الرجل مقتصد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1402 - عددالزوار : 140683 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-12-2020, 09:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,176
الدولة : Egypt
افتراضي الرجل مقتصد

الرجل مقتصد




عابدة المؤيد العظم







البُخل خلُق مذموم، تعوَّذ الرسولُ منه، ويَكرهه الناس بالفِطرة، على أن الإسراف مذموم أيضًا، ونهى الشرع عنه كما نهى عن البُخل، وهذا ما لا يعرفه كثير من الناس! إنهم يظنون السرف والبذخ محمَدَة، وهما ليسا كذلك، و"الرجل" يُغني أهله، ويُكرِم ضيفه، ويُحسِن إدارة موارده المالية بنجاح، فيأكل ويتصدَّق ويدَّخر.

إذًا المعادلة صعبة: فالرجل يقدِّر المال ويحترمه ويصونه، ويعلم أنه مسؤول عنه من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟ وبالمقابل "الرجل" كريم معطاء.

فكيف يتعلم الصغير طريقة الإنفاق السليم؟
أَعطِي الصغير وعن قصد مصروفًا قليلاً؛ ليُدرك أن ميزانيته محدودة، وماله قليل، فيفكر جيدًا قبل إنفاقه، ولا يبذره كله يوميًّا، وإنما يُنفق أحيانًا، ويلجم نفسه عن الشراء في بعض الأوقات؛ أي: يحسن استخدام النقود، وزيدي مصروفه كلما كبِر مراعيةً حاجته.

الطفل يأكل وينام ويلبس على حساب أهله، والمصروف هدية من الأهل لمزيد من الترفيه والاستمتاع ليس إلا، (والمفروض أنه فائض عن حاجة الطفل)، على أن بعض الأطفال يُخطئون ويعتبرون إنفاق المصروف يوميًّا واجبًا محتمًا عليهم!

لا تعوِّديه على الترف والانسياق وراء الشهوات، وإذا طلب صغيرك حاجة كمالية ارفضي شراءها، فإن كانت "الحاجة الكمالية" ذات فائدة، فقولي له: "اجمع مصروفك واشترِها من أموالك".

حب الشراء والتملُّك غريزة في الإنسان، ولو تركنا أبناءنا لأنفَقوا المال هنا وهناك بلا تفكير ولا حساب، وهنا تأتي توجيهاتك لتُهذِّب تلك الغريزة وتسوقها في الطريق الصحيح: فالسِّلع أنواع، منها ما هو ضروري فلا يُستغنى عنها أبدًا، ومنها الحاجي (يحتاجها بعضُنا وقد لا يحتاجها الآخرون، أو نحتاجها في بعض الأوقات ولا نحتاجها في أوقات أخرى)، ومنها التحسيني (وهو الكمالي التزييني والذي يمكن الاستغناء عنه)، والصغير مع إرشاداتك سيفهم ذلك، ويتعلم ما يشتري وما يدَع.

ولا بأس أن يتبرع الصغير بلُعَبه وملابسه التي لا يحتاجها إلى الفقراء، فهذه الممتلكات كالأموال، والتبرُّع بها من "الكرم"، أو يتبرع بجزء من مصروفه للمحتاجين (أقاربه، الخادمة، أو آذِن المدرسة)، وله على هذا ثواب الصدقة وثواب الرحم والرحمة.

11- الرجل واثق من نفسه وجلد وصبور ومتفائل (القوة الداخلية):
تحتاج المرأة إلى "الاعتماد على الرجل"؛ لأنها تحمل وتلد وتُنهكها الدَّورة وتُضعِف نفسيتها، والرجل هو ملاذها والمسؤول عن تأمين الأمان والاطمئنان لها، ومن الصعب كون الرجل يؤوسًا أو متبرمًا أو ضعيفًا وهو رب الأسرة القائم عليها، والزوجة تستمد الثقة والتفاؤل من زوجها، إذًا يَنبغي أن تكون نفسية الرجل مستقرة وقوية وصلبة، فتتحمل شيئًا من الإخفاق والفشل والنبذ والاستهزاء، وتبقى صامدة.

ابنك سيُصبح زوجًا وأبًا مسؤولاً، وما أكثرَ الهمومَ في الدنيا! والكفاح فيها مُرٌّ، والسعي مجهد، والمعوقات بالمرصاد، و"الصبر" عليها من صفات الرجولة الناضجة، والبطولة السامقة.

والرجل يضع أهدافًا واقعية واضحة، ويتمتَّع بإرادة صلبة ورغبة جادة في بلوغها، ويتَّكل على الله في النتائج، وإيمانه بالقدر سيهون عليه مصائب ومصاعب الدنيا: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ﴾ [الحديد: 22]، ما كُتب علينا لا يُمكننا تلافيه أبدًا، وحين يشعر الإنسان بأنه مُسيَّر من قدير خبير، يتقبل ويستكين؛ ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾ [الحديد: 23].


استرخي ودعي حياتك وحياة ابنك تسير بشكل هادئ ومُريح، وصغيرك بحاجة إلى توجيهك وإلى دعمك، وبك سيثق بنفسه، وعلاقتك معه مهمة جدًّا، ولو عاملته بحب وتفهُّم، لنظر إلى الحياة بتفاؤل، ولساهم معك في تنفيذ كل أمر خيِّر، ولاستطاع مِن بعدُ نقلَ تلك المشاعر لبَيته وزوجته وأولاده.

وأخيرًا ولمزيد من "الرجولة" والتقدير والاحترام، تجب المحافظة على النظافة والأناقة، ولو تركنا لأبنائنا الحرية لأهمَلوا أنفسهم، والأهل هم الذين يوقظون في أولادهم حس النظافة بإرشاداتهم القولية والفعلية؛ والنظافة من الآداب التي نربيها نحن فيهم؛ فمُرِيه بالاغتسال كل يوم، خاصة في الأيام الحارة، وليكن دائمًا نظيفًا وطيِّب الرائحة.

والصغير تغسله أمه وتبدأ بغسل فرجه والوضوء (كما السنَّة)، ثم تبدأ برأسه ثم بشقه الأيمن الأعلى ثم الأيسر، وأخيرًا القدمين، وتُعلمه أن يدلِّك جسمه جيدًا ويهتم بالأمكنة التي تفوح منها رائحة العرق والتي تحتاج لعناية خاصة؛ مثل: الأذنين، والسرَّة، وكل ذلك من غير إسراف في استعمال الماء، حتى إذا تعلَّمه وأتقنه تركتْه ليغتسلَ وحده.

وبهذه الطريقة تُصبح النظافة عادة، وينغرس الصواب في سلوكه فلا يَحيد عنه، ومن النظافة العناية بالفم، وإصرارك على فرشاة الأسنان قبل النوم يجعل ابنك عاجزًا عن النوم (إن لم يفرش أسنانه) وسيَشعر بأنه ارتكب إثمًا لو أهمل أسنانه، وإذا تعوَّد الابن "رمي المخلفات في القمامة" لم يستطِع رميها في الشارع مهما زينَّا له ذلك، بل لو وقعت منه بلا قصد لانحنى ورفعها، وسيظل مُمسكًا بها مهما طال الوقت حتى يحظى بصندوق قمامة قريب.

فإذا اقترب ولدك من البلوغ علِّميه سنن الفطرة "حلق العانة، وقص الظُّفر، وتهذيب اللحية، وحف الشارب، والتطيب، والاعتناء بالمظهر"، ولا شك أن الأناقة تزيد في رجولته وترفع شأنه أمام أقرانه.



وهذ هي الصفات الرجولية الأساسية والضرورية، وآمل أن يهتمَّ بها كل مربٍّ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.73 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.55%)]