|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التعلق بالعين والحسد ومس الجن وتعبير الرؤى د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي إن التعلق بالعين والحسد ومس الجن وتعبير الرؤى أصبح الشغل الشاغل لكثير من الناس، فقد ربطوا مصالحهم الدينية والدنيوية وحتى الأخروية بها ارتباطاً مباشراً، فكل بلاء يحدث، أو يقع لهم من قريب أو بعيد، فيكون مرده عندهم دون تردد: إما معيون، أو محسود، أو مسه جني. أما تعبير الرؤى فحدِّث عنه ولا حرج، فقد أصبح التعلق بهذا الموضوع واضحاً وجلياً عبر وسائل الإعلام المختلفة. وهذه الموضوعات إذا نظرنا لها من الجانب الشرعي، فهناك شواهد شرعية من القرآن الكريم أو من السنة النبوية تشير إلى إمكانية وقوعها على الإنسان، ولكن في حدود ومواضع معينة، وبعلم الله تعالى وقدرته، قال تعالى: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51] [1]. وفي الحقيقة أن الأمر إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، فقد ربط كثير من الناس حياتهم بتعبير الرؤى والأحلام، والتي هي في غالبها أوهام وأضغاث أحلام، بدل أن يقوموا بالعمل والإنتاج، والسعي إلى عودة الأمة إلى سابق عهدها ومجدها التليد. وتجد الواحد من هؤلاء كلما يحدث له أمر معين، سواء كان إخفاقاً أو تُعرضاً لمشكلة معينة يربطه بالعين والحسد والسحر وما شابه ذلك، وهذا الوهم الذي يقع فيه كثير من الناس مخالف للتوجيهات الشرعية التي تؤكد حسن التوكل على الله تعالى، واليقين بما عنده، وأن ما أصابه من خير، أو شر هو بقدر الله تعالى وقضائه. وهناك ملحوظات عامة يمكن الإشارة إليها حول هذا الموضوع، ومن أبرزها ما يلي: 1- مبالغة بعض الناس في هذه الموضوعات، فهم بين إفراط وتفريط. 2- أصبح هذا التعلق الكبير موضع سخرية من بعض غير المسلمين، ومن أبناء بعض المسلمين. 3- انشغال الناس عن الأعمال المهمة، وأصبح تعلقهم وشغلهم الشاغل الذهاب إلى المعالجين من العين والسحر والجن ومعبري الرؤى. 4- استغلال ضعاف النفوس هذا التعلق للكسب المادي السريع بطرق مخالفة للشريعة الإسلامية. وفي عبارة جميلة للداعية الكويتي الدكتور محمد العوضي يقول: في تاريخنا الإسلامي لم يكن هناك إلا ستة مفسرين للأحلام، أما اليوم ففي كل منطقة عشرة مفسرين، لقـد كثرت الأحـلام في أيامنا... هـل هذا لأننا أمة نائمة؟!! فينبغي على المسلم أن يحرر عقله من هذه الأوهام، ويجعلها في سياقها الذي حدده الشارع الحكيم من غير إفراط أو تفريط، ولنتفرغ للعمل والاجتهاد في إنجاز أعمالنا ونستعن بالله تعالى ولا نعجز، فهو حسبنا ونعم الوكيل. [1] سورة التوبة، الآية رقم: 51.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |