام قسوةً هي تلك التي تَتَعَلَّق بالنفوس؛ لذلك أستطيع أن أشعرَ بكِ وبمدى القلق والألم الذي تعيشينه، فيكدر عليكِ حياتكِ. لكنَّكِ لم تخبريني عن بقيَّة ظُرُوفكِ؟ ما طبيعة أهلكِ؟ وكيف تَعَامُلكِ معهم؟ هل لكِ صديقات؟ وكيف أنتِ في دراستكِ؟ وكيف أنتِ بِقُربكِ منَ الله، يا صغيرتي؟ استشارتكِ أَوْحَتْ لي بِتَرْكِيزٍ شديدٍ على نفسكِ، وعلى الأعراض التي تُعانينَ منها، مما يشغلكِ عن حياتكِ ويخربها عليكِ، أليس كذلك؟ حَسَنًا، دَعِينا نَتَّفِق إذًا، لا يهمُّ أن تُشَخِّصي حالتكِ كونكِ اطْمَأْنَنْتِ منَ الطبيب أن حالتكِ ليستْ مَرَضًا عُضْوِيًّا، وكونكِ تُدْرِكينَ جَيِّدًا أَثَر الإِيحاءِ والتَّوَهُّم على حالتكِ. ليس الأمرُ صَعْبًا، التَّحَدِّي يَكْمُن بإرادتكِ، وبالطريقة التي سَتَتَمَكَّنينَ بها من ذلكَ، وشعرتُ مِن بين سطوركِ أنَّكِ لستِ شخصيَّة عادية؛ بل بيدكِ - بإذن الله - أن تُسَاعِدي نفسكِ للخُرُوج من هذه الدَّوَّامة المُتْعِبة. - غَيِّري اسمكِ من أَلَم إلى أمل، ألستِ مؤمنةً، صغيرتي؟ ألستِ تشعُرين بِقُرْب الله منكِ؟ ألستِ تريدينَ الخَلاصَ منَ الآلام؟ لا تحرمي نفسكِ إذًا منَ الأَمَل، واربطي نفسكِ بالله، ثِقِي به، وَتَأَكَّدي أنه لو عجزتِ الدُّنيا كلها عن الشُّعور بكِ، سيبقى لكِ ربٌّ رحيمٌ معكِ. - القلق - يا صغيرتي - يجعلكِ دومًا مُتَوَتِّرة، ويُشَوِّشُ على تفكيركِ، وعلى مشاعركِ، وبالتأكيد سينْعَكِسُ على سُلُوككِ، دعينا نبدأ بها واحدة واحدةً: - هل يمكنكِ التَّحَكُّم في تفكيركِ؟ حينما تُرَكِّزينَ على أمرٍ يقلقكِ اكتبِيه، ثم اقْرَئِيه، وفكِّري فيه، هل يمكنكِ الردُّ عليه؟ دَعِيني أضربُ لكِ مثالاً: قرأتِ عن العين، فورًا، عقلكِ يعمل: هذه نفس الأعراض التي أُعَانِي منها، ربما هي العين إذًا، اكتبي أفكاركِ فورًا، رُدِّي عليها الآن بعد أن كتبتها: كَلاَّ، أعرفُ نفسي حينما أَتَوَهَّمُ تنعكس عليَّ الأعراض، وسَأَقْتَبِسُ منَ استشارتكِ قولكِ: (والغريبُ، أنِّي لَمَّا صرفتُ تفكيري عن القولون، وصَوَّبْتُ تفكيري كله بالعين، ذهب عني القولون والانتفاخ)، إذًا تَسْتَطِيعينَ أن تصرفي تفكيركِ، شَتِّتِيه بإرادتكِ بأيِّ أمرٍ آخر لا ارتباط له بكِ؛ اقْرَئِي قِصَصًا تشدكِ لِعَالَمِها لتخرجكِ مِن واقعكِ، فَكِّرِي بأيِّ أمرٍ آخر يأخذ تركيزكِ عن جسدكِ. - تَحْتاجينَ أن تُدْرِكي ما يدفعكِ لذلكَ، هل هو شعوركِ بالبُعد عن أهلكِ، ومَن حولكِ؟ أو رغبتكِ بالكمال والمثاليَّة؟ هل هو حاجة للاهتمام لا تَجِدِينه حولكِ؟ كوني صادقةً مع نفسكِ مهما كان السببُ مُؤلمًا، واجِهِيه لِتَبْحَثِي له عن حُلُول أخرى، ولا يضرُّ عقلكِ الباطن لمساعدتكِ بِطُرُقِه الخاصَّة، التي تَصُبُّ على أَلَمٍ جَسَدِيٍّ ونَفْسي أيضًا. - يُمْكِنُكِ أن تَعْكِسي حينما تَعْجزين عنِ السَّيْطَرة على تفكيركِ، سَيْطِري على تَنَفُّسِكِ؛ خُذي نَفَسًا عميقًا، وأَخْرِجيه بِبُطْء، كَرِّري ذلكَ أكثر من مَرَّة، وأنتِ تُرَكِّزينَ فقط على تَنَفُّسِكِ، تَخَيَّلِي رئَتَيْكِ وهي تَتَمَدَّد، ثمَّ تَتَقَلَّص، كما في التَّجارب التي نَتَعَلَّمُها بالمدرسة، تجربة البالون، أَتْذكرينها؟ ذلكَ سيجعلكِ تَتَشَتَّتِينَ وَسَيُخَفِّفُ مِن قلقكِ، القلقُ يُؤَثِّرُ على الدورة الدَّمويَّة والتَّنَفُّس، فيجعله سريعًا مُتَتَاليًا، حينما تَعْكِسينَ يَنْعَكِسُ الأمر أيضًا. - تَذَكَّري أنَّ المشاعر تحمينا وتُسَاعدنا حينما نَفْهَمُها؛ لكنَّها أحيانًا تختلط عليها الأمور، فتعمل دون سبب، هنا يصبح الأمر غير طبيعيٍّ، ويحتاج منَّا أن نستعيدَ سيطرتنا عليها، فالقلقُ يُوَصِّل لنا رسالة أنَّنا بحاجة لبذل المزيد منَ الجهد لِنَنْجَحَ، فمنَ الصِّحي أن نقلقَ بِقَدر قبل الامتحان؛ لنبذلَ جهدنا بالدراسة، وحينما يزيد عن حَدِّه لا يعطي الرِّسالة الحقيقيَّة التي تساعدنا، وهنا يجب عليكِ أن تفهميه؛ لِتُقاوِميه وتُسَيطري عليه، كذلك الخوف يعني أنَّكِ بحاجةٍ للهَرَب؛ لذلك يُضاعف من إفراز الأدرينالين، وتَتَسَارَع دَقَّات القلب مما يساعدكِ على الجري بِسُرعة أكبر، حينما يأتِي دون سبب ما عليكِ إلاَّ أن تُسَيْطري عليه بسيطرتكِ على تنفُّسِكِ أولاً. - لا تستعجِلي النتائج، فكونكِ قلقة أصلاً؛ يعني الأمر أنه يحتاج منكِ تدريبًا وَوَقْتًا، دَرِّبِي نفسكِ كَثِيرًا على أن تسترخي وتخرجي من إطار تفكيركِ، واسْتَعِيني بِمَن يفهمكِ ويدعمكِ لِتَتَجاوَزي الأمر - بإذن الله. - الطبيبُ - يا صغيرتي - لن يعطيكِ حلاًّ سِحْريًّا؛ بل يجب أن تساعديه، وتساعدي نفسكِ؛ فقد جعلَ الله لنا المسؤولية والتَّكْليف، مما يجعل منَ الصَّعْب على الآخرين أن يُغَيِّرُونا دون أن نبذلَ نحن الجهد أيضًا؛ {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، والأمراض النَّفسيَّة تحديدًا تحتاج تجاوُبًا منَ المريض وجُهدًا منه، ما يقوم به الطبيب أو المعالِج هو فقط أن يساعدكِ ويريكِ الطريق، فابْدَئي أنتِ بمساعدة نفسكِ أولاً. - تَقَرَّبي من والدتكِ لتشعرَ بكِ، ابدئِي أنتِ بالاهتمام بها والشعور بما يهمها، لِتُشارككِ هي أيضًا مشاعركِ. - ابدئي منَ الآن، واغتنمي العشر الباقية من رمضان لِتَتَقَرَّبي منَ الله، وتجعلي تركيزكِ على ما يتركه القرآن في نفسكِ مِن أَثَر، وأَكْثِرِي منَ الدُّعاء، وثِقِي أنَّ الله معكِ. سننتظرُ أن تُطَمْئِنينا عنكِ وعَنِ التَّقَدُّم الذي ستحرزينه مع نفسكِ - بإذن الله. راجعي على موقعنا مقالة: "القلق؛ بواعثه، وعلاجه"، وفتوى: "الضابط الشرعي للعقاقير الطبية"، واستشارة: "خوف وكآبة"، و"دواء السيروكسات وعلاج القلق".
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |