ابن تيمية والتجديد في علم المنطق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127202 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-11-2020, 08:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي ابن تيمية والتجديد في علم المنطق

ابن تيمية والتجديد في علم المنطق


حمزة النهيري

يعتبر المنطق الأرسطي من العلوم اليونانية المقحمة في الثقافة الإسلامية، ومنذ بدايات الترجمة لكتب اليونان اتخذ علماء الاسلام منه مواقف متباينة؛ فمنهم المحتفل به المعظم له، فهو يعصم الفكر عن غي الخطأ ويكشف عن دقيق الفهم المؤدي إلى النتائج الصحيحة، والذي لا يعرف المنطق لا ثقة له بعلومه (رأي الغزالي)، والرأي الثاني مزدر به شانئ له يرى أنه لاينتج نتائج يقينية، والقياس الفقهي أنتج منه (لا يحتاجه الذكي ولا يستفيد منه البليد).
وقد ذكر المترجمون أن الإمام الباقلاني المالكي من العلماء الذين نقدوا المنطق، ورسالته في هذا الشأن مفقودة، وقد نقل لنا أبو حيان التوحيدي في كتابه (الإمتاع والمؤانسة) مناظرة أبي سعيد السيرافي النحوي المعتزلي مع يونس بن متى المنطقي، وقد كان لي شرف إلقاء عرض عن هذه المناظرة بين طلبة “ماجستير” علم العقائد والأديان، حيث ظهر فيها يونس بن متى منهزمًا أمام تحريرات أبي سعيد السيرافي، الذي قرر أن المنطق الأرسطي هو نحو اليونان وأن النحو العربي هو منطق أهل الاسلام، فنحو كل لغة هو منطقها.
وهذه المناظرة رآها الجابري “الوثيقة” التي أعلنت عن هزيمة العقل البرهاني أمام العقل البياني، كما رآها طه عبد الرحمن وثيقة لانتصار بيان البرهان وبرهان البيان في خارطة الفكر الإسلامي.
فكان حاصل موقف المسلمين من المنطق الأرسطي يتمثل في (تحريمه ومنعه – جوازه وامتداحه- أو التوسط في دراسته لممارس الكتاب والسنة فلايخشى عليه من فساد عقيدته).
ولست أدري كيف يمكن للقواعد العقلية أن تفسد عقيدة المسلم وهي قواعد عقلية صرفة.. ولربما حملهم على هذا الكلام هو كون المنطق يعد مدخلا من مداخل الفلسفة التي قال أصحابها بما يخالف عقائد أهل الإسلام؛ كالقول بقدم العالم وإنكار المعاد وبعث الأجساد.
ولاشك أن نقد ابن تيمية للمنطق الأرسطي كان محل ثناء المنطقيين، نذكر على سبيل المثال العلامة آل كاشف الغطا والعلامة طه عبد الرحمن، أما قول شانئي ابن تيمية كسعيد فودة بأنه لم يأت بجديد فهو قول متهافت كقوله إن الشيخ القرضاوي لم يدرس العقيدة في سنوات الأزهر (وهكذا تفعل الخصومات الشخصية تجاه العلماء، فهي تعمي وتصم عن الانصاف والتكلم بعدل).
أين يكمن عمل ابن تيمية في كتابه (الرد على المنطقيين) الكبير؟
يحتوي كتاب (الرد على المنطقيين) على بحثين وهما “الحد والتصور” و”القياس والتصديق”، وقد قام بنقد المقولات التالية: فالتصور المطلوب لاينال إلا بالحد غير سديد، فوظيفة الحد عنده أنه يفيد العلوم بالتصورات.
قام ابن تيمية بنقد مقولة التصديق لاينال إلا بالقياس، والتصديق هو حصول صورة الشيء في الذهن مع الحكم عليه في الواقع (حصول النسبة الإدراكية)، ورأى ابن تيمية أن القياس يفيد العلم بالتصديقات.
قام ابن تيمية بنقد قولهم في الحد بأنه الجامع المانع الجامع لكل أفراد المحدود والمانع لكل ما ليس من المحدود أن يدخل فيه، فقرر رحمه الله مجموعة من التقريرات من بينها أنه لا يوجد اتفاق بين الناس على حد معين. التعريف بالحد هو تعريف بمعاني ألفاظه ومفرداته.
قرر ابن تيمية أن اشتراط قياس أرسطو قضية كلية في إحدى مقدمتيه فرض لأن أساس الكلي هو الجزئي، كما أن اشتراط مقدمتين صغرى وكبرى، هما محض تعسف وتحكم لأن الدليل قد يحتاج أحيانا إلى أكثر من مقدمتين.
وقد قام ابن تيمية بتشييد مجموعة من القواعد المنطقية نجملها في الأمور التالية:
1– وظيفة الحد كونه تفصيل للاسم يخدم التمييز بين الأسماء.
2– الوصول إلى الحد يكون عن طريق مطابقته للمحدود وتحققه معه في حالتي الاطراد والانعكاس.
3– يعتبر الحد كالاسم ينبه على تصور المحدود.
4– قياس الأولى المذكور في قياسات القرءان منتج للمعرفة أكثر من القياس المنطقي، حيث الحكم المطلوب في الشيء أولى بالثبوت من الصورة المذكورة في الدليل الدال عليه.
تمثلت اجتهادات ابن تيمية في مجموعة من الاختيارات نشير إليها في بعض النقاط. ولابد أن نضع في اعتبارنا أن موقف ابن تيمية من منطق أرسطو قائم على أنه لا جديد فيه (لايحتاجه الذكي ولا ينتفع منه البليد) فالنتيجة المنطقية القياسية ليست إلا المصادرة على المطالب ليس غير.
1– الاختيار المنطقي القائم على ما هو حسي تجريبي ومعنى ذلك أن بدهيات البرهان أساسها جزئي لا كلي، حسي تجريبي لا عقلي حيث تعتبر التجربة المصدر الأساس في عمليات البرهان، والبديهي ما لا يحتاج إلى مقدمات، فالعقل يتوصل إلى القضية الجزئية قبل الكلية، لأن الكلية تعداد لأفراد الجزئية، وبهذا يكون الكلي أمرا في الذهن لا وجود له في الخارج، فالخارج لايوجد إلا المحسوس المجرب.
2– الاختيار المنطقي القائم على مفهوم السببية ونظرية العلة. وهي قائمة على ترافق العلة بالمعلوم ودورانها معه سلبا وإيجابا وهي عادة مركوزة في الذهن.. ، ولعل الفيلسوف هيوم يتفق مع هذه النظرية.
3– الاختيار الواقعي في البرهان يرى ابن تيمية أن الحقائق الخارجية مستغنية عنا، غير تابعة لتصوراتنا بل التصورات تابعة لها. فالصور الخارجية مقدمة على الصور الذهنية.
4– الاختيار اللفظي الاسمي. يرى ابن تيمية أن الحد اللفظي هو أساس التصور وهو المحتاج إليه في تقرير العلوم، فوظيفة الحد قائمة على الاعتناء بالالفاظ والأسماء لا بالموجودات بما هي موجودات فالأفراد والاسماء هي الحقائق الواقعة بخلاف الاجناس والانواع والماهيات فهي أمور صنعها الذهن بالقوة التخييلية و الحقائق تقوم بالمتعينات.
هذا باختصار أبرز معالم التجديد عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في علم المنطق، وهو يحتاج إلى مزيد من البيان والتفصيل، حاولت تقريبها ليسهل تناولها بالدرس والمباحثة. والله أعلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.70 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]