الاعتبار بتصرم الأعمار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2020, 10:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي الاعتبار بتصرم الأعمار

الاعتبار بتصرم الأعمار


د. محمد ويلالي



انطوت السنة الماضية على جملة من الأحداث البارزة، منها ما أشهره الإعلام حتى طبق الآفاق، ومنها ما لم يحظ - على عظيم خطره، وكبير أهميته - بالعناية المطلوبة. من ذلك ما طلعت علينا به الإحصائيات حول كثرة الأموات الذين ودعونا لِلُقيا ربهم، يزيد عددهم على ستين مليوناً، بمعدل وفاة 114 في الدقيقة الواحدة، اختلفت جنسياتهم، وتعددت أوطانهم، وتلونت لغاتهم، وتفاوتت أعمارهم، وتعددت أديانهم، وتباينت معتقداتهم.

هذه الحقيقة، التي يستصعب كثير من الناس الاعترافَ بها، والتسليم بواقعيتها، لأن طغيان الدنيا على قلوبهم أنساهم أنهم إلى هذا المصير صائرون، وأنهم على ربهم مقبلون، كما قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ﴾ [الانشقاق: 6]، وقوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]، وهي الآية التي جعلها بعض العلماء آخر ما نزل من القرآن.

فكما أن للدنيا أصحابها، فكذلك للآخرة أصحابها. نقل البخاري في صحيحه عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: "ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ، وَلاَ تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلاَ حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلاَ عَمَلَ".

مضى عام كلمح البصر، شهوره كالأسابيع، وأسابيعه كالأيام، وأيامه كالساعات، مما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه من علامات الساعة. قال - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَالضَّرْمَةِ بِالنَّارِ" صحيح سنن الترمذي.

نفرح بقطع الأيام، وطول العمر، وننسى أن كل يوم نقطعه يدنينا من آجالنا، ويقربنا من قبورنا.
إنا لنفرح بالأيام نقطعها
وكل يوم مضى يدني من الأجلِ

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدًا
فإنما الربح والخسران في العملِ


وقال الحسن البصري - رحمه الله -: "إنما أنت أيام، كلما ذهب يومٌ ذهب بعضك".
مضى عام يذكرنا بفوت الشباب الذي لا يدوم لأحد، واستحالة القوة إلى ضعف، وانقلاب النشاط إلى تثاقل وفتور. عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ" صحيح الترغيب. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - يَقُولُ: "إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ" البخاري. وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "ما ندمتُ على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي".
تَمر بنا الأيامُ تَتْرى وإنَّما
نُساقُ إلى الآجالِ والعينُ تنظرُ

فلاَ عائدٌ ذاك الشبابُ الذي مضَى
ولا رائحٌ هذا المشيبُ المُكدِّرُ


مضى عام، وقد حضرنا جنائز عديدة، وصلينا على جنائز كثيرة، ومشينا مع جنائز وفيرة، فهل كان لذلك أثره على حياتنا في ادكار الموت، واستحضار الفوت؟ أم عُدنا إلى لهونا، وانقلبنا إلى رُتُوعنا.

قال أبو عمرو بن العلاء: جلست إلى جرير وهو يملي على كاتبه شعرا، فأطَّلعت جنازة، فأمسك وقال: شيبتني - والله - هذه الجنائز، وأنشأ يقول:
تمر بنا الجنائز مقبلاتٍ
ونلهو حين تذهب مدبراتٍ

كروعة ثُلة لمُغار ذئبٍ
فلما غاب عادت راتعاتٍ


فهل هكذا كان سلفنا؟
كان مكحول الدمشقي - رحمه الله - إذا رأى جنازة قال: "اغدوا فإنا رائحون، موعظة بليغة وغفلة سريعة".
وقال أسيد بن حضير - رضي الله عنه -: "ما شهدت جنازة فحدثتني نفسي بشيء سوى ما هو مفعول به، وما هو صائر إليه".
وقال الأعمش - رحمه الله -: "كنا نشهد الجنائز، فلا ندري من نعزي، لحزن الجميع".

وقال ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ - رحمه الله -: "كنا نشهد الجنائز، فلا نرى إلا متقنعا باكيا". ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].
وما هذه الأيام إلا مراحل
يحث بها الحادي إلى الموت قاصدُ

وأعجبُ شيء لو تأملتَ أنها
منازلُ تطوى والمسافر قاعدُ


مضى عام، وقد غاب فيه أناس كانوا يغدون ويروحون، تحركت جوارحهم في الأسواق بيعا وشراء، وفي مكاتب الوظيفة إبراما وإبراء، وفي أقسامهم تدريسا وتلقينا. فمن منهم رجع بوافر الأجور، وعمل لنعيم القبور، والسعادة يوم النشور؟ يقول نبينا - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ، فَمُعْتِقُهَا، أَوْ مُوبِقُهَا" مسلم. وقال الحسن البصري - رحمه الله -: "ابنَ آدم، إنك تغدو أو تروحُ في طلبِ الأربَاح، فليكن هَمُّكَ نفْسَكَ، فإنك لن ترَبَح مِثْلها أبدًا".

قال الفضيل بنُ عياضٍ لرجل: "كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة. قال: فأنت مُنذ ستين سنة تسير إلى ربك؟ يوشِكُ أن تبلُغ. فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون. قال الفضيل: أتعرف تفسيره؟ تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون؟ فمن علِم أنه لله عبد، وأنه إليه راجع، فليعلم أنه موقوف، ومن علِم أنه موقوف، فليعلم أنه مسئول، فليُعِدَّ للسؤال جوابا. فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة. قال: ما هي؟ قال: تحسن فيما بقي، يغفرْ لكَ ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخِذتَ بما مضى وما بقي، والأعمالُ بالخواتيم".
ومن لم يزده السنُّ ما عاشَ عبرةً ♦♦♦ فذاك الذي لا يستنير بنورِ

مضى عام وقد مات فيه من كان يملك الملايين، يعيش في القصور، تملأها البهجة والحبور. يلبس الأثير، وينام على الوثير. الآمال في البقاء معقودة، وانتظارات الأماني منشودة، وما علم المسكين أن الأيام معدودة، وأن الأكفان منسوجة.

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اثنتان يكرهُهما ابنُ آدمَ: الموتُ، والموتُ خيرٌ من الفتنةِ، ويكرهُ قِلَّةَ المالِ، وقِلَّةُ المالِ أقلُّ للحسابِ" صحيح الترغيب.
وقال عبيد بن عمير: "ما كثر مال عبد إلا اشتد حسابه".

فلا نعيم - على وجه الحقيقة - إلا في الجنة. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لاَ يَبْأَسُ، لاَ تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلاَ يَفْنَى شَبَابُهُ" مسلم.
فالموتُ آت والنفوسُ نفائسٌ ♦♦♦ والمستِغرُّ بما لديه الأحمقُ

عام مضى، لها فيه اللاهون، وعبث العابثون، وعربد المعربدون، وظلم الظالمون، واستقوى المتجبرون، "أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا". ولكنه عام تحمَّل فيه الطائعون مشقة الطاعة، وصبر فيه المخبتون على لأواء الإنابة، صلاةً، وصياما، وزكاة، وعمرة أو حجا، وأمرا بالمعروف، ونهيا عن المنكر، وإحسانا إلى المحتاجين، وارتفاقا بالمنكوبين. ويوم القيامة يقولون: "الْحَمْدُ لِله الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ".
ولدتك أمّك يا ابن آدم باكيًا
والناس حولك يضحكون سرورا

فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا
في يوم موتك ضاحكًا مسرورا


فهلا رجعنا إلى ربنا بتوبة منجية، وأوبة مجدية، وعملنا ليوم الفوز العظيم، يوم الفرح الذي لا يعقبه ترح، يوم السرور، لا نصب فيه ولا حَزَن.

عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا" مسلم.

وعن أبي بكرة - رضي الله عنه - أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يَا رَسُولَ الله، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ". قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: "مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَسَاءَ عَمَلُهُ" صحيح سنن الترمذي.

ولا عذر لمن بلغ ستين سنة ولم يعرف الطريق إلى الله بعد. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَعْذَرَ اللهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً" البخاري. مع أن القليل من الناس من يجوز ذلك. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ" صحيح سنن ابن ماجة. "يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".
خرجتُ من الدنيا وقامتْ قيامتي
غدا يُثقِل الأشخاصَ حَملُ جنازتي



كأنهم لم يعرفوا قط صورتي
عليهم غدا يأتي كيومي وساعتي


والحمد لله رب العالمين.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.30 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]